آمنة جبران
أفريقيا برس – مصر. كشفت إسراء عبد الحافظ، الصحفية المصرية وعضو اللجنة التحضيرية لأسطول الصمود المصري، في حوارها مع «أفريقيا برس»، أن «مبادرة أسطول الصمود في مصر واجهت تحديات وعقبات قانونية أبرزها صعوبة الحصول على تصاريح رسمية، كما تعرض الأسطول لحملة إيقافات طالت ثلاثة نشطاء، ولا يزال مكان احتجازهم غير معلن إلى حد الآن».
وأشارت إلى أن «أسطول الصمود المصري أعد سيناريوهات بديلة نظرًا لغياب الضمانات الرسمية لتأمين عملية الالتحاق بالأسطول العالمي في المياه الدولية بعد التنسيق مع السفينة «إبيزا»، لكن مع ذلك لم تؤدِّ هذه الجهود إلى نتيجة».
وأوضحت أن «عدد المنضمين للأسطول بلغ نحو 55 ناشطا مصريا من الشخصيات العامة وعدد من الأحزاب المصرية، غير أنها لم تقدم للأسطول أي دعم حقيقي».
وإسراء عبد الحافظ هي صحفية وناشطة سياسية مصرية، وعضو مؤسس أمانة الشباب في الحركة المدنية الديمقراطية المصرية، وعضو اللجنة التحضيرية لأسطول الصمود المصري.
ما صحة ما تعرض له أسطول الصمود المصري لحملة إيقافات من قبل السلطات مؤخرًا؟
نعم، السلطات المصرية أوقفت ثلاثة نشطاء، من بينهم اثنان من أعضاء اللجنة التحضيرية لأسطول الصمود المصري لكسر الحصار عن غزة، وآخر من المتطوعين الأساسيين في الأسطول، ولا يزال مكان احتجازهم غير معلن.
أي صعوبات تواجهها محاولات تسيير أسطول الصمود المصري للالتحاق بسفن أسطول الصمود العالمي؟ هل هناك عقبات قانونية؟
واجه الأسطول عدة تحديات جوهرية للحصول على التصاريح، إذ لا تزال اللجنة التيسيرية للأسطول تنتظر ردًا من الجهات المصرية المختصة على طلباتها الرسمية للحصول على تصريح الإبحار، وهي العقبة الرئيسية.
إلى حد الآن، ما هي استعدادات اللجنة التيسيرية لأسطول الصمود المصري بخصوص السفن والتجهيز لعملية الالتحاق في الساعات الأخيرة من وصول الأسطول لغزة؟
على الرغم من التحديات، تبذل اللجنة التيسيرية لأسطول الصمود المصري استعدادات عملية. ووفقا لذلك، تم التواصل مع أحد أصحاب المراكب الذي أبدى استعداده التام للمشاركة بالسفينة «إبيزا» التي يملكها، وقد تمت معاينتها من قبل اللجنة التنسيقية للأسطول. وبعد الإعلان عن وجود السفينة «إبيزا»، والتي كانت ستكون أول السفن المشاركة والمخطط أن تنطلق من أحد موانئ مدينة السويس، فقدنا التواصل مع مالكها منذ لحظة الإعلان عنها.
وقد أُعدت سيناريوهات بديلة نظرا لغياب الضمانات الرسمية؛ حيث دُرس خيار الالتحاق بالأسطول العالمي في المياه الدولية بعد التنسيق معه بالسفينة «إبيزا»، أو الاكتفاء بمشاركة أفراد مصريين ضمن سفن أخرى تنطلق من موانئ مجاورة مثل تونس. كما أفاد المنظمون بتسجيل مئات الاستمارات للمشاركة وتلقي الدعم العيني واللوجستي من متضامنين، بما في ذلك عروض من صيادين وأصحاب مراكب بالتبرع بقواربهم.
وجهت اللجنة دعوات إلى نقابات مهنية ومؤسسات دينية رفيعة لأجل إضفاء بُعد وطني على هذه المبادرة، هل لقيت هذه الدعوات تفاعلاً أم لا؟
وجهت اللجنة التيسيرية دعوات بالفعل إلى نقابات مهنية ومؤسسات دينية وأحزاب وحركات ومؤسسات ولجموع الشعب المصري. وانضم إلى الأسطول نحو 55 ناشطا مصريا من الشخصيات العامة عبر بيان أعلنوا فيه عزمهم الانضمام إلى الأسطول العالمي، وعدد من الأحزاب السياسية كحزب الكرامة، والتحالف الشعبي، والمحافظين، والحركة المدنية الديمقراطية، وحزب العيش والحرية، وتيار الأمل وغيرهم.
وقد أصدروا حينها بيانات، لكن لم يوجد أي دعم حقيقي منهم تجاه الأسطول. كما أُعلن باب التطوع والمشاركة في عملية فرز التبرعات القادمة من جموع الشعب المصري استعدادًا لأخذها معنا على السفينة. وشارك العديد من الشباب المصري الحر استجابة لواجبهم الإنساني والتاريخي في الوقوف مع أهل غزة وكسر الحصار عنهم، وبدأت عمليات الفرز وتجهيز المساعدات للحظة الإبحار، فيما بدأ فريق آخر من أعضاء اللجنة التنسيقية للأسطول المصري رحلة البحث عن مراكب للإبحار.
ورغم كل المضايقات استمرت عملية البحث عن قارب، ومن الناحية الأخرى فرز التبرعات واستقبال المتطوعين رغم مواجهة العديد من التضييقات أثناء استقبال المساعدات أمام المقر، وقد واجهها أيضًا المتبرعون. ومع ذلك، كان لدينا أمل في رد فعل المؤسسات المصرية على خطاباتنا بتمكيننا من كافة التصاريح اللازمة. ولكن ما حدث يوم الاثنين، بعد يوم طويل من فرز المساعدات القادمة من المحافظات والتجهيز لكيفية الانضمام للأسطول العالمي حتى ولو بقارب واحد، هو اعتقال ثلاثة من أعضاء الأسطول ولا يزال مكانهم مجهولًا إلى الآن. فهل نعتبر هذا ردًا واضحًا على الخطابات المرسلة للمؤسسات بعد كل هذا الجهد المبذول، الذي سعينا فيه لآخر لحظة ممكنة للانضمام إلى الأسطول العالمي؟
هل برأيك ستنجح هذه المبادرات في كسر الحصار وإيصال المساعدات لسكان القطاع وفتح ممر إنساني دائم أم أن الضغوط السياسية ستحول دون ذلك؟
يُعتبر وصول الأسطول إلى غزة تحديا كبيرا للأسباب التالية: فموقف الكيان الصهيوني الحازم، وهو ما كشفت عنه تقارير إسرائيلية، أشار إلى أن القيادة السياسية لكيان الاحتلال وجهت بعدم السماح لسفن الأسطول بالوصول إلى غزة تحت أي ظرف، وتستعد البحرية للسيطرة على السفن في عرض البحر.
وسبق أن فشلت جميع المحاولات البحرية المماثلة للوصول إلى غزة منذ عام 2008، حيث تعترضها إسرائيل بشكل منهجي. لكن هناك رمزية إنسانية تقدمها كل محاولات الإبحار بأساطيل كسر الحصار، وحتى في حال عدم تمكن الأسطول من الوصول ماديا، فإن قيمته تكمن في تسليط الضغط الدولي والدبلوماسي المستمر على الحصار المفروض على غزة، وتذكير العالم بالكارثة الإنسانية هناك.
كيف تقرئين مستقبل وقف الحرب في غزة، وهل برأيك مبادرات الشعوب قادرة أكثر من الحكومات على دعم القضية الفلسطينية؟
فيما يخص مستقبل وقف الحرب، وفي وقت صياغة هذه الإجابات في نهاية سبتمبر 2025، كانت هناك تطورات دبلوماسية كبيرة بشأن خطة لوقف الحرب كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طرحها للتو، خطة للسيطرة على غزة، ووجه تهديدات للمقاومة الفلسطينية بالرد. وزعم هذا المخطط أنه يدعو إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، ونزع سلاح المقاومة، وسط تفاعلات دولية متباينة بين ترحيب روسي وصيني وأوروبي، ورفض من فصائل فلسطينية أخرى مثل الجهاد الإسلامي. لذلك، يبدو المستقبل معلقًا على نتائج هذه المفاوضات الدبلوماسية الحساسة.
وفيما يخص المبادرات الشعبية مثل الأسطول، فهي لا تهدف في الغالب إلى تحقيق إنجازات ميدانية فورية. هذه المبادرات تمارس ضغطًا معنويا وسياسيا مستمرا وتحافظ على وجود القضية في الضمير العالمي، وتكشف عن الفجوة بين مواقف الأنظمة وتوجهات شعوبها، كما في الحالة المصرية حيث تسعى المبادرة إلى تعزيز الدور الشعبي المصري في قلب مشهد التضامن مع غزة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس