الرئيس تبون يسعى لاستقطاب كبرى شركات الطاقة الأمريكية

1
الرئيس تبون يسعى لاستقطاب كبرى شركات الطاقة الأمريكية
الرئيس تبون يسعى لاستقطاب كبرى شركات الطاقة الأمريكية

أفريقيا برس – الجزائر. استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وفدا عن شركة شيفرون الأمريكية، بمقر رئاسة الجمهورية وبحضور مدير الديوان بوعلام بوعلام، ووزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، والرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، رشيد حشيشي. وفي تصريح عقب الاستقبال، أكد نائب الرئيس للتطوير التجاري لـ”شيفرون”، جو كوك، قائلا: “هذا اللقاء يشجعنا إذ أنه يتطابق مع الاتفاق المبدئي من أجل التفاوض ومباشرة العمل، وقد لمسنا أن هناك تجاوبا لمواصلة المباحثات”.

وترمق شيفرون السوق الجزائرية منذ مدة، فقد سبق لها سنة 2024، توقيع اتفاقية مع مجمع سوناطراك، من أجل تطوير موارد المحروقات بحوضي أهنات وبركين، الواقعتين جنوب البلاد. وتُعد هذه المذكرة، وفقاً للطرفين، منصة حوار استراتيجية تُمهد لدراسة فرص استغلال الإمكانات المنجمية الكامنة بالحوضين، مع التركيز على الكفاءة التشغيلية، واعتماد التكنولوجيا المتقدمة، وأفضل الممارسات في مجالات الاستدامة والبيئة.

ووصف حينها الرئيس المدير العام للمجمع، رشيد حشيشي، الاتفاقية بـ”التاريخية” التي تجسد رؤية استراتيجية مشتركة، تسمح للطرفين بالعمل على استكشاف واستغلال الثروات الطاقوية الوطنية، مبرزا أن الاهتمام الذي أبدته الشركة الأمريكية يعكس “الثقة الكبيرة التي تحظى بها الجزائر كمجال منجمي واعد، وسوناطراك كشريك موثوق قادر على تطوير تعاون مثمر”.

بعد ذلك، أعلنت سوناطراك شهر كانون الثاني/جانفي الماضي، عن توقيع اتفاق مع شركة “شيفرون” الأمريكية، لإنجاز دراسة حول إمكانات موارد المحروقات في المناطق البحرية الجزائرية. وتهدف هذه الاتفاقية، التي تمتد لمدة 24 شهرا، وفق بيان لوزارة الطاقة، إلى إنجاز دراسة معمقة لتقييم إمكانيات الموارد النفطية في المنطقة البحرية الجزائرية، كما تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون بين الجزائر وشركة “شيفرون” في مجال الدراسات التقنية والجيولوجية، مما يمهد الطريق لمشاريع استكشاف وتطوير مستقبلية تهدف إلى تثمين موارد المحروقات الوطنية.

وليست شفرون وحدها في المعادلة، فقد وقعت شركة سوناطراك بالمثل مذكرتي تفاهم مع وشركة “أوكسيدنتال بتروليوم كوربوريشن” الأمريكية، مؤخرا على هامش المنتدى الجزائري الأمريكي للطاقة 2025، بهدف تعزيز وتوسيع تعاونهما في مجال استكشاف وانتاج المحروقات في الجزائر. وتتعلق مذكرة التفاهم الأولى، وفقا لذات المصدر، “بتحديد إطار المناقشات المتعلقة بدراسة إمكانيات التعاون في تطوير المكامن الكربوناتية”، أما المذكرة الثانية، فتنص على “تطبيق تقنيات الاستخراج المعزز للنفط، بغرض تعظيم الإنتاج وتعزيز عوامل الاسترجاع النهائي”. وتعمل سوناطراك وشركة أوكسيدنتال للتذكير، مع شريكين آخرين على استغلال محيط بركين التعاقدي، وذلك في إطار عقد للمحروقات تم توقيعه بتاريخ 19 تموز 2022.

وتستهدف الجزائر، وفق ما صرح به وزير الخارجية أحمد عطاف، استقطاب الشركات الأمريكية العملاقة الثلاث (ميجور) أكسيدنتال وشفرون واكسن موبيل. كما سبق للسفير الجزائري في واشنطن، صبري بوقادوم، أن قام بعمل ترويجي في وسائل الإعلام الأمريكية لجذب استثمارات لبلاده. وأوضح بوقادوم في حوار مع موقع “يو أس آي توداي بيزنس”، أن الولايات المتحدة، كانت أكبر شريك تجاري للجزائر قبل 15 إلى 20 عاماً، بحجم تبادل تجاري يتراوح بين 18 و20 مليار دولار سنوياً. ومع أن التحولات في إنتاج الطاقة الأميركية أثرت على ميزان التبادل التجاري، إلا أن النفط الجزائري، حسبه، لا يزال يتمتع بمكانة متميزة بسبب جودته العالية وانخفاض نسبة الكبريت فيه، مما يجعله يُباع بسعر أعلى بمقدار 2-3 دولارات للبرميل.

وتتجه الجزائر اليوم، وفق وزير الخارجية السابق (بوقادوم)، نحو تنويع مصادر الطاقة، حيث توفر الصحراء الجزائرية إمكانات هائلة للطاقة الشمسية بفضل 330 يوماً مشمساً في السنة، إضافة إلى استثمارها في الهيدروجين كوقود مستقبلي واستكشاف المعادن النادرة. وبخصوص موثوقية التعامل مع الجزائر، شدد السفير على أن الجزائر ظلت دائماً ملتزمة بتعهداتها في مجال أمن الطاقة، حيث لم تتوقف عن تزويد شركائها حتى في أصعب الفترات. ومع تزايد الطلب على موارد الطاقة الجزائرية، أكد أن بلاده ستواصل دورها كمزود موثوق للطاقة لأوروبا والعالم، مع التركيز على الاستدامة وضمان الاستقرار في الإمدادات.

وأكد أن قطاع الطاقة لا يزال يمثل أولوية، إلا أن هناك اهتماماً متزايداً بالزراعة، حيث قامت شركة جزائرية خاصة مؤخراً باستيراد 25 ألف بقرة أميركية، في خطوة تعكس تنامي التعاون في هذا المجال. وأشار إلى أن الجزائر تسعى لجذب الاستثمارات في قطاعات أخرى مثل التعدين، حيث تحظى المناطق الصحراوية والشمالية بإمكانات كبيرة في هذا المجال، ما دفع العديد من المستثمرين المؤثرين إلى إبداء اهتمامهم بالسوق الجزائرية.

لقاء مع السفيرة الأمريكية

وعلى الصعيد السياسي، كانت السفيرة إليزابيث مور أوبين قد اجتمعت مع الأمين العام لوزارة الخارجية لوناس مقرمان لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة وتأكيد الالتزام المشترك على تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والجزائر، في إطار مواصلة الجهود لتوسيع التعاون الثنائي بين البلدي، وفق ما أوردته السفارة الأمريكية في الجزائر في بيان مقتضب. وكانت الجزائر، قد تفاعلت مع الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، من خلال تدخلاتها في مجلس الأمن وبيانات خارجيتها، بإدانة العدوان الإسرائيلي على إيران والإعراب عن القلق بعد استهداف الولايات المتحدة للمنشآت النووية لإيران، وكذا إدانة الانتهاك الإيراني للسيادة القطرية. ورغم البون الشاسع في المواقف بين الجزائر والولايات المتحدة فيما يخص القضية الفلسطينية، إلا أن العلاقات بين البلدين تشهد استقرارا يعكسه التواصل المستمر والرغبة في تطوير التعاون الاقتصادي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here