افريقيا برس – الجزائر. قال أسطورة الكرة المصرية محمد أبو تريكة في تصريح أخير عن رياض محرز، بأن النجم الجزائري بإمكانه أن يلعب لناديي ريال مدريد وبرشلونة كأساسي من دون إشكال، وإذا كان التصريح فيه الكثير من معارف اللاعب المصري السابق والمحلل في قنوات بي.إين.سبورت، فإن وقوف أبو تريكة مع الجزائريين صار ميزة لدى هذا اللاعب الذي يكنّ له أيضا الجزائريون حبا واحتراما كبيرين.
يعتبر محمد أبو تريكة أول من دعا لمنح جمال بلماضي قيادة المنتخب الوطني وبعد تتويج بلماضي بلقب كأس الخليج مع منتخب قطر، قال حينها بأن بلماضي هو المدرب المستقبلي للخضر وتكهن بأن يحقق معه المنتخب الجزائري أحسن النتائج، حدث هذا في خريف 2014 عندما كان الفرنسي كريستيان غوركوف هو الذي يدرب الخضر، ومرّت السنوات ورست سفينة الخضر عند الملاح جمال بلماضي، وخلال مونديال البرازيل كانت سعادة محمد أبوتريكة بتأهل الخضر وبمقاومتهم للألمان في الدور الثمن النهائي واضحة على وجهه وبدا حماسيا مثل الجزائريين، وهو الآن يقف إلى جانب رياض محرز ويقرّ بأنه يتعرض للظلم من الفيلسوف غوارديولا ويرى بقاءه في مانشستر سيتي مضيعة للوقت.
لا يتحدث محمد أبو تريكة بالعاطفة فقط وإنما بمعارفه الكروية إذ يعتبر حاليا أحسن محلل في قناة بي.إين.سبورت إلى جانب الكويتي طارق الجلاهمة والتونسي طارق ذياب، وهناك من يرى أبو تريكة بعد بضع سنوات أحد أكبر المدربين في المنطقة، بسبب معارفه وقراءته الجيدة لكل مباراة ولكل فريق بل ولكل لاعب.
لا يمكن نسيان ملحمة أشبال سعدان في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا سنة 2010، وكان أبو تريكة حينها قائد أوركسترا المنتخب المصري القوي الذي ضم نجوما كبارا، ولم يكن من حلم يراود أبوتريكة غير لعب كأس العالم، بعد أن فاز مع ناديه الأهلي بكل الألقاب الممكنة في القارة السمراء، كما فاز معه منتخب مصر بكل الألقاب الممكنة في إفريقيا، ولم يعد له من أمل سوى بلوغ المونديال والمشاركة فيه مع منتخب مصر، وفي المباراة الثانية من دور المجموعات الأخير، لعب محمد أبو تريكة في البليدة وكان صاحب هدف الشرف للمنتخب المصري عند خسارته بثلاثية أمام رفقاء زياني، كما لعب في مباراة القاهرة الأخيرة عندما فاز بهدفين نظيفين وشارك أيضا في لقاء أم درمان، قبل أن يحوّل المصريون المباراة إلى حرب طاحنة وشارك في سبّ الجزائريين عديد اللاعبين على رأسهم الحارس عصام الحضري وأحمد حسن وأحمد فتحي، وبذلت القنوات التلفزيونية المصرية وحتى الحكومة جهدا كبيرا لجرّ أبو تريكة لسبّ الجزائريين ولكنه اختفى نهائيا ولم يظهر إعلاميا، وكلما قابلته الصحافة تأسف على الإقصاء من دون الوقوع في الخطأ التاريخي الذي وقع فيه مدربه حسن شحاتة وغالبية المصريين من إعلاميين وفنانين وعامة الشعب تحت قيادة نظام حسني مبارك، ولم تمرّ سنة على الأزمة حتى وجد الأهلي المصري نفسه في نفس مجموعة شبيبة القبائل في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، ووجد أبو تريكة ترحابا خياليا من جمهور القبائل الذي هتف باسمه بعد عملية استبداله في الشوط الثاني، مع الإشارة إلى أن الشبيبة فازت في تيزي وزو في مباراة جرت تحت ضغط كبير بهدف نظيف، وتعادل الفريقان في القاهرة بهدف لكل فريق، ولم يزر بعدها الجزائر إلا في احتفالية لجريدة الهداف وكان كلما التقى بالجزائيين إلا ووجد الحب الكبير والاحترام أيضا.
يبلغ محمد أبوتريكة من العمر منذ السابع من نوفمبر الماضي 42 سنة، ويعيش حاليا في العاصمة القطرية الدوحة حيث يمتهن التحليل الرياضي، كما يجري تربصات وتكوينا في عالم الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص، ومن خلال طريقة تحليله ومعارفه، خاصة في الدوري الإنجليزي يبدو كموسوعة كاملة وشاملة يجمع عشاق الكرة من حوله، عرف كلاعب بطريقته التي لا تختلف عن طريقة لعب زين الدين زيدان، ورفض أبو تريكة عروضا من أوربا، ولكن في آخر مشواره كانت له محطة في الإمارات العربية المتحدة، ليقرر التوقف عن اللعب في سنة 2013 وسط حسرة من محبي طريقة لعبه الفريدة ورؤيته الثاقبة لأرضية الملعب. حمل محمد أبو تريكة الرقم 22 وحمل الفرح في كل تتويجات الأهلي والمنتخب المصري وحمل القضية الفلسطينية، وواضح بأنه يحمل الجزائر أيضا في قلبه.
ب. ع