الاجتماع الفلسطيني في العلمين بعيون مصرية

8
الاجتماع الفلسطيني في العلمين بعيون مصرية
الاجتماع الفلسطيني في العلمين بعيون مصرية

أفريقيا برس – مصر. وسط أجواء تخيّم عليها التباينات في المواقف واختلافات وجهات النظر، اختتم، أول من أمس الأحد، في مدينة العلمين الجديدة الساحلية، بمحافظة مطروح في مصر، اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، بدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبمشاركة وفود 13 فصيلاً ومجموعة فلسطينية، فيما تخلفت حركة “الجهاد الإسلامي”.

دعوة للبناء على اجتماع الفصائل

واعتبر مصدر مصري مطلع على جهود الوساطة التي تقودها القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، أن “مجرد جلوس الفصائل في حدّ ذاته على مائدة واحدة في هذا التوقيت، أمر إيجابي، يجب على الجميع أن يبني عليه، في ظلّ عدم التفات الحكومة الإسرائيلية لأي نداءات أو وساطات”.

وكشف المصدر أن القاهرة “لم تكتف فقط بقبول دعوة رئيس السلطة الفلسطينية لها بالاجتماع في مصر”، مؤكداً أنها “بذلت جهوداً حثيثة لإقناع الفصائل بالمشاركة”. ولفت المصدر إلى أن “حركة حماس لم تكن متحمسة للمشاركة في بادئ الأمر، إلا أنه بعد تواصل مباشر بين رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، ورئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، بحث خلاله أسباب الرفض، أعلن الأخير طلبه مهلة للتشاور مع المكتب السياسي للحركة، قبل أن يبلغ المسؤولين في القاهرة قبول مشاركة حماس”.

وأوضح المصدر المصري أن القاهرة “تواصلت مع أطراف إقليمية ذات تأثير في المشهد الفلسطيني، من أجل تنسيق الجهود، وتجاوز الخلافات المصلحية، على أمل الوصول إلى رؤية فلسطينية موحدة”.

ولفت المصدر إلى أن السلطة الفلسطينية التي دعت للاجتماع “جاءت إليه ولا يوجد في جعبتها ما تقدمه للفصائل من أجل الوقوف على أرضية مشتركة، حتى أن ملف السجناء لم تقدم رؤية بشأنه، يمكن أن تساعد على تهيئة الأجواء لحوار وطني شامل”.

تفاهم معقد

باحث الدكتوراه في قسم العلاقات الدولية في جامعة “إسطنبول أيدن”، عمار فايد، استبعد أن يكون ملف الوساطة بين الفصائل الفلسطينية “ملفاً فعّالاً في الوقت الحالي، لا من ناحية مصر ولا من ناحية أي دولة أخرى”. وأوضح أن “الأمر ليس مجرد الإشراف على مناقشات بين الفصائل وبعضها أو تخفيف احتقان قائم، بل أكثر تعقيداً من ذلك”.

وشرح فايد أن “التفاهم بين الفصائل يعني بالضرورة إجراء انتخابات قد تؤدي إلى إعادة ترتيب لشكل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، ما يعني أن حركة فتح قد تخسر فيها وهو ما لا تريده مصر ولا دول أخرى كالولايات المتحدة والأردن وغيرها ممن يهدفون إلى تثبيت الوضع الحالي من دعم للسلطة الفلسطينية وتهدئة المقاومة في غزة”.

وأعرب فايد عن اعتقاده بأن “دور مصر الأبرز في الوقت الحالي يدور حول الحفاظ على التهدئة في غزة، سواء من خلال الوساطة بين الاحتلال وبين فصائل المقاومة، ومن خلال تسيير معبر رفح باعتباره المتنفس الأساسي اقتصادياً للقطاع، ما يخفف من مبررات التصعيد”.

ولفت فايد إلى أن “مصر كذلك بات لديها منافسون في الملف الفلسطيني مثل الجزائر وتركيا، وهي دول حاولت أن يكون لها دور في ملف الوساطة وغيره”، معرباً عن اعتقاده بأن “حرص مصر على استضافة اللقاء، هو إشارة منها إلى استمرار دورها الهام والتأكيد على استمرار تفويضها إقليمياً بلعب هذا الدور منذ سنوات”.

بدوره، قال الباحث في العلاقات الدولية، شادي إبراهيم، إنه “لا يمكن اعتبار التقارب في السنوات الأخيرة بين حركة حماس والنظام المصري نابعاً من توافق في وجهات النظر بقدر ما هو (توافق الضرورة)، وبحكم الجغرافيا، باعتبار مصر بوابة قطاع غزة الوحيدة”. ورأى أن “هذا الأمر يمكن مدّه إلى باقي فصائل المقاومة، وهي على عكس العلاقة بين القاهرة والسلطة الفلسطينية التي تتسم بالإيجابية، وهو ما دفع السلطة للتأكيد على دور مصر المركزي في الملف الفلسطيني مع محاولات دول أخرى تقديم نفسها باعتبارها ذات ثقل ويمكن أن يكون لها تأثير وحضور”.

ورأى المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير رخا أحمد حسن، أن “لعل أهم ما كان يجب توفّره في هذا الاجتماع من أجل إنجاحه، هو وجود نوايا حسنة ورغبة حقيقية في تصفية الخلافات والمسائل العالقة، لأنه من دون ذلك، فسيكون هذا الاجتماع مضيعةً للوقت فحسب”. وشدّد على أن “كلّ الفصائل بلا استثناء تحتاج إلى مراجعة ذاتية، لا سيما مع ما يواجهونه حالياً من تحديات الحكومة الإسرائيلية التي تسعى بكل جهدها لتصفية القضية الفلسطينية”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here