افريقيا برس – الجزائر. نبه أخصائيون في طب العيون، إلى أن اختفاء أبرز المستلزمات الطبية التي تستخدم في جراحة العيون لاسيما “إعتام عدسة العين” أو الماء الأبيض (الكاتاراكت)، من شأنها أن تفاقم معاناة المرضى الذين كانوا يتطلعون إلى الخلاص من هذه الأمراض بالخضوع إلى عمليات جراحية سريعة، حيث اختفت هذه المعدات الضرورية كليا من صيدليات الجزائر والمخابر المتخصصة في صنع مادة “فيسكو” التي تستورد من اسبانيا وايطاليا، وهي من اللوازم المهنية والمتقدمة التي تستخدم لتصحيح النظر، علاوة على مستلزمات أخرى لا تقل أهمية عن “فيسكو” على غرار سبائك “التيتانيوم ومجسات الملقط”.
ويضيف مختصون في مجال طب العيون، أن هذه المستلزمات الجراحية تستخدم في علاج تصحيح النظر اللابؤري، “تراجع القدرة على الرؤية”، الذي يصيب الطاعنين في السن، مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم والبدانة، علاوة على مستخدمي أدوية “كورتيزون” التي تعالج بعض المشكلات الصحية على وجه التحديد.
ويتوافد العشرات من المرضى على عيادات طب وجراحة العيون، طلبا لإجراء عمليات جراحية سريعة بسبب المضاعفات الصحية لداء “الساد”، الذي تسبب في تراجع شفافية عدساتهم، في حين اختفت المستلزمات الطبية لعلاجهم، وفق تصريحات مختصين في طب العيون.
في هذا الصدد، قال عبد اللطيف بن خالد، الأخصائي في جراحة العيون وصاحب عيادة “الحكمة” في مستغانم، إن هذه المعدات الهامة مفقودة بالكامل في الجزائر، وهو ما من شأنه أن يُفاقم معاناة مرضى “الكاتاراكت”، الذين ينتظرون أدوارهم للخضوع إلى عمليات دقيقة للخلاص من “إعتام عدسة العين”.
ولفت المتحدث في اتصال مع “الشروق”، إلى أن العيادات المتخصصة عبر النقابة الجزائرية لأطباء طب العيون، راسلت في 5 أبريل الماضي، وزير الصحة والسكان البروفيسور بن بوزيد، للظفر بترخيص رسمي من اجل استيراد أبرز المواد الهامة في جراحة العيون، لاسيما داء “الماء الأبيض”، بدليل أن العيادات الجزائرية في المجال الطبي ذاته، تشكو قلة المستلزمات مقابل ارتفاع عدد المرضى بمعدل فاق 350 حالة في العيادة الواحدة حسب تقديرات محدثنا، الذي ذكر أن “فيسكو” غير متوفر بالكامل في الجزائر، وأن استيراده يتطلب ترخيصا رسميا، ما يستدعي إيجاد طرق مناسبة للوقاية من مخاطر المرض، حتى يتمكن هؤلاء المرضى الذين يتوفرون على مواعيد طبية عاجلة من الخضوع سريعا إلى عمليات جراحية للحد من مضاعفات “الساد”، الذي تسبب مضاعفاته في تلاشي الألوان، رؤية ضبابية وفقدان مرونة عدسة العين.
وأشار الأخصائي بن خالد إلى أن تأجيل هذه المواعيد الطبية لمدة تزيد عن 45 يوما، له ما يبرره، بسبب إلزامية استعمال ذات المستلزمات الطبية، لأهميتها في نجاح العمليات الجراحية، بنسبة تزيد عن 80 بالمائة، مبرزا أن بعض المواد متوفرة ببعض الصيدليات الكبيرة، لكنها باهظة الثمن، وقد تصل حدود 4000 دج، لكن لا يسمح بإدخالها إلى المؤسسات الطبية الخاصة تحت “موانع قانونية”، مضيفا أن الأطباء ينتظرون ترخيصا رسميا باستيراد “فيسكو” على وجه التحديد لاستئناف العمليات الجراحية.
أما بخصوص عمليات “القرنية”، أكد طبيب جراحة العيون ياسين عماري صاحب عيادة ابن سينا في ولاية الشلف، أنها متوقفة منذ 14 شهرا، تاريخ إغلاق المعابر الحدودية لمنع تفشي فيروس كورونا في الجزائر، باعتبار أنها كانت تستورد من الولايات المتحدة الأمريكية، دبي وكوبا، في انتظار تجسيد وعود الوزارة بتوفيرها محليا قبل شهر جويلية القادم، كون أن قوائم الانتظار في العيادات المتخصصة تحصي أكثر من 300 مريض في العيادة الواحدة، بينهم طلبة وصغار وبالغون فقدوا البصر، حسب تقديرات نقابة الأطباء الجزائريين لجراحة العيون.