محاكمة “مجند” بالجماعات المسلحة الليببة

محاكمة
محاكمة "مجند" بالجماعات المسلحة الليببة

أفريقيا برس – الجزائر. أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، يوم الخميس الفارط، بعقوبة خمس سنوات سجنا نافذا، المتهم بالانخراط والتجنيد في صفوف الجماعات الليبية المسلحة، والإشادة عبر وسائط التواصل الاجتماعي بنشاطها المسلح.

وتم إيقاف المشتبه فيه البالغ من العمر حوالي 40 سنة، منذ أيام، نتيجة تحقيقات معمّقة قامت بها مصالح الأمن المختصة، أظهرت أن المتهم كان متورطا في ممارسة نشاط له علاقة بجماعات إرهابية مسلحة في ليبيا. وتم توقيف المشتبه فيه، مباشرة عند عودته عبر المركز الحدودي بالدبداب بولاية إليزي.

وأفادت مجريات التحقيق مع الموقوف، بأنه حاول ممارسة التضليل والادعاء بأنه تعرض للاختطاف والحجز والابتزاز من طرف الجماعات المسلحة في ليبيا، وأن جواز سفره قد تم الاستيلاء عليه أو سلبه منه، في محاولة لتبرير وجوده قيد الاختطاف والاحتجاز من طرف الجماعات المسلحة، علاوة على استغلاله لهذه المعلومات الزائفة للتشكيك في الأدلة، ومع ذلك، فقد قامت الجهات المختصة بالتحقيق في كل هذه الادعاءات بشكل دقيق، لضمان الوصول إلى الحقيقة وحماية الأمن الوطني من أي اختراق مسلح ومعرفة علاقة الموقوف ومن يقف وراءه في التورط في أنشطة إرهابية، والانضمام إلى جماعات مسلحة غير قانونية، ومحاولات لتجنيد الشباب في هذه المجموعات.

واستغلت مصالح الأمن، خلال مراحل التحري، مجموعة من الصور والفيديوهات، التي تم الحصول عليها عبر الحسابات الشخصية للموقوف على منصات التواصل الاجتماعي، التي كانت بمثابة دليل قوي على تورطه، حيث كان يستعرض نفسه وهو يحمل السلاح، مما ساهم في رصد تحركاته والتأكد من انخراطه في تلك الجماعات المسلحة.

هذا الأمر يعكس أهمية المراقبة “الرقمية والإلكترونية” في كشف مثل هذه الأنشطة وعلاقة بعض الشباب بالجماعات والميليشيات الليبية، التي عادة تستخدم عدة أساليب لتجنيد الشباب، من بينها استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، أو استقطابهم عبر الأنترنت من خلال الدعاية والترويج، وأحيانا عبر الوعود بالمال من أجل الانتماء لهذه الجماعات الإرهابية.

وحاول الموقوف خلال مراحل سماعه، حسب مصادرنا، خلق شكوك حول تورطه الحقيقي مع هذه الجماعات، وبأن الصور الملتقطة، التي هي محل أدلة جنائية، تم التقاطها، حسبه، خلال حفل زفاف ابن صاحب الشركة الخاصة التي كان يشتغل بها في ليبيا، لكن الأدلة الرقمية والإلكترونية فندت هذه الادعاءات، مما ساعد مصالح الأمن في كشف الحقيقة، لاسيما الصور التي يظهر فيها الموقوف حاملا لسلاح رشاش من نوع كلاشنيكوف وهو واقف أمام سيارة رباعية الدفع رفق مسلحين آخرين.

وتعتمد هذه المجموعات على أساليب متعددة للتجنيد، ترتكز أساسا على استغلال هشاشة بعض الفئات الاجتماعية، وتوظيف الدعاية الرقمية، والأوضاع الأمنية غير المستقرة في منطقة الساحل.

وتستغل الميليشيات الليبية الظروف الاجتماعية والاقتصادية لعدد من الشباب، حيث تعمد إلى إغرائهم بوعود مالية مغرية أو إيهامهم بفرص عمل داخل ليبيا.

وفي الجانب الآخر، تنشط هذه المجموعات عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتيك توك، عبر نشر محتويات تستعرض القوة والسلاح والانتماء المسلح، ما يجعل بعض الشباب عرضة للتأثير والتجنيد الافتراضي.

وتلجأ هذه الميليشيات أيضا إلى شبكات وسطاء يمتد نشاطهم عبر الحدود، ينسقون عمليات نقل الشباب نحو مناطق النزاع داخل ليبيا، مستغلين ضعف الرقابة في بعض المعابر غير النظامية. وأمام هذا التحدي، كثفت الأجهزة الأمنية الجزائرية جهودها لكشف هذه الشبكات من خلال تتبع الأنشطة الرقمية المشبوهة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here