مصر وإسرائيل: لقاءات واتصالات لـ”مراجعة أطر العلاقات”

13
مصر وإسرائيل: لقاءات واتصالات لـ
مصر وإسرائيل: لقاءات واتصالات لـ"مراجعة أطر العلاقات"

أفريقيا برس – مصر. عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الإثنين، مباحثات في مدينة شرم الشيخ، مع رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، واللذين وصلا إلى مصر في زيارة غير معلنة لهما مسبقاً.

زيارة بينت إلى مصر هي الثانية له في ظرف ستة أشهر حيث كان التقى السيسي في شرم الشيخ في سبتمبر/أيلول الماضي، وهي تتزامن مع تحديات في المنطقة تفرضها تطورات الوضعين الإقليمي والدولي، لا سيما الملف النووي الإيراني والحرب الروسية على أوكرانيا.

وعقد السيسي مباحثات مع بينت بحضور ولي عهد أبوظبي، الذي كان استقبله السيسي في مطار شرم الشيخ، فيما استقبل وزير الخارجية سامح شكري بينت. وقالت مصادر خاصة، لـ”العربي الجديد”، إن محادثات السيسي وبينت ، انصبت على ملف الدعم ال”إسرائيل”ي للعلاقات السعودية – الأميركية، وطلب مصر دعماً “إسرائيل”ياً من صندوق النقد الدولي.

وتحدث موقع المتحدث باسم الرئاسة المصرية (السفير بسام راضي) على صفحة “فيسبوك”، عن زيارة ولي عهد أبوظبي، ولقائه السيسي، ناقلاً عن الرئيس المصري تأكيده حرص مصر على الاستمرار في تعزيز التعاون الثنائي مع الإمارات في مختلف المجالات، فيما أشاد بن زايد بدور مصر المحوري والراسخ كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة. وبحسب المتحدث، فقد شهد اللقاء التباحث حول عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية.

محادثات السيسي وبينت انصبت على ملف الدعم ال”إسرائيل”ي للعلاقات السعودية الأميركية، وطلب مصر دعماً “إسرائيل”ياً من صندوق النقد

في غضون ذلك، كشفت مصادر مصرية خاصة لـ”العربي الجديد” عن تفاصيل اتصالات بين مصر وحكومة الاحتلال ال”إسرائيل”ي، بشأن تطوير العلاقات البينية خلال الفترة المقبلة. وأكدت المصادر أن الاتصالات التي جرت أخيراً بين الطرفين، على مستوى جهاز المخابرات العامة المصري والمسؤولين في مجلس الأمن القومي التابع للحكومة ال”إسرائيل”ية، كانت عبر زيارات لوفود متبادلة من الجانبين، آخرها زيارة وفد “إسرائيل”ي مطلع شهر مارس/آذار الحالي إلى القاهرة، ضمّ مسؤولين رفيعي المستوى من جهازي الموساد والشاباك. وأوضحت المصادر أن الاتصالات بين الجانبين المصري وال”إسرائيل”ي تطرقت إلى ملفات متعددة، من بينها ما تم الإعلان عنه أخيراً بتسيير رحلات جوية مباشرة بين تل أبيب وشرم الشيخ.

وكان رئيس حكومة الاحتلال قد أعلن عن افتتاح خط طيران جديد بين مطار بن غوريون الدولي وشرم الشيخ ابتداء من شهر إبريل/نيسان المقبل، مشيراً إلى أن هذه الخطوة من شأنها تعميق آفاق التعاون بين مصر و”إسرائيل”، كاشفاً أنه تمّ الاتفاق على إعفاء السيّاح ال”إسرائيل”يين المتوجهين إلى شبه جزيرة سيناء من الحصول على تأشيرة دخول. وأعلنت شركة “”إسرائيل” للطيران” أنها ستسيّر ثلاث رحلات جوية يومياً إلى شرم الشيخ بمجرد استلام التصاريح اللازمة.

وتحدثت المصادر عن زيارة مرتقبة لرئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية اللواء عباس كامل إلى تل أبيب. وأوضح مصدر خاص، مطلع على الوساطة المصرية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال، أن اتصالات مصرية جرت أخيراً مع قيادة حركة “حماس” بشأن مفاوضات صفقة الأسرى، على أمل تحريكها. ولفت المصدر إلى أن هذه المحاولة باءت بالفشل، في ظلّ تمسك “حماس” بكافة مواقفها السابقة، وتأكيد المسؤولين في الحركة أنه لم يصدر أي جديد من سلطات الاحتلال يشير إلى تطور تمكن معه إعادة فتح الملف.

اتصالات مصرية جرت مع قيادة “حماس” بشأن مفاوضات صفقة الأسرى، باءت بالفشل

في غضون ذلك، كشفت المصادر التي تحدثت مع “العربي الجديد” أنّ الاتصالات المصرية مع حكومة الاحتلال أخيراً، والتي جرت بعيداً عن متناول وسائل الإعلام في مصر و”إسرائيل”، تضمنت مشاورات بشأن التداعيات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية.

كما تضمنت المشاورات، بحسب المصادر، تنسيقاً بشأن وساطة مصرية “إسرائيل”ية بين السعودية وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لتخفيف حدة الاحتقان بين الطرفين بعد تصاعد التوتر، موضحة أن انخراط القاهرة في الوساطة ربما جاء بتوجيه مباشر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أعقاب الزيارة التي قام بها السيسي أخيراً إلى الرياض (8 مارس الحالي).

وأضافت المصادر أن هناك مصلحة لدى ال”إسرائيل”يين في القيام بتلك الوساطة في ظل رغبتهم بتوسيع أطر التفاهم مع القيادة السعودية، على أمل اتخاذ خطوات معلنة بشأن تطبيع العلاقات، أو على أقل تقدير التمهيد لذلك خلال الفترة المقبلة.

وكان بينت قد التقى السيسي في زيارة هي الأولى من نوعها في سبتمبر/أيلول الماضي في مدينة شرم الشيخ، أعلن بعدها أنها تطرقت إلى الحديث بشأن كافة ملفات المنطقة محل الاهتمام المشترك. يذكر أن أول رحلة تجارية تابعة لشركة “مصر للطيران” كانت قد هبطت في مطار بن غوريون في تل أبيب، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك بعد شهر واحد من لقاء السيسي – بينت.

وكشفت المصادر أن الاتصالات الأخيرة بين الجانبين، والتي وصفتها بأنها بمثابة “مراجعة لأطر العلاقات” بينهما، تطرقت إلى طلب مصري من الجانب ال”إسرائيل”ي بمعاودة لعب دور لدى الإدارة الأميركية بشأن مواقفها من القاهرة في أعقاب استقطاع جزء من المساعدات العسكرية، بالإضافة إلى تقديم الدعم للقاهرة بشأن مشاورات عدة جارية خاصة بالتسليح، علاوة على دعم “إسرائيل”ي لدى المؤسسات الدولية المانحة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here