فريد الملالي.. هل كتب شهادة وفاته كلاعب قبل ميلاده؟

12

كسر اللاعب الجزائري فريد الملالي كلام كورونا، وما فعلته في فرنسا وأنسى عشاق الكرة توقيف الدوري الفرنسي، بفضيحة أخلاقية اعتبرها كثيرون طيش شباب واعترف بها اللاعب وطلب الصفح من عائلته ومحبي طريقة لعبه وأيضا من عامة الناس في فرنسا وخاصة في الجزائر، وكان اللاعب قد ظفر بتجديد عقده مع ناديه أونجي الذي ضمن البقاء في الدرجة الأولى وصار على مشارف دخول موسمه الثالث في فرنسا كلاعب أساسي، بعد أن أمضى موسمين بين مقاعد الاحتياط واللعب وأيضا الإصابات.

وستبقى مباراة نادي أونجي أمام ميتز في الجولة الثالثة من الدوري الفرنسي المنقضي راسخة في ذاكرة اللاعب الجزائري الشاب صاحب الـ 23 ربيعا فريد الملالي الذي لعب لأول مرة كأساسي في ثاني موسم له مع ناديه أونجي الذي استقبل رفقاء الحارس أوكيدجة وتمكن مع بداية المباراة من تسجيل هدف برأسه، فتح شهية ناديه الذي فاز لأول مرة منذ صعوده إلى الدرجة الأولى بثلاثية نظيفة في مباراة لعب فيها ابن البليدة 74 دقيقة، وأدى مباراة مقبولة خاصة في الشوط الأول ولكن الإرهاق أثر عليه، ليواصل اللعب بعد تلك المباراة كأساسي قبل أن تبعده الإصابة مرتين ثم كورونا مرة أخيرة قبل فضيحته الأخلاقية.

ولد فريد الملالي في الخامس من ماي سنة 1997 في مدينة البليدة، وفي سن العشرين برز مع فريق بارادو وساهم في صعوده إلى القسم الأول، وفي آخر موسم له مع فريق خير الدين زطشي لعب 1803 دقيقة وسجل سباعية طوال الموسم، ولم يتردد في الواحدة والعشرين من العمر في قبول عرض أونجي على تواضعه من الناحية المادية وهو فريق رئيسه السيد شعبان الجزائري الذي ظهر في نصف نهائي الكان مع الملالي يشجعان الخضر من فرنسا، وبالتأكيد في قرارة نفس اللاعب أن ينضم مستقبلا للفريق الوطني الذي أصبح بطلا لإفريقيا.

خلال الموسم الأول في فرنسا، تأرجح الملالي بين الفريق الرديف لأونجي ودكة احتياط الفريق الأول ولم ينعم باللعب سوى في 310 دقيقة فقط عجز فيها عن التسجيل ولم يقدم سوى تمريرة حاسمة واحدة، وظن كثيرون بأن الملالي سيغادر الفريق، ويعود إلى الجزائر، ولكنه فاجأهم ببقائه وصبره وقام بصبغ شعره بالأصفر، ففاز فريقه في المباراة الأولى بثلاثية مقابل واحد، وخسر بستة أهداف كاملة في ليون، ولم يلعب الملالي سوى 19 دقيقة في مباراتين لم تكن كافية قبل أن يستفيد من 74 دقيقة كاملة، وفي مباراة ميتز، لعب لأول مرة في عالم الاحتراف كأساسي وسجل أيضا أول هدف في حياته الاحترافية لتتوالى المباريات ويبيّن فيها الملالي عن تطوره والتزامه وثقة مدربه فيه، برغم الإصابات.

يدرّب فريق أونجي الفرنسي مولان، ويعتبر ملعبه الذي يستقبل فيه ضيوفه من أصغر ملاعب الدوري الفرنسي الأول إذ لا يمكنه استقبال أكثر من 17 ألف متفرج، واسم الملعب على اسم أسطورة الكرة الفرنسية الأسطورة كوبا أحد نجوم مونديال السويد 1958 الذي حصلت فيه فرنسا على المركز الثالث.

يضم أونجي عددا من اللاعبين الشباب من إفريقيا وفرنسا، مثل السينغال والكامرون، وهو من أكثر الأندية التي تعتمد على اللاعبين الفرنسيين من أصول فرنسية، ويلعب الفريق على البقاء، الذي حققه بسهولة بعد توقيف الدوري ومنح التاج لباريس سان جيرمان بسبب جائحة كورونا.

مشكلة الملالي كانت في أنه يلعب في منصب مهاجم أيمن، وهو منصب لا يمكن للملالي أن يحلم باللعب فيه في الوقت الحالي مع الخضر، لأنه مكان يلعب فيه رياض محرز وآدم وناس، وهما حاليا من أهم لاعبي الخضر، كما يوجد مجموعة من اللاعبين الكبار في نفس المنصب قد يعودون بقوة في أي لحظة، ومنهم رشيد غزال وخاصة سعيد بن رحمة.

لم ترحم الصحافة الفرنسية الملالي، على ما قام به، ومنها جريدة لوباريزيان التي وصفت ما قام به بالمشين، لأن الفعل الذي قام به فريد كان أمام الملأ من العائلات الفرنسية في عز الحجر الليلي، والعدالة الفرنسية ستصعقه بغرامة منتفخة جدا، وستنسى بعد ذلك الحدث، أما في الجزائر فإن الصفح في الغالب يخص أهل الكرة كما حدث مع هاريس بلقبلة الذي عاد للعب بعد فضيحة الدوحة، وشارك في البليدة وكأن شيئا لم يكن.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here