محظورات إعلام السيسي في تغطية زيارة بايدن إلى السعودية

13
محظورات إعلام السيسي في تغطية زيارة بايدن إلى السعودية
محظورات إعلام السيسي في تغطية زيارة بايدن إلى السعودية

أفريقيا برس – مصر. أصدر مسؤولون في جهاز المخابرات العامة في مصر تعليمات إلى رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإخبارية التابعة له، حول سياسة النشر تجاه المملكة العربية السعودية، وتحديداً ما يتعلق بتغطية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إليها ومقتل الصيدلي المصري أحمد عبد الهادي فيها، وفق ما كشفت مصادر من داخل شركة المتحدة للخدمات الإعلامية لـ”العربي الجديد”.

وأكدت مصادر من داخل “المتحدة للخدمات الإعلامية”، التابعة لجهاز المخابرات العامة والمالكة لمعظم وسائل الإعلام في مصر، أن التعليمات جاءت بعدم نشر أي تقارير عن واقعة مقتل الصيدلي في المملكة العربية السعودية.

نشرت نقابة الصيادلة في محافظة المنوفية، الأربعاء، بياناً نعت فيه الصيدلي أحمد عبد الهادي (34 عاماً) وقالت إنه قتل على يد امرأة أثناء عمله في صيدلية في المملكة. وأكد مجلس النقابة أنه “يتابع عن كثب تداعيات الموقف، وجار التواصل مع أسرة الفقيد لتقديم كل أوجه الدعم، وجار التواصل مع الجهات المعنية والمسؤولين في الدولة لضمان كافة حقوق الفقيد وتحقيق العدالة”.

وقالت وزارة القوى العاملة إن الوزير محمد سعفان “يتابع مع مكتب التمثيل العمالي في القنصلية العامة المصرية في العاصمة الرياض واقعة وفاة الصيدلي الذي أطلقت النار عليه سيدة سعودية وهو داخل الصيدلية التي يعمل فيها، وفي وقت دوامه الرسمي، مما أدى إلى إصابته برصاصتين في منطقة الظهر، وتم نقله إلى المستشفى لمحاولة إنقاذ حياته، إلا أنه فارق الحياة فور وصوله”. وأضاف المتحدث باسم الوزارة أن “الشرطة ألقت القبض على ة، وتم تفريغ الكاميرات وبدء التحقيقات لمحاولة الوصول إلى أسباب الحادث. كما قامت القنصلية المصرية في الرياض بمتابعة الأحداث وسير التحقيقات للحفاظ على حقوق الصيدلي المتوفى”.

وأشارت مصادر “العربي الجديد” إلى أن التعليمات بعدم نشر أي أخبار عن مقتل الصيدلي المصري هدفها عدم إثارة الرأي العام في البلاد وتأجيج الغضب تجاه السعودية، في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة في القمة الأميركية الخليجية المرتقبة في مدينة جدة السبت.

أضافت المصادر أن التعليمات التي صدرت من المسؤولين في جهاز المخابرات إلى رؤساء تحرير الصحف شملت أيضاً منع نشر أي تقارير لها علاقة بالعلاقات السعودية ال”إسرائيل”ية، على خلفية زيارة الرئيس الأميركي إلى المملكة، ما عدا الجانب الخبري فقط والصادر من الجهات الرسمية السعودية.

وبينما مُنعت المواقع المملوكة لـ”المتحدة للخدمات الإعلامية” من تغطية واقعة مقتل الصيدلي، مثل “اليوم السابع” و”الوطن” وغيرهما، لم تلتزم بعض المواقع الأخرى مثل “صدى البلد” و”المصري اليوم”.

وكان لافتاً بشدة أن موقع القاهرة 24 الذي يتبع مباشرة العقيد أحمد شعبان، المسؤول الأول في جهاز المخابرات عن وسائل الإعلام في مصر، غطى واقعة مقتل الصيدلي عبر نحو 12 تقريراً صحافياً، شملت حوارات مع أهله.

وفي حين منعت وسائل الإعلام نفسها من تناول العلاقات السعودية ال”إسرائيل”ية، سمح لموقع القاهرة 24 بتغطية أخبار زيارة بايدن إلى السعودية والاتصالات مع “إسرائيل” حتى من خلال المصادر ال”إسرائيل”ية. ونقل الموقع الإثنين الماضي مزاعم “وصول طائرة “إسرائيل”ية خاصة كان يتم استخدامها في وقت سابق من قبل جهاز الاستخبارات ال”إسرائيل”ي الموساد، إلى العاصمة السعودية الرياض”، بعدما نشرها المحلل السياسي في راديو وتلفزيون كان ال”إسرائيل”ي، شمعون آران. وقال آران في تغريدة إن “وصول الطائرة ال”إسرائيل”ية الخاصة يبدو تمهيداً لزيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة وزيارته المرتقبة إلى المملكة العربية السعودية”.

كان لافتاً أيضاً في تقرير الموقع الذي يشرف عليه شعبان شخصياً هو التركيز على تصريحات بايدن عن السعودية، في مقالة له نشرتها صحيفة واشنطن بوست، والتي قال فيها إن “إدارته غيَّرت سياسة الشيك على بياض مع السعودية، كما أصدرت تقريراً استخباراتياً حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وفرضت عقوبات جديدة، من بينها قوة التدخل السريع السعودية، و76 حظر تأشيرة، امتثالا لقانون جديد يحظر دخول أي شخص يتبين أنه متورط في مضايقة المنشقين في الخارج، إلى الولايات المتحدة”. ركز الموقع أيضاً على تشديد بايدن في مقالته على أن واشنطن “لن تتسامح مع التهديدات الخارجية والمضايقات ضد المعارضين والناشطين من قبل أي حكومة، وأن هدفه تمثل في إعادة توجيه العلاقات، وليس قطعها، مع دولة كانت شريكاً استراتيجياً لمدة 80 عاماً”. نوه بايدن أيضاً إلى أن “الرياض تعمل في الوقت الحالي مع خبراء أميركيين، للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين”.

موقع القاهرة 24 ركز أيضاً على تقرير لموقع أكسيوس الأميركي، كشف عن “اجتماع عقد بين دبلوماسيين وضباط إنفاذ قانون وخبراء استخبارات من “إسرائيل” والسعودية وأربع دول خليجية أخرى وعشرين دولة قبيل نهاية يونيو/حزيران الماضي، لمدة يومين، بتنظيم من وزارة الخارجية الأميركية، لمكافحة أنشطة حزب الله اللبناني غير المشروعة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here