افريقيا برس – الجزائر. شهدت عملية التلقيح ضد فيروس كورونا انتعاشا في اليومين الأخيرين، بعد استقبال مختلف العيادات الجوارية المعنية كميات وجرعات إضافية من اللقاح، وكان المواطنون لاسيما المسنين والمرضى المزمنين حاضرين في تلك المراكز في الساعات الباكرة وكلهم ثقة في أن يساهم اللقاح في تجنيبهم مضاعفات الفيروس خاصة أن منهم من أصيب بالمرض في وقت سابق ونجا من الموت بأعجوبة.
“الشروق” وقفت يوم الأربعاء، على استئناف العملية بنفس جديد وتحدّثت إلى القائمين على العملية من أطباء ومسؤولين ومواطنين بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية سيدي أمحمد بوشنافة، الذين أجمعوا على أهمية حماية أرواحهم وأرواح ذويهم خاصة أن اللقاح هو الحل الوحيد إلى جانب الوقاية في الوقت الحاضر.
313 مواطن تلقوا التلقيح بعيادة الينابيع خلال 3 ساعات
توجه مئات الجزائريين، في ساعات مبكرة من يوم ، نحو العيادة العمومية الينابيع التي استقبلت من الساعة السابعة إلى غاية الحادية عشرة 313 مواطن استفادوا جميعهم من التلقيح على أن تتواصل العملية خلال اليوم، وفق ما أكدته آسيا قرومي متصرفة رئيسية مكلفة بالإعلام في العيادة.
وأفاد بدوره فتّاح رضوان مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية سيدي أمحمد بوشنافة بأنه ونظرا للتوافد الكبير للمواطنين من مسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والأمراض المزمنة تم قبول تلقيح الجميع سواء مسجلين أم غير مسجلين، ممن يتعذر على المؤسسة الامتناع عن تلقيحهم لدواع إنسانية.
وقدّر فتّاح رضوان في تقييم أولي عدد الأشخاص الملقّحين عبر كافة المراكز الستة بنحو 800 شخص يوميا على الأقل.
وتحدث المدير عن وعي كبير للمواطنين بأهمية التلقيح وضرورته لحماية أنفسهم من الوباء مع عدم تسجيل أي مضاعفات جانبية منذ بداية العملية على مستوى المؤسسة إلى غاية الآن، مشيرا إلى أخذ جميع الاحتياطات الخاصة بذلك وفق توصيات الجهات المعنية.
تلقيح الأطباء وتطميناتهم شجّعت المواطنين وأقنعتهم
أشارت آسيا قرومي إلى وجود بعض التردد في البداية لدى المواطنين إزاء بعض التلقيحات غير أنهم سرعان ما غيرون رأيهم إثر تطمينات وشروحات تلقوها في عين المكان، تاركة القرار النهائي -تقول قرومي- للمواطن فهو حر في اختياره.
مليكة من بلكور.. سيّدة في الواحد والستين من العمر هي من الفئات المعرضة لخطر تعقيدات الفيروس لإصابتها بارتفاع الضغط الدموي، التقيناها في قاعة المراقبة بعيادة الينابيع بعد أن خضعت للتلقيح.. بدت في حالة جيدة دون أي مضاعفات تذكر وتحدثت إلينا عن ترددها في البداية في أخذ التلقيح غير أنه ومع مرور الوقت لما شاهدت أطباء في محيطها العائلي وسمعت عن إقبال الأطقم الطبية وشبه الطبية على التلقيح زالت مخاوفها وقرّرت التلقيح حيث قصدت العيادة على الساعة السابعة صباحا وانتظرت دورها.
بدوره أفاد بوترعة رابح البالغ من العمر 72 عاما والذي التقيناه في العيادة أيضا بعد تلقيه اللّقاح أنّه يعاني قصورا في القلب وخضع لعملية جراحية ويحمل بطارية، مشيرا إلى أنّ من وضع قلبه وحياته بين يدي أطبائه لا يمكن أبدا أن يتردد في التلقيح ضد فيروس كورونا بعد أن قام الأطباء أنفسهم بنصحه وتطمينه بفعالية التلقيح وعدم وجود مخاطر عليه.
وقال بوترعة “ثقتنا كبيرة جدا في أطبائنا الذين نضع يوميا حياتنا بين أيديهم ولو أنهم رأوا في التلقيح مضرة لما وافقوا على إجرائه وتحمّل مسؤولية أرواح مرضاهم” .
أقارب وأبناء يحثون آباءهم على التلقيح ويرافقونهم
من جانبها، أفادت زهيدة في عقدها السابع من حي العناصر بأنها رفضت التلقيح لعدة أشهر غير أنّ زوجها استطاع التأثير عليها وإقناعها على إثر تلقيه اللقاح شهر مارس الماضي، خاصة أنه لم تظهر عليه أي أعراض جانبية، ورافقها زوجها الذي خضع بدوره للجرعة الثانية من اللقاح بعد 8 أسابيع.
أمّا فاطمة من وسط القبة البالغة 74 عاما والتي تعاني من ارتفاع الضغط فقالت بأن أبناءها ظلوا يتابعونها ويزوّدونها بالحجج والبراهين إلى غاية اقتناعها بالتلقيح.
وتؤكد ابنة فاطمة أنها قضت رحلة بحث طويلة لغاية الحصول على إمكانية التلقيح منذ أزيد من أسبوع وهي تتردد على مختلف العيادات إلى غاية اليوم. وتؤكد فاطمة أنها متعودة على إجراء تلقيح الأنفلونزا الموسمية وهو ما بدد من مخاوفها قليلا.
توسيع عمليات التلقيح إلى عيادات جوارية جديدة
وفي سياق ذي صلة، ذكّرت سليمة حمادي مديرة الوقاية بوزارة الصحة بجهود مختلف الجهات في تأمين وصول اللقاح وتوزيعه على الولايات والمؤسسات الصحية، مؤكدة أن الاستراتيجية الوطنية المعتمدة ترتكز على توزيع كافة الكميات المستلمة في أقرب الآجال ووفق برنامج يراعي احتياجات المنطقة وكثافتها السكانية ووضعيتها الوبائية.
وكشفت حمادي عن توسيع قائمة العيادات الجوارية المعنية بالتلقيح، من خلال مراسلة للوزارة إلى مديري الصحة تحثهم فيها على فتح المزيد من العيادات لهذا الغرض باحترام تدابير الوقاية قصد تجنب الاكتظاظ والضغط على عيادات دون الأخرى، خاصة أن شروط حفظ لقاح أسترازينيكا ملائمة للغالبية في درجات حرارة بين 2-8 درجات
وكشف فتّاح رضوان مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية سيدي أمحمد بوشنافة أنّ عدد الجزائريين الملقحين منذ تاريخ 30 جانفي 2021 إلى غاية اليوم ناهز 7 آلاف شخص تلقوا الجرعتين معا.
وقال فتّاح “بالنسبة للمواطن ليس من صلاحياتنا فرض نوع اللقاح عليه فله الاختيار في القبول أو الرفض، حسب توفر الجرعات”. وأضاف “عدد المواطنين الملقحين بأسترازينيكا يفوق بكثير الملقحين بالتلقيحات الأخرى ويتم تلقي الجرعة الأولى على أن تتدعم بالجرعة الثانية بعد انقضاء 8 أسابيع أي في غضون شهرين تقريبا.”
وأفاد فتاح رضوان أنّ عملية التلقيح ضد فيروس كورونا مستمرة حسب الكميات المحصّل عليها، حيث أشار إلى استقبال كميات معتبرة من جرعات التلقيح، هذا الأسبوع، للتكفل أحسن وأنجع بالوطن، مما سمح بفتح ستة مراكز تلقيح ضد الوباء تابعة للمؤسسة على مستوى بلديات مختلفة ويتعلق الأمر بـالعيادة متعددة الخدمات الينابيع ببئر مراد رايس وعيادة مصطفى نقاش بالمدنية وعيادة الدكتور أحمد عروة بحيدرة وإبراهيم خيدر بسحاولة وكذا عيادة 720 مسكن بعين النعجة وكذا عيادة الإخوة الشهيدين ايفتن ببئر خادم.
العطل الصيفية ممنوعة للسهر على استكمال التلقيحات
وتم تسخير كافة الوسائل المادية والبشرية للسير الحسن لعملية التلقيح على مختلف العيادات الجوارية المخصصة للعملية من أطقم طبية وشبه طبية وإداريين وقاعات لمراقبة الأعراض الجانبية بعد التلقيح، وكذا الأرضية الرقمية التي يتم من خلالها متابعة كافة التسجيلات وإمداد السلطات الوصية بالمعطيات اللازمة الآنية والدقيقة، وهذا كلّه من أجل تلبية الطلب المتزايد على التلقيح.
وحسب ما أوضحه فتّاح رضوان فإنه إضافة إلى كافة الاستعدادات السابقة تم إصدار تعليمة تقضي بتجميد العطل السنوية الصيفية لكافة الأطباء المنسقين للسهر على السير الحسن لعملية التلقيح، كما أنه يتابع يوميا كل صغيرة وكبيرة عبر مختلف مراكز التلقيح الستة مع استقبال ودراسة كل انشغالات المواطنين.
مديرة الوقاية بوزارة الصحة: كل اللقاحات فعالة ولم نسجل أي مضاعفات خطيرة
صرّحت سامية حمادي المديرة المكلفة بالوقاية على مستوى وزارة الصحة أنّ الكميات التي استقبلتها الجزائر في الأيام القليلة الأخيرة ستعزز عمليات التلقيح وترفع نوعا ما من النسبة الوطنية للتلقيح وإن كانت محتشمة وقليلة ودون التطلعات.
وردّت المتحدثة على المشككين في فعالية لقاح “استرازينيكا” والرافضين له بالقول إن “لجنة علمية للتلقيح تتابع كافة المنشورات العلمية وتدقق فيها ولن تتلاعب أبدا بحياة المواطنين”.
وأضافت حمادي “لم نسجل إلى غاية اليوم أي مضاعفات بهذا اللقاح الذي يحافظ على خصائصه الكاملة في الحماية والفعالية، كما أنّ مركز اليقظة الصحية لم يسجل أية مضاعفات ماعدا الآثار الجانبية البسيطة المسجلة في كافة التلقيحات والمدرجة في البطاقة التقنية للتلقيح من حمى وألم موضعي واحمرار وغيرها من الأعراض البسيطة.
وقالت حمادي إن “اللقاح معترف ومعتمد من قبل الوكالة الأوروبية للدواء وستواصل الجزائر الحصول عليه متى توفرت الكميات“.