أفريقيا برس – الجزائر. وجه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الكريم بن مبارك تعليمة تنظيمية جديدة للمنسقين المكلفين بعملية الهيكلة في “الأفلان”، شدّد فيها على ضرورة استكمال انتخاب مكاتب القسمات عبر المحافظات، وتقديم تقارير دقيقة تمهيدا للترخيص بعقد الجمعيات العامة الانتخابية للحزب.
وتضمنت التعليمة رقم 304/أ.ع/2025 المؤرخة في 26 ماي الفارط، توجيهات واضحة إلى المنسقين والمنسقات ورؤساء اللجان الانتقالية لمتابعة سير عملية انتخاب مكاتب القسمات على مستوى كل محافظة، مع إلزامهم بتقييم شامل للعملية وإعلام الأمانة العامة بالمحافظات التي استُكملت بها الانتخابات.
وأوضحت المذكرة أن الترخيص بتنظيم الجمعية العامة الانتخابية لمكاتب المحافظات لن يتم إلا بعد التأكد من استكمال انتخاب القسمات التابعة لها، وفق ما تنص عليه التعليمة ذاتها، مع ضرورة إيداع محاضر الانتخابات لدى أمانة الأمين العام وأمانة قطاع التنظيم.
كما دعت المذكرة إلى تسوية الوضعية المالية المرتبطة بالاشتراكات الشهرية ومساهمات المنتخبين المحليين، في خطوة تهدف إلى ضبط الوضع التنظيمي والمالي للحزب قبل المرور إلى مراحل متقدمة من الهيكلة الميدانية.
وتأتي هذه التعليمة في سياق إعادة تنظيم الهياكل القاعدية للحزب، وإعادة بعث ديناميكية النشاط السياسي على المستوى المحلي، بما يضمن انضباطًا هيكليا يمكّن الحزب من التحضير للاستحقاقات المقبلة على رأسها الانتخابات التشريعية بصفوف تنظيمية متماسكة ووضعية قانونية ومالية مضبوطة.
كما أكدت التعليمة على ضرورة التقيد التام بالتوجيهات السابقة ذات الصلة بعملية إعادة الهيكلة، وعلى رأسها التزام اللجان الانتقالية بدقة الإجراءات القانونية والتنظيمية المعتمدة، وإرسال التقارير المرحلية في الآجال المحددة، لضمان متابعة مركزية دقيقة لسير العملية على المستوى الوطني.
وشددت الأمانة العامة من خلال التعليمة ذاتها على أهمية التنسيق الدائم بين المنسقين الولائيين وأمانة التنظيم، خاصة فيما يتعلق بإعداد الوثائق الرسمية وتحيين بيانات المنتخبين، تحضيرا للمرحلة المقبلة التي ستشهد استكمال بناء الهياكل القاعدية للحزب في جميع الولايات.
وتأتي هذه التوجيهات في وقت ارتفعت فيه بعض الأصوات المعارضة للأمين العام للحزب، منتقدة طريقة التحضير لعملية إعادة الهيكلة وانتخاب القواعد، خاصة بعد تسجيل ما اعتبر خروقات في بعض المحافظات، لاسيما ما تعلق، حسبها، بإقصاء مناضلين وغياب ما وصف بالشفافية في تشكيل اللجان الانتقالية، وهو ما أثار جدلا داخل بعض القواعد المحلية التي طالبت بضمان تكافؤ الفرص واحترام التمثيل الحقيقي للمناضلين.
ومعلوم أن بعض محافظات الحزب في الولايات تشهد مؤخرا توترا داخليا بين المناضلين بسبب خلافات حول تسيير عملية انتخاب القواعد، وسط دعوات من قيادة الحزب إلى احترام التوجيهات المركزية وضمان الشفافية والإنصاف في عمليات إعادة الهيكلة وتشكيل الهياكل القاعدية.
للإشارة، فقد وجه عبد الكريم بن مبارك، تعليمة تنظيمية إلى رؤساء اللجان الانتقالية للمحافظات كافة، حدد فيها بدقة شروط الترشح لعضوية مكاتب المحافظات، مشددا على ضرورة إبعاد العناصر التي تحوم حولها شبهات الفساد، والتمسّك بشرط الأقدمية داخل الحزب، والمحدد بخمس سنوات على الأقل.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس
