3 ملفات شائكة بزيارة خليفة حفتر ونجليه القاهرة

3 ملفات شائكة بزيارة خليفة حفتر ونجليه القاهرة
3 ملفات شائكة بزيارة خليفة حفتر ونجليه القاهرة

أفريقيا برس – مصر. علمت “العربي الجديد” أن الزيارة التي قام بها اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ونجلاه، خالد وصدام، إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول من أمس الاثنين، جاءت في إطار مباحثات حساسة حول ثلاثة ملفات، وصفها مصدر مصري مطلع بأنها “الأكثر انفجاراً في المرحلة الراهنة”، مشيراً إلى أن اللقاء لم يكن بروتوكولياً بقدر ما كان اجتماعاً “لإدارة أزمات متراكمة”. وبحسب ما قال المصدر لـ”العربي الجديد”، فإن الملف الأول الذي طُرح على طاولة البحث هو مسار الحوار المهيكل، الذي تنوي البعثة الأممية إطلاقه خلال الأسبوع المقبل، والذي ترى القاهرة إمكانية أن يتحوّل إلى بؤرة توتر جديدة بسبب الخلافات المتوقعة حول قوائم المشاركين. وأضاف أن القاهرة تخشى أن يؤدي الفشل إلى “فلتان قبلي – سياسي” قد يفجّر الوضع في برقة وطرابلس معاً، وهو ما دفعها لبحث الأمر مباشرة مع خليفة حفتر في محاولة لـ”خفض مستوى الاحتقان” قبل انعقاد الجولة الأولى للحوار.

الصراع على غاز شرق المتوسط

أما الملف الثاني فيتعلق بـ”الصراع المتصاعد على غاز شرق المتوسط”، وهو ملف قال المصدر إن القاهرة تعتبره جزءاً من أمنها القومي المباشر، في ظل التوتر بين اليونان وتركيا حول الحدود البحرية، وارتباط تلك التوترات مباشرة بالاتفاقيات التي وقّعتها حكومة طرابلس مع أنقرة منذ عام 2019. وبحسب المصدر، فإن القاهرة طالبت خليفة حفتر بأن يقدّم موقفاً أكثر وضوحاً تجاه هذه القضية، باعتبار أن أي تحرك تركي في المتوسط يُترجم تلقائياً إلى نفوذ سياسي وعسكري إضافي في الغرب الليبي، بينما ترى مصر أن على الشرق الليبي أن يعزز موقف أثينا ويدعم إعادة ترسيم الحدود البحرية بما يصون التوازن القائم. وأضاف: “الملف بات محورياً لأن ليبيا أصبحت ورقة تفاوض بين محورين إقليميين كبيرين، وكل طرف يريد ضمان أن البحر لن يتحوّل إلى مصدر تهديد له”.

أما الملف الثالث الذي ناقشه الطرفان فهو تهريب السلاح من ليبيا إلى السودان، وهو ما وصفه المصدر بأنه “من أخطر الملفات وأكثرها إلحاحاً”، في ظل اشتداد الحرب السودانية وتمدّدها نحو الحدود الليبية – التشادية. وأشار المصدر إلى أن القاهرة أبلغت خليفة حفتر بوضوح أن استمرار تدفق السلاح يهدد الأمن القومي المصري والليبي معاً، ويعزّز نفوذ جماعات قد تستغل الفوضى في الجنوب. وأوضح المصدر أن جزءاً من هذه التجارة يجري خارج سيطرة القيادة العامة، عبر شبكات تهريب مرتبطة بمجموعات قبلية ومسلحة في الجنوب، فيما ترى مصر ضرورة فرض سيطرة أمنية أكبر على خطوط الإمداد. وهو “ما يتطلب إعادة هيكلة في طريقة إدارة الجنوب وتوزيع الولاءات هناك”، وفق المصدر.

وقد يكون اصطحاب خالد وصدام معاً إلى القاهرة ترجمة لـ”معادلة القوة الجديدة” داخل معسكر الشرق. خالد حفتر، بصفته رئيس الأركان العامة، يمسك بالبنية العسكرية التقليدية وبشبكة الضباط التي تدعم استمرار القيادة العامة بهذا الشكل. أما صدام حفتر، الذي يشغل رسمياً منصب نائب القائد العام، فهو “المحرّك المركزي” في الملفات الاقتصادية والعسكرية الحساسة، وهو من يدير التحالفات الخارجية لوالده.

حول ذلك، اعتبر السفير حسام عيسى، مساعد وزير الخارجية ومدير إدارة السودان وجنوب السودان، لـ”العربي الجديد” أن التعامل مع حفتر “هو أمر طبيعي وضروري”، موضحاً أن القاهرة تنطلق من قناعة بأن الجيوش النظامية هي صمام الأمان في الدول، وأن خليفة حفتر “يمثل المؤسسة العسكرية الليبية ويسيطر على مناطق الحدود المحاذية لمصر”. وأضاف عيسى أن الزيارة جاءت في سياق اضطرابات أمنية في الغرب الليبي “شهدت صدامات بين المليشيات، بما فيها مجموعات تابعة لحكومة (عبد الحميد) الدبيبة نفسها، ما يجعل استقرار ليبيا برمتها مهدداً”. وأكد أن وجود قوات الدعم السريع السودانية في المثلث الحدودي (مصر ـ ليبيا ـ الصودان) “يجعل التنسيق المصري – الليبي ضرورة أمنية لحماية الحدود”.

توقيت استقبال خليفة حفتر

أما مدير مركز دراسات دول الجوار الليبي، سعد سلامة، فاعتبر أن توقيت استقبال السيسي لحفتر “يحمل دلالات إقليمية واضحة تتجاوز الداخل الليبي”. وقال في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، إن “الزيارة تكريس لدور القاهرة ضامناً لخطّ شرق البلاد، ومحاولة لرفع ثقل محور الشرق في ميزان التفاوض الإقليمي في لحظة تتشكل فيها خرائط نفوذ جديدة”. ورأى سلامة أن الزيارة تمثل “إعادة ترتيب أوراق قبل الدخول إلى مرحلة تفاوضية جديدة”، وأن القاهرة “تسعى لضمان عدم تمرير أي صفقة إقليمية تُهمّش مصالحها”، بينما يسعى معسكر الشرق إلى “تعزيز شرعيته الإقليمية ليكون لاعباً رئيسياً في أي مفاوضات قادمة”.

في السياق نفسه، قالت الخبيرة في الشؤون الأفريقية، نجلاء مرعي لـ”العربي الجديد”، إن الطرفين تناولا “بشكل واضح” تأثيرات الأزمة السودانية، مشيرة إلى أن استقرار السودان “جزء لا يتجزأ من الأمن القومي لكل من مصر وليبيا”، خصوصاً مع نشاط الجماعات المسلحة عبر الحدود. واعتبرت أن اللقاء ينسجم مع سياسة مصر في إسناد الجيش الليبي ودعم إطلاق عملية سياسية تقود إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، مؤكدة أن القاهرة “ترفض أي حلول خارجية، وتصر على أن تكون التسوية ليبية – ليبية”.

المصدر: العربي الجديد

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here