أفريقيا برس – الجزائر. يتجه حزب جبهة التحرير الوطني إلى عقد الدورة العادية للجنة المركزية مطلع شهر ديسمبر المقبل، في سياق سياسي وتنظيمي خاص يتزامن مع الانتهاء من مرحلة إعادة الهيكلة القاعدية التي باشرها “الأفلان” منذ تولي عبد الكريم بن مبارك الأمانة العامة، ومع اشتداد الخلافات الداخلية بين القيادة الحالية وبعض المناوئين لها.
وبحسب ما علمته مصادر اعلامية، يرتقب أن تنعقد اللجنة المركزية خلال الأسبوع الأول من ديسمبر، حيث سيخصص اللقاء لتقديم حصيلة نشاط الحزب على المستويين السياسي والتنظيمي، إلى جانب عرض تقرير مفصل حول عملية إعادة الهيكلة التي مست مختلف ولايات الوطن وتنصيب المحافظات الجدد.
وخلال هذا الاجتماع، سيعرض للتصويت التقريران الأدبي والمالي، اللذان يمثلان حصيلة أداء الهياكل القاعدية ومردودية التسيير الداخلي للحزب، مع تقديم الأمين العام عرضا حول أبرز محاور عملية إعادة التنظيم التي شهدها الأفلان على الصعيدين الجهوي والمحلي.
وينتظر أن تنتهي عملية تنصيب المحافظات الجديدة نهاية شهر نوفمبر الجاري، تمهيدا للانتقال إلى مرحلة التقييم الشامل، كما ستكون الدورة أيضا فرصة أمام الأمين العام لاستعراض حصيلة العمل الحزبي منذ توليه القيادة، وإبراز حصيلة عملية إعادة بعث النشاط الميداني وتنشيط القواعد النضالية، إلى جانب عرض نتائج إعادة ترتيب الهياكل وتنشيط الفروع الولائية والبلدية، ومدى تجاوب المناضلين مع البرنامج الجديد الذي أطلقه.
في المقابل، يتوقع أن يعرف اجتماع اللجنة المركزية نقاشات حول مسألة إعادة الهيكلة التي أثارت جدلا واسعا داخل الحزب، خاصة في ظل تحفظات بعض الأطراف المناوئة لـ”بن مبارك” حول الأسماء الجديدة التي تم اختيارها لتنصيب المحافظات.
وكان الأمين العام قد شدد في تصريحات سابقة على أن الهدف الرئيسي من عملية إعادة الهيكلة يتمثل في تعزيز الانضباط التنظيمي وتوحيد الصفوف داخل الحزب، مؤكدا ضرورة تغليب المصلحة العليا لـ”الأفلان” على المصالح الشخصية، وتمكين جميع المناضلين، سواء القدامى أو الجدد، من الحصول على بطاقات الانخراط دون عوائق باعتبارها خطوة مهمة لترتيب البيت الداخلي استعدادا للاستحقاقات المقبلة.
وتأتي هذه التطورات أيضا في وقت تتسع فيه رقعة المعارضين للأمين العام الذين شكلوا ما يُعرف بـ”التنسيقية الوطنية لإنقاذ حزب جبهة التحرير الوطني” المطالبة بتنحيه وتصحيح مسار الحزب.
للإشارة، فإن الدورة المقبلة لاجتماع اللجنة المركزية تنعقد في ظرف سياسي يتسم بالتحضير المبكر للانتخابات التشريعية والمحلية المقبلة، وبالتالي ستحتدم المنافسة ويزداد الضغط على القيادة الحزبية نتيجة صراع الترشيحات.
كما ينتظر أن يدعو بن مبارك خلال هذا الاجتماع إلى تعبئة شاملة للمناضلين وتحضير القواعد في مختلف الولايات لضمان مشاركة فعالة وتحقيق نتائج قوية تُكرّس موقع الحزب الريادي، مع مناقشة آليات اختيار المترشحين وتحديث أساليب العمل الميداني في إطار ما يعرف بالرؤية الجديدة التي تهدف إلى تعزيز الانضباط الحزبي وتوحيد الصف الداخلي تحضيرا للمرحلة الانتخابية المقبلة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس





