المغرب يستعمل الرياضة للتطبيع وهكذا حرمه هافلانج من تنظيم مونديال 94

15
المغرب يستعمل الرياضة للتطبيع وهكذا حرمه هافلانج من تنظيم مونديال 94
المغرب يستعمل الرياضة للتطبيع وهكذا حرمه هافلانج من تنظيم مونديال 94

افريقيا برسالجزائر. يتحدث المدرب والإعلامي الصحراوي الراقب أحمد بابا حياي في هذا الحوار الذي خص به “الشروق” عن السياسة التي يتبعها نظام المغرب الذي يوظف الحقل الرياضي لخدمة نزعته التوسعية في الصحراء الغربية المحتلة، مؤكدا أن نظام المخزن لا يتوانى في توظيف الرياضة للتطبيع مثلما أقام دورات كروية ورياضية لتلميع ممارسته الاحتلالية في الصحراء الغربية المحتلة، وهذا بحضور نجوم رياضة عالمية مقابل صرف أموال طائلة من خزينة الشعب المغربي، وفي الوقت الذي أشاد بموقف الفرق والرياضيين الجزائريين الذين ندّدوا وقاطعوا مختلف التظاهرات الكروية التي نظمها المغرب في هذا الغرض، فقد أشار إلى النظرة المصلحية لبعض النجوم الكروية العالمية، في مقدمتهم مارادونا الذي كبد خزينة المغرب أموالا طائلة من أجل المشاركة في دورات سابقة.

المغرب منذ سنوات يلعب ويستغل الورقة الرياضية. البداية بتأسيس أندية وجمعيات رياضية بالمناطق الصحراوية المحتلة، وهناك حتى أندية شاركت في مختلف البطولات المغربية في رياضات مختلفة مثل شباب المسيرة بالعيون في كرة القدم ووداد السمارة في كرة اليد وغيرها بدعم مالي كبير من النظام المغربي الذي يسوّق للرياضة في الصحراء الغربية المحتلة. في بداية التسعينات ترشح المغرب لاستضافة كأس العالم 1994 وكان ملف المملكة مدعما من أطراف ولوبيات، لكن الاتحاد الدولي اختار الولايات المتحدة الأمريكية رغم أن وقتها كرة القدم هي ثالث رياضة في أمريكا من حيث الشعبية. رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وقتها كان البرازيلي جواو هافيلانج الذي ترأس الاتحاد من 1974 إلى 1998 وحقق نجاحا كبيرا على أكثر من مستوى، حيث وجه له سؤال بعد تركه المنصب أن من بين النقاط السلبية التي ظهرت في فترته أن الفيفا ظلمت المغرب وأعطت كأس العالم 1994 لأمريكا، فكان الجواب من البرازيلي جواو هافيلانج أن السبب مشكل سياسي أكثر منه رياضي.

نعم.. وقتها المغرب كان يريد تنظيم بعض الأنشطة بالعيون المحتلة عاصمة الصحراء الغربية. في السنوات الأخيرة نظم الاحتلال المغربي عديد الأنشطة الرياضية بالعيون المحتلة والسمارة المحتلة والداخلة المحتلة واستدعى بعض الأندية العربية والأفريقية.

أرفع القبعة والتحية للأندية الجزائرية التي دائما تنسحب من أي تظاهرة منظمة بالمدن المحتلة من الصحراء الغربية، رغم أهمية بعض البطولات ماديا، لكن نخوة وشرف المواطن الجزائري دائما أكبر من حفنة دولارات. مؤخرا نظم المغرب بطولة إفريقيا لكرة القدم داخل الصالات بالعيون المحتلة، وقد ندّدت الجزائر بالتنظيم أما جنوب إفريقيا فقد انسحبت من البطولة التي شارك فيها ثمانية منتخبات في تواطؤ كبير بين لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم في دولة الاحتلال المغربي ورئيس الاتحاد الإفريقي الملغاشي أحمد أحمد وحتى للأسف زيارة رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم أحمد ولد يحي العيون رغم أنه كان يرتدي الزي الصحراوي والموريتاني (الدراعة) التي لا يعرف المغاربة معنى لها، لكن هي مصالح شخصية، في وقت كان يفترض أن تكون رسالة الرياضة النبيلة حاضرة دائما قبل كل شي.

مارادونا كلاعب يعتبر من بين الأفضل في تاريخ الساحرة المستديرة إن لم يكن الأفضل، وهذا لا خلاف عليه، وهو بطل كأس العالم 1986 وسجل وقتها 5 أهداف منها ثنائية تاريخية في انجلترا، هو بطل كأس العالم للشباب في اليابان 1979، كما لعب لبرشلونة قبل أن يغير تاريخ نادي الجنوب الإيطالي نابولي وقيادته للدوري مرتين، وكأس إيطاليا وكأس الاتحاد الأوروبي، وسجل أكثر من 305 هدف وشارك أربع مرات في كأس العالم، هو أسطورة صحيح كلاعب، لكن مارادونا الشخص هناك تناقض في الأخلاق في شخصيته في نواحي الحياة المختلفة لا داعي لذكرها القاصي والداني يعلمها. مارادونا كشخص كان يبحث عن المصلحة الخاصة له والاحتلال المغربي كان يستدعيه لمباريات في العيون المحتلة تزامنا واحتفالات خاصة للمغرب منها تاريخ الاجتياح، المسيرة السوداء وغيرها. وأتذكر في إحدى المباريات كلف هو ومن معه 46 مليون دولار من خزينة دولة الاحتلال المغربي يدفعها المواطن المغربي البسيط من جيبه كضرائب. طبعا هناك لاعبون آخرون ومنهم للأسف عرب في منابر مختلفة وفي بطولات قارية أكدوا تمسكهم بالدفاع عن القضية الفلسطينية وللأسف من أجل المال تناسوا أن هناك شعب يعاني في اللجوء منذ سنوات لكن هي قيمة وأخلاقية اللاعب .وهنا أيضا أشكر اللاعبين الجزائريين الذين رفضوا استدعاء دولة الاحتلال المغربي لهم ومنهم نجوم مثلوا الخضر في الثمانينيت ومنهم من قادوا “الخضر” كمدربين.

كل الأنشطة الرياضية والبطولات الوطنية توقفت مؤقتا، من ذلك كأس الجمهورية في صنف الأكابر والأصاغر والأواسط، كأس 20 ماي، بطولة كرة الطائرة في الصنفين الذكور والإناث، الملاكمة، الدراجات، بطولة ذوي الاحتياجات الخاصة أصحاب الهمم في كرة السلة للكراسي المتحركة كرة الطائرة من وضعية الجلوس وألعاب القوى. كل هذه الأنشطة الرياضية توقفت وانضم اللاعبون الأكابر والمدربون إلى الصفوف الأمامية لوحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، لأن الوطن ينادي ولا يوجد أغلى من الوطن، لذلك توقفت كل الأنشطة الرياضية والمسابقات الوطنية على أمل أن نستكملها في عاصمة وطننا الحبيب العيون المحتلة في الموسم الرياضي القادم.

شكرا جزيلا لجريدة الشروق والإعلام الجزائري الذي أصبح منبرا للدفاع عن القضية الصحراوية، وهذا ليس بالجديد على جزائر المواقف، جزائر المبادئ، جزائر الأحرار. أتمنى الشفاء العاجل لرئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون، وأتقدم بالتعازي الحارة للجزائر ولوزارة الدفاع الجزائرية وعائلات ضحايا المروحية الشهداء الضباط الثلاثة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here