أفريقيا برس – الجزائر. عادت مشاريع المبادرات السياسية في البلاد للبروز مجددا بعد فترة طويلة من الجمود والفتور ميزّ المشهد الوطني في البلاد، فبعد مبادرة تعزيز التلاحم وتأمين المستقبل التي قادتها حركة البناء الوطني، جاء الدور على جبهة القوى الاشتراكية التي بادرت هي الأخرى بمشروع سياسي جديد.
وفي هذا الإطار، يؤكد السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، في تصريح لـ”الشروق” أن المبادرة السياسية التي أطلقها “الأفافاس” موجهة لجميع الفعاليات السياسية في البلاد، مشيرا إلى أن الهدف منها تحريك الركود السياسي وبلورة مقاربة توافقية بعيدا عن الانقسامات الإيديولوجية.
وقال أوشيش، أن تفاصيل وآليات تطبيق المبادرة الجديدة التي جاءت تحت شعار “عقد تاريخي من أجل استكمال المشروع الوطني” سيكشف عنها اليوم (السبت) في ندوة صحفية، وذلك عملا باللائحة السياسية المنبثقة عن المؤتمر الوطني السادس لجبهة القوى الاشتراكية والمتضمنة مباشرة مسعى سياسي جديد يجمع القوى السياسية الوطنية من أجل استكمال المشروع الوطني.
ويرى المتحدث، أن الوقت قد حان لإطلاق مبادرة سياسية جامعة بين كافة الفعاليات السياسية، فهذه الأخيرة مطالبة بتحمل المسؤولية، وأن تجتمع فيما بينها بعيدا عن الاختلافات الأيديولوجية، وذلك لحماية البلاد وتمتين الجبهة الداخلية.
وسبق للسكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية أن أكد خلال اجتماع المجلس الوطني للحزب في دورته العادية المنعقدة بتاريخ 02 جوان المنصرم، على أن المشروع السياسي الذي يعتزم الأفافاس طرحه سيكون شاملا من دون إقصاء وموجها إلى جميع القوى السياسية المتشبثة بقيم الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.
كما اعتبر الأفافاس أن الطبقة السياسية في البلاد عليها أن تكون حازمة في التعاطي مع المحاولات التي تستهدف استقرار الجزائر داخليا أو خارجيا، والتي من شأنها يضيف أن تستعمل كذريعة للمساس بسلامة البلاد ووحدة مؤسساتها.
واعتبر مسؤولو الحزب أن الدعوة إلى الانضمام إلى هذه المبادرة مفتوحة للجميع، وذلك مباشرة بعد عرض مضمونها وتفاصيلها وذلك تبعا لقرارات المجلس الوطني للحزب المصادق عليها في دورته العادية والتي تنص على إطلاق مبادرة تجاه الطبقة السياسية.
وتعد هذه المبادرة السياسية الثانية من نوعها في السنوات الأخيرة، حيث حملت المبادرة الأولى التي أطلقتها حركة البناء الوطني قبل شهرين رسائل واضحة مفادها ضرورة تمتين الجبهة الداخلية وتأمين المستقبل.
وانضم إلى هذه المبادرة التي توجت بعقد ندوة وطنية شهر أوت المنصرم العديد من التشكيلات السياسية بما فيها تلك المحسوبة في وقت سابق على الموالاة إضافة إلى جمعيات ونقابات وطنية، وحتى شخصيات وطنية.
وصب مضمون هذه المبادرة في مجمله في خانة حماية الجبهة الداخلية، ولمّ شمل الجزائريين والتحذير من المخاطر التي تهدد استقرار الجزائر ومحيطها.
كما يعتزم المبادرون بهذا المشروع السياسي رفع تقريرهم الخاص بهذه المبادرة الى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للتعريف بها، في وقت ترى أحزاب أخرى على غرار حركة مجتمع السلم، أن السلطة في البلاد لا تحتاج إلى وسطاء ووكلاء لفتح حوار مع الجميع.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس