أفريقيا برس – الجزائر. إذا كانت الموسم الكروي الجديد قد انطلق بقسميه الأول والثاني بعد تأخر واضح مقارنة ببقية البلدان، إلا أن دار لقمان لا تزال على حالها من الناحية التنظيمية والهيكلية، وفي مقدمة ذلك قضية المرافق الراضية، في ظل طغيان الملاعب الضيقة والقديمة التي فرضت منطقها وأصبحت بمثابة الخيار الأساسي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، في وقت كان يفترض الاستثمار في مرطبات رياضية جديدة، إلا أن المنجزة في حد ذاتها أحيلت إلى الراحة الاضطرارية بسبب تدهور أرضياتها، خاصة المعشوشبة طبيعيا.
من يوم إلى آخر يقتنع العارفون بواقع الكرة الجزائرية أن الاحتراف مجرد نغمة يتم تداولها دون أن يكون له الأثر الحقيقي فوق الميدان، فعلاوة على المستوى الفني الذي يثير الكثير من الجدل، ناهيك عن الظواهر السلبية التي فرضت منطقها خلال السنوات الأخيرة، مثل الرشوة وترتيب المباريات والمخدرات وتعاطي المنشطات وغيرها، فإن أغلب الأندية ليس أمامها خيار آخر سوى الاستنجاد بالملاعب القديمة والضيقة لبرمجة مبارياتها الرسمية، والأكثر من هذا فإن الكثير من المركبات الرياضية التي تم تشييدها خلال السنوات الماضية قد أغلقت أبوابها بسبب تدهور أرضياتها، ما يطرح الكثير من التساؤلات حول جدوى الصيانة والعناية بالمرافق الرياضية تحت تكن تحت التصرف، ما جعل المنتخب الوطني يبحث عن ملعب لائق يلعب في مبارياته الرسمية، وهذا بعدما فتح بلماضي النار قبل مباراة جيبوتي، بعد الوضعية التي وصلت إليها أرضية ملعب تشاكر بالبليدة.
والمتأمل للفرق الناشطة في القسم الأول أن الكثير منها تلعب في مباريات ضيقة تعود إلى عهد الاستدمار، حيث لا يزال ملعب 20 أوت بالعاصمة يحتضن مقابلات شباب بلوزداد، مثلما يكون مسرحا لمباريات فرق أخرى عاصمة مثل نصر حسين داي وأحيانا نادي بارادو وفق أخرى، والكلام ينطبق على عاصمة الجسور المعلقة قسنطينة، في ظل عودة الجارين الشباب والموك إلى ملعب بن عبد المالك رمضان وتوديع ملعب الشهيد حملاوي، بحجة تدهور أرضية ملعب هذا الأخير، رغم أنه الملعب الأنسب لـ”السي آس سي” على الخصوص، بالنظر إلى شعبيته وقدرة مدرجاته على استيعاب أنصاره.
وفي السياق ذاته، فإن ملاعب أندية هلال شلغوم العيد ونجم مقرة تصنف في خانة الملاعب الضيقة، أو ما يصطلح عليها بالملعب البلدي، بشكل لا يعطي صورة ايجابية لعالم الاحتراف في بلادنا، أما بقية الملاعب التي يبدو أنها كبيرة من ناحية المدرجات، فإنها لا تزال أرضياتها معشوشبة اصطناعيا، على غرار ملاعب 8 ماي بسطيف و20 أوت ببشار، بومزراق بالشلف ووهران وتيزي وزو وغيرها، ما يجعل الملاعب ذات العشب الطبيعي في القسم الأول المحترف عملة نادرة جدا (ملعبا المدية وبسكرة على سبيل المثال)، والكلام ينطبق بشكل واضح على القسم الثاني، في ظل تواصل الاعتماد على ملاعب العقيد شابو بعنابة وسفوحي بباتنة وزرداني حسونة بأم البواقي والقائمة طويلة.
وإذا كان الكثير يشتكي من نوعية الملاعب وتدهور مرافقها، بشكل يعطي صورة سلبية لعالم الاحتراف ببلادنا، فإن المأساة الحقيقية تتمثل في أن بعض الأندية لا تملك ملاعب تستقبل فوق ميدانها، حيث وقبل أيام قليلة عن برمجة الجولة الثالثة من البطولة لم يتم لحد الآن تحديد الملعب الذي يحتضن مباراة مولودية الجزائر أمام وداد تلمسان، وكذلك مباراة الصاعد الجديد أمل الأربعاء ضد هلال شلغوم العيد، بشكل يعكس الأزمة التي تعاني منها بعض الأندية في إيجاد تستقبل فيه ضيوفها مهما كانت نوعيته.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس