ارتفاع سعر السكر رغم انخفاضه عالمياً

ارتفاع سعر السكر رغم انخفاضه عالمياً
ارتفاع سعر السكر رغم انخفاضه عالمياً

أفريقيا برس – مصر. شهدت أسواق التجزئة تباينًا حادًا في أسعار السكر في مصر، حيث تراوح سعر كيلو السكر ما بين 30 و45 جنيهًا، وفقًا للعلامة التجارية ونوعية المحلات والمنطقة السكنية.

يُرجع موزعون بقاء السعر عند حدوده المرتفعة إلى عدم التزام الموردين الرئيسيين بخفض أسعار التوريد، رغم تراجع سعر الطن من المصانع وكبار الموزعين بنحو 2000 جنيه للطن خلال نهاية الأسبوع الماضي حيث يتراوح بين 27 و30 ألف جنيه (الدولار = نحو 47.3 جنيهًا)، وظلت أسعار البيع مرتفعة مع بداية الأسبوع الحالي، خاصة للأصناف الفاخرة المعبأة.

وأكدت مصادر أن وفرة المعروض من السكر بالأسواق على مدار العام، قللت من تكالب الموزعين على شراء كميات كبيرة بهدف التخزين، والبيع الآجل، بما يعكس قدرتهم على تحريك الأسعار إلى مستويات أقل خلال فترة لا تتجاوز الشهر المقبل.

أصدر مجلس الوزراء المصري قرارًا، الأسبوع الماضي، بحظر استيراد السكر المكرر للاستهلاك المنزلي، لمدة ثلاثة أشهر، في محاولة من الحكومة لتعزيز الطلب على الإنتاج المحلي من السكر، الذي ارتفع إلى ما بين 2.6 مليون طن إلى 2.9 مليون طن سنويًا، حسب تقديرات وزارة الزراعة الأميركية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بما يقارب حجم الاستهلاك السنوي للمواطنين وجميع الصناعات، التي تُقدر رسميًا بنحو 3.1 ملايين طن. ويُوجه نحو 300 ألف طن سكر للتصدير إلى السودان وليبيا والدول العربية المستوردة للمنتجات الغذائية والمشروبات المُحلَّاة المصرية.

رغم وفرة الإنتاج المحلي، فتحت الحكومة الباب واسعًا أمام مصانع التكرير المحلية لشراء احتياجاتها من السكر الخام من الأسواق الدولية، مع السماح لكبار الموردين باستيراد ما يرونه مناسبًا للتخزين، أو الاستعمال الصناعي لغير المستهلكين المباشرين، على أن يلتزم المستوردون بتدبير احتياجاتهم من العملة الصعبة، التي لا توفرها الحكومة إلا للهيئات العامة التي توفر السلع المدعمة للمواطنين.

يُرجع موزعون التذبذب الحاد في أسعار السكر إلى وجود مخاوف من نقص المعروض في الأسواق، خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان، الذي يشهد تضاعُفًا في معدلات الاستهلاك، وإلى التكاليف المرتفعة للإنتاج المحلي، جراء زيادة أسعار المحروقات والنقل والنولون. بينما يرى عضو شعبة المواد الغذائية بالغرف التجارية متى بشاي أن الأسعار تراجعت ما بين ألفين إلى 3 آلاف جنيه للطن، لدى كبار الموردين. يُشير بشاي في بيان صحافي، إلى أن المعروض من السكر يكفي لمتطلبات المواطنين والشركات، مؤكدًا أن سعر الطن هبط خلال نهاية الأسبوع، لأن الأسواق مُتشبعة بالسلعة الاستراتيجية، بعد أن بلغت أرصدة السكر التمويني المدعم حدًا يكفي نحو 13 شهرًا، بما يمثل ضعف حد الأمان الذي تستهدفه وزارة التموين المصرية.

في سياق متصل، تتوقع منظمة “الفاو” أن يتجه السكر إلى منحنى هبوطي طفيف خلال الفترة المقبلة، وحتى نهاية عام 2026، بحسب تقريرها حول مؤشر أسعار السلع الغذائية لشهر أكتوبر/ تشرين الأول 2025، بسبب زيادة الإنتاج العالمي، وخاصة في البرازيل والهند، مع وجود مخاوف بأن يتجه المنتجون إلى استغلال الفائض الهائل في محصول قصب السكر لتحويله إلى مادة “الميثانول” لاستخدامه في مواجهة الطلب المتزايد على الوقود، في ظل تراجع سعر الريال البرازيلي وارتفاع تكلفة المحروقات في كل من البرازيل والهند.

يُشير خبراء إلى مخاوف من تعرض الجنيه المصري لأي تراجعات حادة أمام الدولار خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي يقلب المعادلة السعرية فورًا، بسبب اعتماد مصر على استيراد كميات كبيرة من السكر الخام وشراء مستلزمات المصانع والإنتاج من الخارج، مُشيرين إلى أن تراجع الطلب المحلي على الحلوى والمشروبات المُحلَّاة بالسكر مع لجوء المواطنين إلى التقشف والبحث عن بدائل تُمكِّنهم من مواجهة أعباء المعيشة، يظل الحافز الأكبر للحد من الطلب على استهلاك السكر للأغراض المنزلية والصناعية.

في سياق متصل، شهدت أسعار الزيوت استقرارًا نسبيًا عند حدودها المرتفعة بالأسواق، مع هدوء الطلب من جانب المستهلكين، وتوافر الكميات لدى الموزعين، ومخزون استراتيجي يكفي لمدة 6 أشهر، بحسب تقديرات وزارة التموين المصرية. تراوح سعر كيلو زيت الطعام المستخرج من بذر نوار الشمس والقطن والنخيل ما بين 65 إلى 110 جنيهات للكيلو، بينما تمنح وزارة التموين كل فردين كيلوغرامًا واحدًا بسعر 30 جنيهًا ضمن التموين المدعم.

أشارت مصادر بغرفة التجارة بالقاهرة إلى وجود مخزون من الزيوت، أدى إلى استقرار أسعار كافة المنتجات التي يُقبل عليها الجمهور، مُشيرين إلى أنه رغم تراجع هامش الربح وارتفاع تكاليف التشغيل بشركات الزيوت والموزعين، فإن الضغوط التي تُمارسها الحكومة على الموردين والموزعين تحول دون قدرتهم على رفع الأسعار خلال الفترة الحالية، وساعد على تأجيل الزيادات التذبذب النسبي في سعر الدولار أمام الجنيه وتراجعه دوليًا أمام العملات كافة، الأمر الذي مكّن التجار من الحفاظ على هدوء سوق زيت الطعام.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here