حوار سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. صرح السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، بأن إتفاق إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال، يهدد منطقة القرن الأفريقي بأكملها.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لوكالة “أنباء العالم العربي”، حيث اتهم إثيوبيا بأنها تسعى من خلال تحركاتها الأحادية وعقد اتفاق مع إقليم أرض الصومال، إلى الهيمنة على منطقة القرن الأفريقي وفرض إرادتها على دول المنطقة.
وحذر العرابي من أن “مثل هذه التحركات التي تجريها إثيوبيا، تسبب حالة من عدم الاستقرار في المنطقة وتضر بمصالح دول أخرى من بينها مصر ودول عربية”.
وللمزيد من التفاصيل يتحدث إلى أفريقيا برس الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أكرم عبد الرحيم في الحوار الصحفي التالي:
صرحت مصر بأن اتفاق إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال، يهدد منطقة القرن الأفريقي بأكملها فكيف تعلق على ذلك؟
لا شك أن الإتفاق الأثيوبي مع أرض الصومال الإقتصادي يهدد منطقة القرن الأفريقي والملاحة بهذه المنطقة، لأن من المعروف أن أرض الصومال الإقتصادية إنفصلت عن المحمية البريطانية عام 1991، فكانت محمية بريطانية وعادت إلى أرض الصومال، ونتيجة الإضطرابات التي حدثت أدى ذلك إلى قيام مجموعة من المسلحين يالإستيلاء على هذه المنطقة، و إتخاذ دولة الصومال الجديد منطقة لهم، وإنفصلت عن الصومال عام ١٩٩١، فطبعا إستغلت أثيوبيا هذا الموقف في أن يكون لها منفذ على البحر الأحمر، الإتفاق الذي تم عقده بين الرئيس الأثيوبي أبي أحمد و الرئيس الصومالي من بين شروطه السماح لأثيوبيا بإستأجار مساحة 20 كيلومتر بحيث يكون لها منفذ تجاري بدلا من ميناء كيبوت الذي تصدر من خلاله، لأن إثيوبيا كما هو معروف دولة مغلقة ليس لها أي منافذ على البحر الأحمر، وبالتالي كانت تصدر منتاجاتها وتستورد عن طريق ميناء كيبوتي، بسبب المناوشات التي حدثت بينها وبين إريتريا سابقا، فهي رأت أنها عندما تستأجر جزء مساحته حوالي 20 كيلومتر من أرض الصومال الإقتصادي وتتخذ من ميناء بربرة منفذا تجاريا، مما يسمح بوجود قوات بحرية في هذه المنطقة مما يهدد القرن الأفريقي والمصالح الأفريقية والمصرية والصومال أيضا الذي يرغب بإعادة هذا الجزء المنفصل عنه مرة ثانية.
اتهمت مصر إثيوبيا بأنها تسعى من خلال تحركاتها الأحادية وعقد اتفاق مع إقليم أرض الصومال، إلى الهيمنة على منطقة القرن الأفريقي وفرض إرادتها على دول المنطقة، فهل تتفق مع ذلك؟
طبعا مصر إتهمت أثيوبيا بإتخاذ خطوات أحادية وعقد إتفاق مع أرض الصومال والهيمنة على منطقة القرن الأفريقي من خلال زعزعة الإستقرار في هذه المنطقة المشتعلة أساسا بمزيد من التوترات، وبالتالي بأن يكون لها موضع قدم بهذه المنطقة، ويكون لها جزء من ميناء بربرة الإقتصادي، وهذا لا يتفق مع القرارت الأفريقية بأن تكون الصومال دولة موحدة.
هل بالفعل تطمح إثيوبيا للوصول إلى البحر الأحمر وبعض المناطق في القرن الأفريقي، بهدف الهيمنة وهو ما دفعها سابقا إلى شن هجمات عسكرية ضد إقليم أوجادين الصومالي؟
إثيوبيا شنت هجمات عسكرية وترغب في زعزعة أمن و إستقرار دولة الصومال، وليس لها علاقات مع الصومال إلا من خلال الإقليم الإقتصادي الذي ترغب في أن يكون له علاقة وطيدة مقابل أن يعترف الصومال الإقتصادي بها وأن تقوم باستخدام جزء من ميناء بربرة الإقتصادي، وتضع فيه قوات بحرية، وهي تدعي أن هذا الجزء سيكون من أجل وارداتها على غير الحقيقة، في مقابل إعترافها بالصومال الإقتصادي، لأن أرض الصومال لا يعترف به سوى دولة واحدة هي تايوان، وهذه فرصة لأرض الصومال بأن تحصل على اعتراف من إثيوبيا ومزيد من الإعتراف الدولي.
هل تعتقد أن هناك تحركات سياسية عربية ستجرى ضد إثيوبيا خلال الفترة المقبلة؟
أعتقد أن هناك المزيد من التحركات المصرية سواء على مستوى الجامعة العربية أو على المستوى الافريقي، وكما أشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن الهيمنة على الميناء الصومالي يشكل خطرا على الصومال ويعتبر خط أحمر، وضرورة عودة الصومال الإقتصادي إلى الصومال و أن تكون دولة واحدة لها سيادتها، وعدم التعدي على أي قطعة من الصومال لأن هذا الأمر يهدد الأمن و السلم الأفريقي والعربي ويهدد مصر ودول القرن الافريقي..
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس