حوار سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرارًا بإعادة تشكيل المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية، حيث تم تعيين يوسف بطرس غالي، وزير المالية في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك.
ضم المجلس في عضويته كل من: يوسف بطرس غالي، وهاني قدري دميان (وزير المال الأسبق)، والدكتور حسام الدين محمد عبد القادر، وأشرف موسى صبري (خبير التمويل والتكنولوجيا)، ومحمد زكي السويدي (رئيس اتحاد الصناعات المصرية)، وكريم علي عوض سلامة (الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية هيرميس)، وأحمد عاطف حلمي محمد وصيف ولميس محمد خالد شعبان العربي.
تشمل اختصاصات المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية دراسة واقتراح السياسات الاقتصادية والإنتاجية العامة للبلاد في كافة المجالات. يتضمن ذلك تدعيم وتنمية القدرة الإنتاجية، وحسن استخدام الموارد المتاحة بأساليب علمية وتكنولوجية، ودراسة واقتراح الخطط العلمية التي تستهدف زيادة الإنتاج وتعظيم الاقتصاد القومي، بالإضافة إلى توفير مستلزمات الإنتاج وتطويرها بالتعاون مع القطاع الخاص.
وفي حوار مع “أفريقا برس” أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل الدندراوي أن اختيار يوسف بطرس غالي للانضمام إلى المجلس الاقتصادي يمثل محاولة لاستغلال علاقاته الدولية في ظل التحديات الاقتصادية الحالية. وقال إن غالي قد يُنظر إليه كأمل في “سفينة إنقاذ” للاقتصاد المصري، خاصة في ظل الأزمات الحالية. وأضاف أن الفرص المتاحة له تتعلق بتفويضه للتواصل مع القوى الدولية. وشدد على أهمية التحرك السريع لمعالجة ارتفاع الأسعار وتلبية احتياجات المواطنين، مشيراً إلى أن أي تحسين ملموس في الحياة اليومية سيكون له تأثير إيجابي كبير على الثقة في الحكومة والمجلس.
كيف ترى عودة يوسف بطرس غالي إلى الحياة السياسية بعد فترة طويلة من الغياب؟
اختيار الدكتور يوسف بطرس غالي للانضمام إلى المجلس الاقتصادي للتنمية الاقتصادية يمثل محاولة لاستغلال علاقاته الدولية، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الفاعلة، في ظل التحديات الاقتصادية الحالية. ومع ذلك، يرى بعض المراقبين أن هذه الخطوة هي مجرد محاولة لتدوير وجوه قديمة مثيرة للجدل، مما قد يؤثر على فعالية هذه الاختيارات في معالجة القضايا الاقتصادية الراهنة.
ما هو تأثير خبرة يوسف بطرس غالي كوزير للمالية في عهد حسني مبارك على دوره الحالي في المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية؟
المجلس التخصصي هو مجلس استشاري وليس مجلسًا تنفيذيًا، ولكن خبرة يوسف بطرس غالي كوزير للمالية في عهد مبارك تأتي في سياق مختلف، حيث تختلف التحديات الاقتصادية الحالية عن تلك التي كانت موجودة في ذلك الوقت. في رأيي، فإن الانهيار الاقتصادي الحالي والتحديات المتعلقة بانهيار العملة لم تكن موجودة في عهد مبارك، مما يجعل القياس بين الفترتين غير دقيق. ومع ذلك، يمكن أن يُنظر إلى غالي كأمل في أن يكون “سفينة إنقاذ” للوضع الاقتصادي الحالي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الشديدة التي يواجهها المواطن المصري.
ما هي التحديات التي قد تواجه يوسف بطرس غالي في منصبه الجديد، وما هي الفرص المتاحة له؟
أعتقد أن الفرص المتاحة ليوسف بطرس غالي تتعلق بتفويضه المفتوح للتواصل مع القوى الدولية، مما يمكنه من محاولة تصحيح المسار الاقتصادي واستغلال الموارد والنهوض بالاقتصاد رغم العثرات الشديدة. يمكن أن يكون غالي قادرًا على توصيل التحديات والتعامل معها بفاعلية، مما يعكس الصورة الحقيقية للوضع الاقتصادي. علاوة على ذلك، قد يكون له دور استشاري قيم، أو قد يُعتبر هذا المنصب تمهيدًا لإعطائه منصبًا تنفيذيًا يمكنه من اتخاذ قرارات تنفيذية مهمة.
كيف تتوقع أن يتفاعل المواطنون مع عودة يوسف بطرس غالي إلى الساحة السياسية؟
يتفاعل المواطنون مع عودة يوسف بطرس غالي إلى الساحة السياسية بمزيج من السلبية والإيجابية. من الجانب السلبي، يشعر المواطنون بأنهم بعيدون عن أي قرارات تُتخذ، مما يجعلهم يشعرون بالتهميش وعدم القيمة في رأيهم. هذا الاختيار يُعتبر تخصصيًا، في حين ينتظر الشارع المصري أن يثبت غالي كفاءته من خلال اتخاذ قرارات جديدة تعالج القضايا الملحة. وبشكل خاص، يترقب المواطنون كيفية التعامل مع الارتفاع الجنوني في الأسعار وانهيار العملة غير المسبوق، مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية.
ما الذي يميز يوسف بطرس غالي عن الأعضاء الآخرين في المجلس التخصصي، خاصةً فيما يتعلق بالتحديات الاقتصادية الحالية؟
يمتاز يوسف بطرس غالي عن الأعضاء الآخرين في المجلس التخصصي الاقتصادي بخبرته الواسعة ومعرفته العميقة بالملفات الاقتصادية، مما يجعله مؤهلاً لوضع خطة طريق فعالة لتقديمها لصانع القرار. في ظل وجود حوالي أربعة أعضاء آخرين، تتلخص مهامهم في تقديم حلول سريعة للتحديات الراهنة، خاصة أن الرأي العام والشارع المصري يعيشان على حافة الانفجار بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار وعدم قدرة المواطنين على تلبية احتياجاتهم اليومية. إن هذا الوضع يُعتبر بالغ الخطورة، ويدركه المجتمع الدولي والمحلي، مما يبرز أهمية التحرك السريع قبل أن تتفاقم الأمور وتؤدي إلى تبعات قابلة للانفجار.
هل تعتقد أن يوسف بطرس غالي قادر على تحقيق نتائج ملموسة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة؟
ربما يتمكن يوسف بطرس غالي من تحقيق خطوة واحدة ملموسة، لكن الأهم هو أن يسهم برفع بعض الأعباء عن كاهل المواطن المصري من خلال تقديم آراء استشارية تفيد في معالجة معاناته اليومية. إن أي تحسين ملموس في ظروف الحياة اليومية للمواطنين سيكون له تأثير إيجابي كبير على الثقة في جهود الحكومة والمجلس.
كيف يمكن أن تساهم عودة يوسف بطرس غالي في تحسين العلاقات مع المجتمع الدولي والقطاع الخاص؟
نعم، تُعتبر عودة يوسف بطرس غالي إلى الساحة السياسية خطوة مهمة لتحسين العلاقات مع المجتمع الدولي والقطاع الخاص. تم اختيار غالي لهذا المنصب بناءً على قدرته على القيام بعمل واضح وملموس في هذا السياق. بفضل خبرته وعلاقاته الدولية، يمكن أن يسهم في تعزيز التعاون مع الأطراف الدولية، مما يساعد في جذب الاستثمارات وتحسين صورة مصر على الساحة العالمية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس