محاكمة عصابة للاتجار في المخدرات بزعامة عسكريين سابقين

محاكمة عصابة للاتجار في المخدرات بزعامة عسكريين سابقين
محاكمة عصابة للاتجار في المخدرات بزعامة عسكريين سابقين

أفريقيا برس – مصر. حصلت مصادر اعلامية على نص التحقيقات في واحدة من كبرى قضايا المخدرات في مصر بالأشهر الأخيرة شهدتها منطقة التجمع الأول بالقاهرة الجديدة، شرق العاصمة القاهرة، بعدما تمكنت أجهزة وزارة الداخلية، ممثلة في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، من الإيقاع بتشكيل عصابي يقوده عسكريان سابقان بالقوات المسلحة، بمشاركة أصحاب شركات وتوريدات وموظفين سابقين. وشكل الضباط شبكة منظمة للاتجار بالمواد المخدرة، وفي مقدمتها “جوهر الترامادول” و”الإندازول كاربوكسامين”.

حملت القضية رقم 10616 لسنة 2025 قسم شرطة التجمع الأول، والمقيدة برقم 1518 لسنة 2025 كلي القاهرة الجديدة، وخضعت لتحقيقات مكثفة تحت إشراف المستشار أحمد السعيد، المحامي العام الأول لنيابة القاهرة الجديدة الكلية، وأسفرت عن ضبط ثمانية متهمين كونوا عصابة هيكلية لها أدوار محددة، وتحرك منظم، وآليات سرية في التخزين والترويج والبيع وجمع وتسليم الأموال، وقد أحيلوا جميعا إلى المحاكمة الجنائية.

وأظهرت التحقيقات أن المتهمين الرئيسيين في الواقعة هما المتهم الرابع (مساعد بالقوات المسلحة بالمعاش) – قائد التشكيل والمسؤول الأول عن إدارة عمليات الاتجار، والمتهم الخامس (رقيب بالقوات المسلحة بالمعاش) – مسؤول التخزين والنقل والترويج المباشر للمواد المخدرة. وبحسب ما كشفته التحريات، فقد استغل المتهمان صفتهما العسكرية السابقة، واستخدما كارنيهات القوات المسلحة الخاصة بهما في التنقل بين المحافظات وتخطي الأكمنة واللجان المرورية، لتسهيل نقل المواد المخدرة وتوزيعها دون إثارة الشبهات، في جزء وصفته جهات التحقيق بأنه “يوحي بقدر عالٍ من التنظيم والدقة والقدرة على التخفي”.

وضم التشكيل العصابي شخصيات تمارس أنشطة تجارية رسمية، استخدمت غطاءً لتحركاتهم، ومن بينهم مالك شركة “وينر للأسمدة والمبيدات الزراعية”، وصاحب مكتب توريدات، وآخرون تولوا إدارة المحفظة المالية وإيصال الأموال للعملاء أو استلامها منهم. وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين “ألفوا عصابة في ما بينهم، وأداروها وانضموا إليها، وكان من أغراضها الاتجار بجوهر الترامادول المخدر”، كما حازوا مواد مخدرة متنوعة، بينها الإندازول كاربوكساميد الذي يعد من أخطر العقاقير المحظورة.

وكشفت التحقيقات والتحريات النهائية عن أن لكل فرد في هذا التشكيل دورا منظما لا يمكن فصله عن الآخر: المتهم الرابع (القائد): تولى التخطيط، والإمداد، والتعاقد مع العملاء، وإدارة شبكة التوزيع. والمتهم الخامس (الرقيب سابقًا) تولى التخزين داخل أماكن آمنة، والنقل، وتسليم المواد المخدرة. وباقي المتهمين تولوا جمع وتسليم الأموال، والتواصل مع العملاء، وتأمين عمليات النقل، وتجهيز المركبات المستخدمة. وتؤكد التحريات أن هذا التنظيم اعتمد على توزيع أفراد العصابة بين التجمع الأول، مدينة نصر، مناطق بالقاهرة الكبرى، بهدف توسيع دائرة الترويج وتقليل احتمالات الرصد الأمني.

وبدأت عملية كشف العصابة بورود معلومات من مصادر سرية إلى ضباط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، تفيد بأن المتهم الرابع يقود تشكيلًا عصابيًا للاتجار بالترامادول، بمشاركة باقي المتهمين. ونفذ العملية فريق موسع من قيادات وضباط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، وأسفرت عمليات الضبط والتفتيش عن العثور على كميات كبيرة من جوهر الترامادول المخدر ومواد مخدرة من نوع “الإندازول كاربوكساميد” ومبالغ مالية ضخمة (بالجنيه المصري والعملات الأجنبية) ومشغولات ذهبية بكميات لافتة وعدد من السيارات الحديثة المستخدمة في النقل والتخزين وهواتف محمولة متعددة الخطوط لإدارة عمليات البيع والاتفاقات.

وبحسب أقوال المتهمين، فإن المضبوطات المالية والذهب “هي حصيلة نشاطهم في الاتجار بالمواد المخدرة خلال الفترات السابقة”، بينما استُخدمت السيارات “لضمان سهولة النقل والإفلات من الرقابة”. وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط، أقروا ـ وفق التحقيقات ـ بتكوين تشكيل عصابي منظم يهدف إلى الاتجار بالمخدرات، وعلى رأسها الترامادول، وبأن الأموال المضبوطة هي حصيلة عمليات بيع، والمشغولات الذهبية تم شراؤها لغسل وتدوير بعض العائدات والسيارات وُجهت لنقل المخدرات بسرية والهواتف المحمولة جرى تخصيصها لإتمام عمليات التوزيع والتواصل مع العملاء.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here