أفريقيا برس – الجزائر. دعا المؤرخ بنجامين ستورا إلى استئناف عمل “ورشة الذاكرة” التي توقفت منذ صيف 2024، وأكد ستورا الذي يرأس الجانب الفرنسي من اللجنة المشتركة للمؤرخين أن: “ورشة الذاكرة لم تعد ترفا سياسيا بل ضرورة تفرضها التحولات الاجتماعية والسياسية في البلدين”.
وقال ستورا في مقال “رأي” صدر في صحيفة “لاكروا” الفرنسية، اليوم الأربعاء: “كلما اتسعت مشاركة أبناء هذا التاريخ في الحياة العامة، ضاق هامش الإنكار وتراجع منطق الصمت”، وأضاف: “تجاهل هذه الجروح لا يوقف نزيفها”.
واعتبر أن: “خطوة واحدة أو خطابا واحدا لن يمحو سوء الفهم” بين فرنسا والجزائر، مشيرا إلى أن العلاقات تدهورت بشدة منذ صيف 2024.
وعبّر ستورا عن قناعته بأن الإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال أو الصحافي كريستوف غليز لا يكفي لاستعادة الثقة، وتساءل إن كانت “مصافحة بين الرئيسين الفرنسي والجزائري، أو زيارة جديدة للجزائر” تكفي لإخماد جروح الذاكرة.
ونبّه في تحليله إلى إشكالية أن الجزائر “لم تكن مستعمرة كغيرها”، بل ضمت عبر “ثلاث محافظات داخلية”، وصعوبة تناول “132 عاما من الوجود الفرنسي” الناتج عن غزو دموي. وأشار ستورا إلى أن السردية الفرنسية بُنيت على تمجيد الاستعمار ووصفه بـ”مهمة حضارية”، بينما تشكل الخيال الجماعي الجزائري حول “الانفصال عن فرنسا الاستعمارية” وتمجيد “ثقافة الحرب”.
واقترح ستورا “العودة إلى الجذور” في حرب الغزو التي جرت في القرن التاسع عشر، مشيرا إلى أن هذا التاريخ “لم يُدرّس بما يكفي ولم يُعرض في الكتب المدرسية”، مؤكدا أن “التاريخ غالبا ما يُكتب استجابة لمطالب المجتمع”، حيث يبحث الشباب عن تاريخ أعمق بينما تظل “طبقة سياسية منشغلة دوما بالراهن”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس
