أفريقيا برس – الجزائر. لا يمكن أن تفتح أي باب من أبواب التواصل الاجتماعي، من دون أن تطل عليك مئات الصور والفيديوهات التي تتحدث عن المنتخب الوطني الجزائري ولاعبيه، والتحليلات الخاصة بالمشوار المحتمل في كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق قريبا في الكامرون، ويصر الجزائريون على التركيز على التحاليل التي ترشح الخضر للفوز باللقب التي تطلقها البلاتوهات المصرية والتونسية والمغربية وحتى الأوروبية، وهي في الغالب آراء محترمة جدا ولكن تكرار متابعتها والتعليق عليها بحماس جماهير الكرة، وتبادلها وحتى فرحة البلاتوهات الجزائرية بها فيه مبالغة قد تضر بمسار الخضر في “كان” الكامرون الذي يعتبر أصعب بكثير من مسارهم في مصر منذ سنتين ونصف سنة.
الجزائريون دخلوا أيضا في حكاية عدّ المباريات التي لعبها أشبال جمال بلماضي منذ أكثر من ثلاث سنوات من دون خسارة، وعلى بعد خمس مباريات من بلوغ رقم إيطاليا صاروا يتحدثون عن تفادي الخسارة في المباراتين الوديتين القادمتين في قطر وفي المباريات الثلاث القادمة في دور المجموعات أمام سيراليون وغينيا الاستوائية وكوت ديفوار بقيادة نجم الميلان كيسيي الذي طلبت خدماته أكبر أندية العالم.
وإذا كان لا خوف في هذا الأمر على جمال بلماضي وعلى اللاعبين المحترفين من ذوي التكوين الكروي العالي مثل اسماعيل بن ناصر أو آدم وناس أو سفيان فغولي، فإن المحليين يثيرون التخوف من هذه الجهة، لأنهم يطيرون في الفضاء الأزرق كثيرا ويتابعون هذه الحكايات الكروية التي ستكون ضغطا شديدا وفي الغالب سيئا، لأن اللاعب سيدرك أن الخسارة في أي مباراة ستعني سقوط الرقم القياس العالمي الذي يصرّ الجزائريون على أهميته، ولا توليه بقية المنتخبات الكبرى أهمية، وحتى بلماضي يعلم بأنه غير مهم، مثل التتويج باللقب القاري أو التأهل إلى كأس العالم.
اليوتوبور على كثرتهم من الذين استثمروا في شغف الجزائريين بكرة القدم وخاصة بالمنتخب الجزائري، صاروا يطلون وبكثرة ليس من مصر فقط، بل من فلسطين ولبنان وتونس وحتى من الخليج العربي، من أجل الإشادة بلاعبي الخضر ووصف المنتخب الذي سيخوض كأس أمم إفريقيا بالمرعب، وبدلا من أن يتعاطى الجزائريون مع هؤلاء بطريقة عادية راحوا يشتركون في قنواتهم ويتبادلون خرجاتهم بما في ذلك تلك التي تصف بلايلي بأحسن لاعب في العالم وترشح الخضر للفوز على كل منتخب تلاقيه في “الكان” بنتيجة لا تنزل عن ثلاثية مقابل صفر، وكلها أمور مضرة وستضع ضغطا على اللاعبين.
في مباراة بوركينا فاسو في البليدة التي كادت تنسف كل العمل الذي قام به جمال بلماضي لو خسر الخضر وخرجوا من المونديال، الذي سيعني بالتأكيد انسحاب جمال بلماضي، كان المشكل الأساس هو الناحية النفسية حيث لعب نجوم الخضر بخوف وتردد، ونخشى أن يكون الأمر مشابها في كأس أمم إفريقيا، والجمهور مطالب برفع الضغط عن المنتخب الوطني، فالمأمورية صعبة جدا، وإذا كان التأهل إلى الثمن النهائي شبه مضمون، فإن مباراة الثمن النهائي قد تكون أمام مصر ونيجيريا، لن يصادف الخضر إلى غاية النهائي لو وصلوه، سوى المغرب والسنغال والبلد المنظم وكبار القارة السمراء، ويبقى هدف جمال بلماضي الأول هو بلوغ منافسة كأس العالم في قطر.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس