سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أكرم عبد الرحيم، في حواره مع “أفريقيا برس”، أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، مشددًا على أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري، وأن العرقلة الحقيقية تأتي من الاحتلال.
وقال إن القاهرة تبذل جهودًا مكثفة لإدخال المساعدات، لكنها ترفض الخضوع للدعاية المغرضة التي تشكك في دورها. وأضاف أن مصر تعتمد مسارات بديلة لضمان استمرار تدفق الدعم، وتنسق مع جهات عربية ودولية، مؤكدًا أن القاهرة ترفض التهجير وتصر على إيجاد حلول إنسانية عادلة دون الرضوخ للابتزاز السياسي.
ما هي الجهات أو “الأطراف المشبوهة” التي أشار إليها الوزير عبد العاطي باعتبارها تقود حملات التشويه ضد مصر؟
صرّح وزير الخارجية المصري بأن الحملات التي تتعرض لها مصر خلال الفترة الماضية تقودها بشكل أساسي جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات التابعة لها، بالإضافة إلى منصات إلكترونية ودعوات ممولة من جهات معروفة بعدائها لمصر. وأشار أيضًا إلى أن الحملات التحريضية التي أطلقتها جماعة الإخوان تستهدف السفارات المصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتورط بعض الجماعات مثل “التحالف العالمي” و”قافلة الصمود”.
إذا كانت مصر قدمت 70% من المساعدات لغزة، فلماذا لا تنشر القاهرة أرقامًا وإحصائيات مفصّلة وموثقة لدحض حملات التشكيك؟
لا شك أن مصر لم تتوقف عن إرسال المساعدات إلى غزة منذ اندلاع الأزمة، بل وقبلها أيضًا. وترى القاهرة أن عدم نشر حجم المساعدات يأتي في سياق تفادي الانخراط في حملات التشكيك التي تروج لها بعض الجماعات، حيث تركز مصر على استمرار تدفق المساعدات، وهو ما ينبع من دورها السياسي والإنساني تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وليس عبر الأرقام كما يطالب البعض.
كيف ترد الخارجية المصرية على الاتهامات الموجهة لها من قبل جهات فلسطينية أو عربية تطالب بفتح معبر رفح بشكل دائم ودون شروط؟
تؤكد مصر دائمًا أن المعبر مفتوح من ناحيتها، لكن ما يعرقل دخول المساعدات هو الجانب الإسرائيلي. وتشير الخارجية المصرية إلى أن حملات التشكيك التي تقوم بها إسرائيل والجهات المغرضة ليست جديدة، بل تعود لسنوات طويلة. وترى أن إسرائيل هي من تعيق فعليًا دخول المساعدات، وأن مصر لا ترى فائدة في الرد على مثل هذه الدعاية، بل تركز على أداء دورها على الأرض.
لماذا لم تنجح الجهود المصرية حتى الآن في فتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح، رغم تأكيد القاهرة أن المعبر مفتوح من جهتها؟
الجانب الآخر من معبر رفح مغلق من الجانب الإسرائيلي، إلى جانب العقبات التي تفرضها إسرائيل، مثل التدمير الشامل للبوابات وأماكن دخول المساعدات. هذا من الجانب الآخر وليس من الجانب المصري، وهذا أمر واضح تمامًا. فهي تصطنع الحجج وتستعين ببعض العصابات المنظمة لسلب المساعدات في الجانب الآخر.
هل هناك تنسيق فعلي بين مصر وإسرائيل بشأن مرور المساعدات، أم أن القاهرة تعمل بشكل أحادي؟
فيما يخص التنسيق، فإن إسرائيل هي التي تعرقل دخول المساعدات عبر قطاع غزة. وترى مصر أن إسرائيل هي من تعيق دخول المساعدات الإنسانية إلى الجانب الفلسطيني، بينما ترغب القاهرة في أن يكون هناك إشراف أممي على تلك المساعدات. لكن إسرائيل تصر على منع دخول الغذاء والمستلزمات الطبية، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
ما الدور الذي تقوم به المنظمات الدولية عبر الأراضي المصرية لدعم جهود الإغاثة؟ وهل تتعرض تلك المنظمات لأي عراقيل لوجستية أو إدارية؟
للمنظمات الإنسانية داخل مصر دور كبير جدًا في إدخال المساعدات، ولعل أبرزها الهلال الأحمر المصري، الذي يساهم في إدخال العديد من المساعدات عبر معبر رفح إلى الجانب الفلسطيني. وهناك تنسيق كامل بين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية، وذلك من خلال الجسر الجوي لنقل المساعدات، وتضطلع مصر بدور كبير في هذا المجال.
هل هناك أي خطط مصرية بديلة لمواصلة الدعم الإنساني في حال استمرار إغلاق معابر غزة من الجانب الإسرائيلي؟
هناك خطط بديلة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، من خلال معبر كرم أبو سالم المجاور لمعبر رفح، وهناك أيضًا تنسيق عربي-مصري لمنع التهجير وإنشاء مناطق إسكان مؤقتة، وتوفير البنية التحتية وإعادة الإعمار، وإنشاء مناطق عازلة، وتقديم المساعدات لتوفير التعافي السريع. ومصر لا تكتفي بمعبر رفح، بل تسعى من خلال طرق بديلة آمنة.
لماذا لا تستخدم مصر نفوذها الإقليمي والدولي للضغط على إسرائيل لفتح باقي المعابر بشكل عاجل ومنتظم؟
لمصر دور كبير في إدخال المساعدات، لكنها لا تستخدم نفوذها في الضغط على إسرائيل لفتح المعابر، بسبب السيطرة الإسرائيلية على جانب رفح منذ عام 2024، إلى جانب اتفاقية 2005 التي تلزم بمتطلبات التشغيل بعدم فتح المعبر إلا في حضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية، وهو ما لم يتحقق بسبب عدم وجود سلطة فلسطينية موحدة. أما الأمر الثالث، فهو التطرف الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة.
هل تنوي القاهرة دعوة لتحقيق دولي يكشف دور إسرائيل في تعطيل دخول المساعدات؟
القاهرة لم تصرّح حتى الآن بنيّتها رفع دعوى رسمية لكشف التعقيد الإسرائيلي في إرسال المساعدات، لكنها تصرّ على إيجاد طرق لإيصالها، وتحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التدهور الإنساني في قطاع غزة، وعن تهريب المساعدات التي تدخل إلى الجانب الفلسطيني، من خلال دعمها للعصابات التي تستولي عليها.
كما أن الدعم لا يصل كاملًا إلى الجانب الفلسطيني، وقد نفت مصر الاتهامات التي وجّهتها إليها إسرائيل وبعض المنظمات الأخرى المغرضة، وذلك بسبب رغبة مصر في وقف الحرب وإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس