تدهور الطبقة الوسطى وسقوط الشريحة الدنيا منها إلى هاوية الفقر

13
تدهور الطبقة الوسطى وسقوط الشريحة الدنيا منها إلى هاوية الفقر… واللحوم تشاهدها الأغلبية في السينما
تدهور الطبقة الوسطى وسقوط الشريحة الدنيا منها إلى هاوية الفقر… واللحوم تشاهدها الأغلبية في السينما

أفريقيا برس – مصر. هناكل أيه النهاردة” لم يعد ذلك السؤال التقليدي الذي كان المقرر اليومي قبل أن يغادر رب الأسرة منزله لعمله، يمر بخاطر الأغلبية الفقيرة فالمهم بحسب اعتراف الكثيرين لبعضهم بعضا في المواصلات العامة ودواليب العمل أن “ناكل أي حاجة تسد البطن والسلام”. ومن اللافت أن الجوع لم يعد يميز بين الطبقات الفقيرة والمتوسطة فالجميع بات في “الهم سواء”.. تفزع ربات البيوت عندما يقرأن نشرات الغلاء ويطالعن التسعيرة في الأسواق، إذ باتت كل السلع بمثابة “فاكهة محرمة” وعادة ما يرجعن لبيوتهن بخفي حنين.

صحف أمس الجمعة 22 يوليو/تموز حملت صورا ومقالات لا تحتمل لأوجاع الملايين الذين يناضلون من أجل البقاء على ظهر الحياة، بعد أن عضهم الجوع وحالت الأقدار القاسية دون أن يحققوا لأبنائهم ما قلّ من طعام. ومن أخبار الرئاسة: قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة رسمية إلى العاصمة الفرنسية باريس تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الزيارة ستشمل عقد مباحثات قمة بين الرئيسين تتناول عددا من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية، فضلا عن الموضوعات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، إلى جانب بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على المستويات كافة.. ومن معارك الرياضيين: رد مرتضى منصور رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك على تجاهل سيد عبدالحفيظ مدير الكرة في النادي الأهلي، وعدم مصافحته خلال توزيع الميداليات. وتتويج الزمالك بلقب كأس مصر للمرة 28 في تاريخه، بعد الفوز على الأهلي في المباراة النهائية بهدفين مقابل هدف. قال مرتضى منصور خلال تصريحات إعلامية: «سيد عبدالحفيظ تخطاني ولم يصافحني على منصة التتويج بكأس مصر خلال تسلم الميداليات». وأكمل: «عبدالحفيظ ينتمي لجماعة الإخوان الإرهابية ولا أعرف لماذا تتركه الدولة».. ومن أخبار الحوادث: غرق 9 أشخاص، وانتشال 4 آخرين وإنقاذ حياتهم قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة غرقا في عدة مدن أبرزها الفيوم التي شهدت غرق 3 فتيات في وقت واحد أثناء الاستحمام في بحيرة قارون. ومن الحوادث المؤلمة كذلك: سادت حالة من الحزن أوساط الأطباء، إثر مصرع سميرة عزت الوكيلة السابقة لمعهد الكبد القومي في المنوفية، نتيجة سقوط مصعد معطل داخل شركة أدوية.

كورونا والخرف

كشف الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، حقيقة الإصابة بـ«التخلف العقلي» بعد التعافي من فيروس كورونا المستجد. وقال عنان عبر تصريحات متلفزة نقلها عنه محمد طه في “المصري اليوم” إن متحور أوميكرون خفيف إلى حد ما، ولكن أعراض ما بعد التعافي موجودة منذ بداية الجائحة، ومنها الوهن والأرق وتغير طعم الأكل وما شابه، مشيرا إلى أن علماء أجروا دراسات على المخ للمتعافين من الفيروس، ووجدوا أن هناك علاقة بين الذهان العقلي، والتعافي من الفيروس، لمن لديهم تاريخ مرضي وراثي، أو الذين لديهم وسواس قهري أو اكتئاب. وتابع أن الوقاية من الفيروس ضرورية وتكون بالإجراءات الاحترازية والكمامة وفي حالة الإصابة، يجب تجنب تدهور الإصابة حتى لا تكون لها أعراض قوية ما بعد التعافي، مشددا على ضرورة النوم الجيد والبعد عن التوتر وتناول الأكل الصحي والابتعاد عن التدخين. ولفت أستاذ علم الأوبئة إلى أن ظهور الأمراض العقلية حدثت في حالات نادرة، وهي ليست منتشرة، ولكن رغم ذلك يجب الاهتمام بعدم التعرض للإصابة بكورونا، لأن الخريطة الجينية للجسم قد تتأثر بالإصابة، خاصة أن كوفيد 19 يسبب أعراضا أخرى بعد التعافي وليست متعلقة فقط بالدماغ، بل لها علاقة كذلك بالمناعة وأمراض الصدر.

جائعة وأولادها

صادفت نادين عبد الله حادثا عجيبا سردت تفاصيله في “المصري اليوم”: وأنا راكبة السيارة مع زوجي، كنا نسير في أحد شوارع منطقة الكوربة الضيقة (في مصر الجديدة) في اتجاه شارع صلاح سالم، عندما استوقفتنا سيدة في الأربعينيات من عمرها. كانت ترتدي جينز وبلوزة سوداء و«ماسك» (للحماية من كورونا). شعرها طويل، جميل، وبنى اللون. شكل السيدة ومظهرها يؤكد أنها من الطبقة الوسطى. لم يكن لدينا شك في أنها استوقفتنا لتسأل على الطريق، بما أن العديد من الطرق تغيرت مؤخرا؛ إلا أن طلبها كان، للأسف، مختلفا: «أنا محتاجة فلوس». وهنا اعتقدنا أنها ربما شحّاتة، فبدأنا نعتذر بلطف لنهم بالرحيل. ولكنها ترَجّتْنا: «أنا بيتي مفيهوش أكل ليّا ولا لولادي، إنتم شايفين شكلي، أنا مش شحّاتة، أنا بس محتاجة أكل». منذ عدة سنوات، مثل هذا الطلب لم يكن ليكون مُحيِّرا. على الأرجح، لن نفكر للحظة أن ما تقوله المرأة حقيقي، وكنا سنعتبرها شحّاتة مثلها مثل غيرها، أو ربما شخصا جعلته قسوة الحياة يعاني بعض الاختلالات العقلية أو النفسية. إلا أن المؤلم هو أننا شعرنا بحيرة حقيقية، وفكرنا بالفعل في احتمالية أن تكون صعوبة الظروف الاقتصادية الحالية أوصلتها إلى هذا الحال، فهناك شواهد عديدة راهنة على تدهور الطبقة الوسطى وسقوط الشريحة الدنيا منها إلى هاوية الفقر.

وداعا للحوم

واصلت نادين عبد الله رصد مؤشرات تؤكد تهاوي العديد من الفئات بسبب الغلاء والتضخم: نشاهد مثلا تغييرات مفصلية في نمط حياة عائلات كانت في عِداد الطبقة الوسطى، على غرار تقليل أكل اللحوم وشرائها أسبوعيا، تغيير مدارس الأطفال من مدارس لغات إلى أخرى حكومية، انتعاش أسواق الملابس المستعملة أو الرخيصة، وطلبات متكررة لسلفة أموال لتغطية احتياجات البيت والعائلة، إلخ. والحقيقة التي انتهت عندها الكاتبة، مفادها أن هذا الوضع لا بد أن يدفعنا إلى التفكير في نمط السياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة، فعلى الرغم من ارتفاع معدل النمو الاقتصادي، أو على الأقل عدم انخفاضه مؤخرا، بالإضافة إلى الانخفاض النسبي في معدلات الفقر- وإن كان لا يزال عاليا بشكل لافت – فإن ما يشعره العديد من المواطنين في حياتهم اليومية، للأسف، مختلف، فالتضخم المتزايد بشكل مؤكد ومؤلم يقضي على كثير مما يحققه النمو، بل يأكل ثماره. كما أن غياب سياسات إعادة توزيع النمو الاقتصادي بشكل عادل ينجح في تحويله إلى تنمية اجتماعية مستدامة، تنعكس على حياة الناس اليومية، يجعل منه نموا اقتصاديا نظريا. أما في أرض الواقع، فسيغتني البعض، ويفتقر آخرون، وهم كثر؛ لينضم هؤلاء إلى شريحة الفقراء الجدد أو فئة الهابطين من الطبقة الوسطى المتآكلة.

حمص للفلسطينيين

يقال في العادة عن الشخص الذي يعود من طريق مشى فيه دون شيء يكون قد حققه، إنه شخص «خرج من المولد بلا حمص».. ولا ينطبق هذا المثل الشعبي الظريف كما أشار سليمان جودة في “الوفد” على طرف في زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأولى في المنطقة، قدر ما ينطبق على الطرف الفلسطيني: لقد كانت مدينة بيت لحم الفلسطينية هي المحطة الثانية في جولة بايدن، وكان موقعها في المسافة بين تل أبيب التي كانت هي المحطة الأولى، وجدة التي كانت هي المحطة الثالثة والأخيرة، وعندما ذهب الرئيس الأمريكي إلى المدينة في الضفة للقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فإن سقف توقعات الفلسطينيين من وراء الزيارة لم يكن عاليا على كل حال ذلك أن الجواب «يبان من عنوانه» كما نقول، ومن عنوان زيارة بايدن إلى تل أبيب، كان كل متابع يستطيع أن يرى أن قضية فلسطين ليست أولوية على أجندة سيد البيت الأبيض.. ففي إسرائيل وقّع بايدن «إعلان القدس» مع يائير لبيد، رئيس الحكومة الإسرائيلية، وقد بدا الاتفاق من اسمه وكأنه خاص بما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن الحقيقة أنه يخص المواجهة الأمريكية الإسرائيلية مع إيران، ومع ملفها النووي بالذات، وفي بيت لحم كان كل ما لدى الضيف الأمريكي 100 مليون دولار قدمها دعما للمستشفيات الفلسطينية في الضفة على سنوات، وكان المعنى أن واشنطن مستعدة لدعم إنساني خجول للفلسطينيين، وما عدا ذلك لم يكن هناك وجود للدعم السياسي في القضية، رغم أنه الدعم الأجدى بمراحل من أي دعم إنساني، مهما كان حجمه، ومهما كانت الأنشطة التي سيغطيها، ومن الواضح أن الكيل قد فاض بالرئيس عباس الذي صاح وهو يلقي كلمة بحضور الرئيس الأمريكي قائلا: نحن لسنا إرهابيين ولم يكن غريبا والحال هكذا أن ينتهي اللقاء بين الطرفين، دون صدور بيان مشترك عنهما، كما جرت العادة في مثل هذه الأحوال، فصدر بيان منفرد عن الطرف الفلسطيني.. وهذه نادرة سياسية فلسطينية سوف نظل نرويها بين النوادر.

عودة المرعب

طالب محمد الهواري في “الأخبار” بأن نعود للإجراءات الاحترازية بعد زيادة الإصابات بمتحور كورونا سريع الانتشار، والتوقف عن إهمال الاهتمام بالنظافة اليومية، واستخدام الكمامات والكحول وعدم الاستهانة بالمرض في ظل اهتمام الدولة بتخصيص عدد من المستشفيات للعزل، والإعداد لإعطاء جرعة رابعة من اللقاحات، خاصة لكبار السن للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس اللعين.. أكد الكاتب ضرورة الابتعاد عن التكدس في المواصلات العامة والأسواق وضرورة عزل المصابين في المنازل، إلا للحالات الصعبة التي يجب عزلها في المستشفيات، خاصة أن الإصابات الآن أصبحت أخف من بداية الجائحة، وقد نجحنا في مواجهة هذه الجائحة سواء بتوفير اللقاحات أو صناعتها محليا، ما ساعد الدولة على قوة المواجهة لهذه الجائحة، وما قامت به الأجهزة الصحية للدولة ممثلة في وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية والتابعة للقوات المسلحة كلها عملت في منظومة متكاملة، ساهمت في نجاح المواجهة. ويكفي أن مواجهة انتشار كورونا جاء في وقت كثفت الدولة رعايتها الصحية للمواطنين، واستطاعت استئصال فيروس سي.. وعلاج مئات الآلاف من قوائم الانتظار لإجراء جراحات متقدمة، إضافة إلى المبادرات الرئاسية المتعددة لتوفير الرعاية الصحية للمرأة والأطفال وتنفيذ مبادرة 100 مليون صحة، التي استفاد منها عشرات الملايين من المصريين. لذا كانت المنظومة الصحية في أفضل أوضاعها لمواجهة جميع الأمراض والأوبئة، بما فيها الأمراض الوراثية والأورام، والتوسع في صناعة كل أنواع الأدوية لتوفيرها محليا بأسعار أقل من مثيلتها المستوردة، وتصدير الفائض للأسواق العربية والافريقية، إضافة لإقامة العديد من المستشفيات ودور الرعاية الصحية الجديدة في كل أنحاء مصر. دائما نقول إن الوقاية خير من العلاج، لذا فإن اهتمامنا بتطبيق الإجراءات الاحترازية ضد الإصابة بكورونا أفضل من علاجها، لذا يجب أن يعود الاهتمام بتطبيق الإجراءات الاحترازية لصالح حماية المواطنين من الإصابة بهذا الفيروس، الذي واصل انتشاره في العديد من دول العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، حيث إنه لا يتأثر بالظروف الجوية فهو ينتشر في الصيف مثل انتشاره في الشتاء.

هرب ليلة الزفاف

ليس ببعيد عن الفيروس الذي عاد، نبقى ونظرة أدبية لصفية مصطفى أمين في “المصري اليوم”: شاهدت فيديو قصيرا للأديب المصري توفيق الحكيم على موقع يوتيوب. وهو على شكل حوار بين رائد الرواية والكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد. سألته عن المستقبل السياسي للعالم، فأجاب: لا يمكن استمرار العالم كما هو.. فهو يتجه إلى فقدان أربعة أخماس سكانه، وأرى أن الأزمات الغذائية سوف تزداد وكذلك المشاكل الإنسانية. كان تصوره حدوث اشتباك نووي بين الدول، سوف يؤدي إلى أن تفقد كل دولة نصف سكانها على الأقل. معنى ذلك أن الحياة سوف تخرج من الموت، وتعود المدنية إلى بدايتها، ويرجع الناس إلى البدائية والبساطة، بعيدا عن تعقيدات الطاقة والتطور والحداثة. الحوار مع توفيق الحكيم سُجل قبل أربعين عاما تقريبا.. فهل كان المفكر الكبير يقصد أن أزمة كورونا والحروب التي نعيشها الآن سوف تؤدي إلى فناء عدد كبير من سكان الأرض؟ أم أنه كان يشير إلى نوع آخر من الدمار؟ عموما، فقد بدا لى توفيق الحكيم مقتنعا برؤيته، مُعتبرا أن تلك طبيعة الحياة، وأن الدنيا تدور إلى الخلف ولا تمشي في خط مستقيم إلى الأمام. كان توفيق الحكيم من أعز أصدقاء والدي مصطفى أمين، ورغم ذلك لم يخبره بزواجه، ولا أخبر أحدا آخر. اكتشف والدي قصة زواجه من جيرانه في عمارة سيف الدين في حى جاردن سيتي.. وقد فزع الحكيم عندما عرف باكتشافه، ولكن والدي لم يُفْشِ سره، وأخفاه عن الصحافة. تزوج توفيق الحكيم مرة واحدة في حياته، إلا أن والدته أرغمته يوما على أن يتزوج من ابنة أحد أصحاب الملايين، لكنه هرب يوم عقد القران. كان لزواجه قصة حب رائعة، ظلت سرا لتسعة أشهر. لم يعرفها أي من محرري دار أخبار اليوم، لأنه كان يمضي يومه معهم من الساعة الثامنة صباحا، ولا يتركهم إلا في وقت متأخر من الليل. كان الحكيم عالما بأسره. كان أصدقاؤه قليلين والمعجبون بأدبه كثيرين. كان كريما في السر وبخيلا في العلن. كان يرفض أن يكتب الرقم في الشيك، ويطلب من زوجته أن تضع هي الرقم لأن أصابعه لا تحتمل أن تكتب جنيهات كثيرة.

طاف بها الكيل

أكد ياسر قطنوش محامي الفنانة شيرين عبدالوهاب، أن هناك مجموعة من الخلافات والأمور بينها وبين زوجها السابق، رافضا الإفصاح عنها، لافتا أنه سيفصح عنها في حينها، ووفقا لأحمد حامد دياب في “الوطن”، أشار محامي المطربة إلى أن هذه العلاقة اشتملت على مجموعة مخالفات قانونية بصدد دراستها لتكييف الوضع القانوني، مؤكدا أن أغلبها مخالفات مالية. وأوضح قطنوش، أنهم سيقومون بعمل خطة عمل بخصوص النزاعات بين شيرين وحسام حبيب، لافتا إلى أنها ليست نزاعات مالية حسب، ولكن هناك أمور أخرى لن يفصح عنها الآن، مضيفا: «الفنانة شيرين كل كلمة قالتها في السوشيال ميديا وفي الإعلام عندها دليل، وعندها مستند ومستندة لشهود ووقائع ومستندات». وأشار محامي شيرين عبدالوهاب إلى أنه بصدد دراسة الأمور من الناحية القانونية، ويعمل على أكثر من محور خلال الفترة المقبلة، واختتم تصريحاته مؤكدا ثقته في عدالة قضية موكلته: «بإذن الله حقها يرجع لها، وهي كلها ثقة في القضاء المصري وثقة فيا وربنا يقدرنا ونرد لها حقها». وكان ياسر قنطوش المحامي في النقض والإدارية العليا، محامي الفنانة شيرين عبدالوهاب، تقدم أمس ببلاغٍ للنائب العام المستشار حمادة الصاوي، يحمل رقم 32068 ضد الفنان حسام حبيب.

عانت كثيرا

ما زال الاهتمام بتصريحات المطربة شيرين عبد الوهاب تتواصل، ومن المهتمين بأزمة المطربة، ندى سليم في “اليوم السابع”: لم يكن وفاق ففراق”.. عبارة تراثية تؤكد أحيانا كثيرة، أن يكون الطلاق السبيل الوحيد لإنهاء علاقة زوجية سامة لكلا الطرفين، أعلم أنها من أدق وأصعب اللحظات التي لا تنسى للرجل أو المرأة، مزيج من مشاعر الفشل وجلد الذات والشعور بمرارة وخيبة الأمل، اعتقد أنه حتى مع مرور الأيام ستتذكرها في زحام يومك، ذكريات سعيدة وأخرى حزينة، ستتذكرها ولن تغيب عن بالك. لكن هذا لا يعني الاستسلام لحياة تعيسة تنقسم بها روحك إلى شخصين، شخص يرفض بشدة تلك التفاصيل والروتين اليومي الممل، الذي يكون قادرا على تغيير روحك لتتحول مع مرور الوقت لشخص آخر أكثر تعاسة، لكن هناك صوت آخر داخلك يرفض الفشل والاستسلام، ويريد النجاح، يكون هذا الصراع قادرا على أن يمحي من عمرك أعواما، دون قرار فتصبح روحك جثة هامدة في جسد ما زال يقاوم. تجربة الانفصال رغم مرارتها، لكنها يمكن أن تكون في كثير من الأوقات بمثابة نجاة وحياة جديدة لك، بعد التصريحات النارية التي أفصحت عنها الفنانة شيرين عبد الوهاب، عن قصة انفصالها عن الفنان حسام حبيب، جعلتني اتساءل:” لماذا ترفض نجمة مشهورة لديها استقلال مادي ونجاح فني ودعم من كل بلد عربي الطلاق؟ “لما شيرين تضرب وتسحل وتسكت لتحافظ على بيتها الستات الغلابة يعملوا أيه” شيرين أعلنت أمام الجمهور، أن علاقتها السامة بطليقها السابق بدلتها داخليا وظاهريا، البعض خرج يهاجم شيرين بشدة على هذا الحديث الذي كشفته خلاله أدق تفاصيلها الشخصية دون أن تحترم الطرف الآخر. مهما كان الاحتياج العاطفي الذي تبحث عنه المرأة، مهما بلغت درجة تعلقها بزوجها وحبيبها، فكيف تستسلم نجمة مشهورة لهذه الحياة السامة وترفض الانفصال خوفا من الفشل؟ لماذا قبلت شيرين بكل هذا العنف الذي وصل لحد أن تتعرض لقص شعرها بالعنوة وتحت التهديد؟ لماذا تحملت شيرين زواج مدته 4 سنوات؟

كيان مهلهل

تعاني الأسرة المصرية وفق ما يرى فاروق جويدة في “الأهرام” حالة من التفكك، وفي كل يوم تزداد الأزمة تعقيدا حتى أصبحت واحدة من أخطر التحديات التي يعيشها المجتمع المصري.. أصبح من المؤكد الآن أننا أمام أزمات شوهت صورة الأسرة المصرية، وغيرت بعض ثوابتها التي عاشت عليها مئات السنين ما بين المودة والترابط والتضحية.. حين أتحدث عن الأسرة فأنا لا أقصد أن أوجه نقدا أو عتابا للرجل وحده، أو المرأة وحدها، ولكنني أقصد هذا الكيان الاجتماعي المترابط الذي يدرك مسؤولياته ويعي دوره ويحرص عليه.. هناك متغيرات كثيرة أصابت الأسرة المصرية.. أولا: لم تعد الأسرة تدرك دورها في حماية الأبناء والحرص على تربيتهم ومن هنا كانت حالة الفوضى التي تعيشها أجيالنا الجديدة بحيث تعاني حالة من التفكك في السلوك أمام غياب المتابعة والرقابة، وأصبحت الأسرة في واد والأبناء في واد آخر، وسادت حالة من الانقسام بين الآباء والأبناء، بل إن سطوة الأم والأب قد تراجعت تماما وغاب الحوار بين الطرفين، ولم يعد أحد يسمع للآخر. ثانيا: ارتفعت في السنوات الأخيرة معدلات الطلاق وكان الأبناء هم الضحية أمام حالات التشرد.. ولا شك في أن بعض القوانين مثل قانون الخلع كانت سببا في انتشار عمليات الطلاق بجانب الأعباء الاقتصادية التي أدت إلى هروب الأجيال الجديدة من مسؤوليات الأسرة.. وقد أساء البعض الحديث عن الحريات وحقوق المرأة وارتفعت أصوات ترى أن الطلاق هو الحل. ثالثا: على جانب آخر كان سفر الرجل إلى الخارج بحثا عن زيادة الدخل سببا في تخلي الرجل عن مسؤولياته الأسرية تجاه الزوجة والأبناء.. وكانت النتيجة أن الأبناء كانوا هم ضحايا الانقسام الأسري وحالة التفكك التي أصابت كيان الأسرة المصرية. رابعا: لا يمكن أن نتجاهل ظواهر سلبية كثيرة نتيجة الطلاق ومنها انتشار المخدرات وارتفاع نسبة الجريمة والفوضى في سلوكيات الشارع المصري وهنا لا نستطيع أن نلقي المسؤولية على قانون الخلع أو حقوق المرأة، ولكن المسؤولية تقع على نماذج بشرية أساءت لمنظومة الزواج وفرّطت في قدسيته ومسؤولياته وتحولت إلى ظواهر سلبية في حياة الأسرة المصرية..

تعاطفوا مع القاتل

بشاعة الجريمة، لم تمنع من تعاطف البعض مع قاتل نيرة أشرف على حد رأي الدكتورة نادية السيد في “الشروق”: وصل التعاطف مع القاتل، الذي أثبتت التحقيقات أنه لم يكن على علاقة بالضحية ولم تعده بالزواج أو تهينه كما زعم، أن يعرض البعض جمع تبرعات لدفع الدية لأهل نيرة وإنقاذ القاتل من حكم الإعدام. قضية نيرة ليست بالاستثناء، فهناك فجوة متزايدة بين الواقع التي تعيشه النساء والبنات في شوارع مصر، والحياة التي يعشنها على مواقع التواصل الاجتماعي ويتصورن أنهن آمنات فيها. يكفي أن نتذكر قضية الفيرمونت عام 2020 حين انتقد الكثير ضحية الاغتصاب الجماعي لمجرد اعتراضهم على صورها على حساباتها على تلك المواقع. تلك الفجوة بين حياة الإنفلونسرز أو المؤثرين/ات (رواد مواقع التواصل الأكثر شهرة وتأثيرا) التي يتابعها الشباب المصري يوميا، سواء من الإنفلونسرز المصريين أو العالميين، والشارع المصري الذي يرفض إعطاءهم تلك الحريات. الفجوة اجتماعية واقتصادية بالقدر نفسه، فالكثير من المؤثرات في مصر يرتدين ملابس أقل حشمة من تلك التي ارتدتها نيرة، ولكنهن قلما يستقللن وسائل المواصلات العامة، أو حتى يتمشين في الشوارع العامة لأكثر من بضعة أمتار، ويقطن في داخل مجمعات سكنية منغلقة على سكانها، ولذا فاحتكاكهن بالشوارع المصرية الصعب إرضاؤها ضئيل للغاية. على الصعيد الآخر، أسلوب حياة الأغلبية العظمى من الشعب ومن رواد مواقع التواصل مختلف تماما، كل صباح أرى العشرات من الشباب في العشرينيات من أعمارهم يتواردون على منطقة قصر البارون التاريخي؛ حيث أسكن، وهم عادة ما يأتون في وسائل مواصلات مختلفة مرتدين أحدث الأزياء التي يمكنهم شراءها لالتقاط صور بجانب القصر، أو إحدى الفيلات المجاورة من أجل اللقطة المثالية لبوست السوشيال ميديا.

دولة الساحل

مجتمعات الأثرياء في قرى الساحل الشمالي لها طقوس خاصة تكشف حجم التحول الذي باتت تحياه مصر.. نيفين مسعد رصدت في “الشروق” بعض ما يجري هناك: على الشواطئ الخاصة أو المدفوعة توجد مصالح وسمسرة وإكراميات وتجارة وأماكن تباع وتُشتَرَى وأشياء أخرى كثيرة، فلا تغرنّك الرمال الذهبية والموج الأزرق والقواقع والطحالب، فتحسَب أنها تمثّل الحقيقة الوحيدة، فخلف هذا المشهد الطبيعي البديع توجد حقائق أخرى من صنع البشر. مهما حاوَلت أن تحمل منشفتك وتذهب مبكرا إلى الشاطئ، أو أول ما يفتح البحر، كما كنا نقول أيام زمان للأولاد والآن نقول للأحفاد، فلن تفوز أبدا بالجلوس في أول صف على البحر مباشرة، فدائما هناك مناشف تحجز الشماسي في الصف الأول لأصحاب النصيب. مَن يريد مثلي ألا يعكّر صفو يومه بالسجال مع سماسرة الشاطئ سيقنع بالجلوس في الصف الثاني أو ما بعده، أما الذي تأخذه الجلالة ويتقمّص شخصية أبو العلا البِشري في إحدى روائع أسامة أنور عكاشة، فسوف يفعل كما فعل هذا الشاب الرياضي ويخوض معركة الشاطئ حتى النهاية. وصل الشاب وزوجته وطفلاه قبل العاشرة بقليل وتوجهوا إلى إحدى شماسي الصف الأول، وكانت عليها منشفة مزركشة، وعلى الفور هرول من خلفهم أحد العاملين ونبههم في أدب إلى أن مدام فلانة حاجزة الشمسية بمنشفتها. أين هي مدام فلانة وليس في البحر أحد؟ إجابة مموهة على السؤال، ومتى حجزَت بالضبط مدام فلانة المكان بينما يفتح الشاطئ أبوابه في العاشرة صباحا؟ إجابة أخرى مموهة، وهل مدام فلانة لم تضع شيئا بخلاف منشفتها فلا حقيبة ولا ثوب ولا أثر؟ لا إجابة أصلا. تطوّر الأمر من نقاش هادئ إلى نقاش حاد، ومن حوار ثنائي إلى حوار اشترك فيه مصطافون وعمّال، ومن منطق حقي ودوري إلى التهديد والوعيد بتصعيد الأمر لمسؤولي الشاطئ، لأن هناك شبهة فساد، وأخيرا وبعد أخذ ورد انتصر الشاب وأسرته وتقدّموا كالفاتحين ليحتلوا موقعهم في الصف الأول بعدما سحب العامل منشفة مدام فلانة التي لا وجود لها أصلا.

سداح مداح

مضت نيفين مسعد ترصد نمط الحياة في “الساحل الشمالي: اعتدنا من سنين في الساحل على تلك الظاهرة السخيفة المسماة بيتش باجي وهي عبارة عن جرارات صغيرة – وهذا هو أنسب وصف لها من وجهة نظري- يقودها أولاد وبنات في العاشرة من عمرهم أو أكبر من ذلك بقليل ويجوبون بها شوارع القرى السياحية في المساء بسرعة وفي الاتجاه المعاكس، وفي معظم الأحيان على غير هدى. فشلَت كل الجهود في وقف هذه الظاهرة لأسباب مختلفة، منها أن أصحاب البيتش باجي عادة ما يكونون من أبناء الواصلين الذين لا يستطيع أحد أن يرَد لهم كلمة، والأهم أن التوك توك المنتشر في كل أنحاء الجمهورية لا يختلف في تركيبته كثيرا عن تركيبة البيتش باجي، فمن غير المنطقي السماح بالأول ومنع الثاني إذا ما وضعنا على جنب دور التوك توك في تسهيل الانتقال للأسر محدودة الدخل، وثالثا لأن المصيف مثل الانفتاح الاقتصادي في السبعينيات سداح مداح، وكل مَن يريد أن يفعل فيه شيئا يفعله. هكذا تأقلمنا مع هذا الوضع على مضض وقبلناه مرغمين، ونحن الذين تربينا على أن الدراجات هي وسيلة الترفيه الوحيدة في المصيف، إلى أن طرأ على هذا الموسم تطور سخيف آخر. انخفض بوضوح سن الصبية الذين يقودون البيتش الباجي، حتى لم تعد تميّز رؤوسهم إلا بالكاد، أطفال في الثامنة وربما حتى في السابعة يجرون في كل اتجاه ويمسكون بالمقود، وإن كانوا لا يتحكمون فيه كما يجب. عندما اصطدم أحدهم بسيارة هيونداي يقودها رجل أربعيني توقّفت حركة الشارع، ووجد الجالسون على المقاهي المنتشرة في كل مكان انتشار نبات الفطر ما يسليهم… مممم هل هو فعلا موقف مسلّ؟ الإجابة لا ومع ذلك فإن الموقف لم يكن يخلو من طرافة. سائق السيارة ضخم الجثة يتشاجر مع طفل لا يرتفع كثيرا عن مستوى الأرض يوبخه ويعنفه تارة ويسّب أسرته التي تركت هذا المفعوص يقود البيتش باجي تارة أخرى. تلفّت الرجل حوله فلم يجد رجل أمن واحدا ممن كانت تغص بهم شوارع القرية في المواسم السابقة، فالاستنفار الأمني الأهم على طريق الساحل، حيث الكل مش عارف حاجة كما نقرأ أحيانا على الميكروباصات.

صادروا أموالهم

ذهب حسين حلمي في “الوفد” لأبعد مما طالب به كثير من الكتاب بشأن ما يجري في مصايف الأثرياء في “الساحل الشمالي” إذ يرى أن القضية تتجاوز التحلل الاجتماعي والفجور الأخلاقي، بل ترقى للفساد المالي مطالبا بالتفتيش عن ثروات الأثرياء وتفعيل قانون “من أين لك هذا؟” يقول الكاتب: في الساحل الشمالي يتساءل الجميع من أين يأتي هؤلاء بكل هذا البذخ؟ يدفعون في حفلات غناء ورقص مبالغ كبيرة جدا، تصل ثمن تذكرة الحضور ضعف مرتب شخص عادي في عام تقريبا، والأمر لم يقف عند هذا الحد، فهناك إقامة في إحدى الأجنحة الفندقية تصل قيمة الليلة الواحدة خمسين ألف جنيه شاملة الإفطار فقط… «آه والله» وأشياء أخرى على هذا المنوال كثيرة… نسمع عنها ولا نصدقها، باعتبار أن البعض من هؤلاء الذين يصرفون تلك المبالغ لا يمكن أن يكونوا قد تعبوا فيها.. شدد الكاتب على أنه يجب أن تبحث الدولة عن مصدر هذه الأموال التي تظهر بهذا الشكل، وتتكاثر في أيدي قلة قليلة بينما الأغلبية تواجه الفقر والجوع.. وانتهى الكاتب إلى أن خيالنا لم يصل إلى إمكانية أن يكسب الشخص أو عدد قليل من الأشخاص هذه الأموال..

طيبون وأشرار

“أسرع ما يفعله بعض الأفراد في مواجهاتهم اليومية مع غيرهم هو إخراج المخالب، ونشبها في رقاب بعضهم بعضا”، تابع الدكتور محمود خليل في “الوطن”: أمام أصحاب المخالب يقبع آخرون طيبون يمثلون غالبية البشر الطبيعيين الذين يسعون في الشارع المصري، لكن المشكلة أن أدوات تصوير الواقع تجد مادة شيقة وأكثر إغراء لدى «أصحاب المخالب»، يظهر لك ذلك بوضوح في تريندات السوشيال ميديا، والأخبار المتداولة على المواقع، وكذلك داخل بعض الأعمال الدرامية. العنف حالة من حالات الواقع وليس الواقع كله، لكنه يمثل المادة الأساسية التي تعتمد عليها أدوات تصوير الواقع، وهو أيضا الحامل الموضوعي للمحتوى الذي يجد أكبر قدر من التفاعل من جانب جمهور هذه الأدوات. العنف في النهاية سلوك تغذيه معتقدات واتجاهات. كل شيء في هذه الحياة أساسه أفكار تسكن العقل، ونوازع عاطفية تسكن الوجدان. أواخر الثلاثينات وخلال حقبة الأربعينيات طفت على سطح الواقع في مصر العديد من الأفكار التي مثلت في نظر بعض المحافظين خطرا على المجتمع المصري، مثل الأفكار الوجودية والعدمية وأفكار اللادينيين، والأخطر الأفكار الفاشية التي ارتبطت بصعود هتلر في ألمانيا وموسوليني في إيطاليا. كل عصر وكذلك كل جيل غالبا ما يواجه تحولات سلوكية تغذيها أفكار يصفها محافظوه بالخطرة، لكن أساليب التفاعل معها هي التي تختلف من فترة إلى فترة، ومن جيل إلى جيل. على سبيل المثال عالج نجيب محفوظ السلوكيات والأفكار التي تفاعلت على مسرح الحياة في مصر الثلاثينيات عبر روايته “القاهرة الجديدة” (القاهرة 30) مستخدما رؤية بانورامية صورت الواقع بكل تفاصيله، وبعيدا عن أي نوع من الانتقائية التي تقعر تفصيلة ما فتضخمها، أو تحدب أخرى فتحجمها. قدّم الروائي الكبير شخصية محجوب عبدالدايم «العدمية» التي تتبنى فلسفة «طز» ولديها استعداد لوطء جميع القيم في سبيل تحقيق مصالحها، وشخصية الصحافي أحمد بدير التي تتبنى فلسفة براغماتية واضحة في التعامل مع الواقع، وشخصية علي طه الرومانسية الحالمة التي ترى الواقع من خلال الأفكار النبيلة لـ«سان سيمون»، وتدافع عن حق الفقراء في الحياة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here