بعد حرب غزة ، مصر تعزز حضورها في المنطقة

29

حوار : سحر جمال

أفريقيا برسمصر. خلال الفترة الأخيرة سعت مصر للعب دور محوري وهام في القضية الفلسطينية كما اتجهت لتطوير علاقاتها الخارجية مع الكثير من الدول المؤثرة في قضايا الشرق الأوسط ، وحول هذه التطورات كان لموقع “أفريقيا برس” حوار مع المحلل السياسي والكاتب الصحفي عبد الناصر منصو.

بداية ، كيف لعبت الوساطة المصرية دوراً محورياً في التوصل لوقف إطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية ؟


مصر لعبت دور وساطة بالفعل من خلال التوصل الى وقف اطلاق النار بين “اسرائيل” والفصائل الفلسطينية التي تختلف مع بعضها في أمور سياسية لكن مصر بيدها اللعبة تماما خاصة أن المسئولين في المخابرات العامة المصرية لديهم كل الوسائل المقنعة والملفات التي تسيطر على المشاكل القائمة بالفعل بين الفصائل الفلسطينية وبالتالي نجحت المخابرات العامة بتفويض تام ودعم كامل من الرئيس عبد الفتاح السيسي لانجاح الوساطة بين الفلسطينين من جانب والكيان الصهيوني الاسرائيلي من جانب آخر.

أثبتت مصر أن قنوات التأثير في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بيدها فلديها مفتاح معبر رفح؛ واتصالات جيدة مع الفلسطينيين والاسرائيليين وفي المقابل غياب وسطاء مؤثرين مثل مصر كيف ترى المشهد؟
مصر بالفعل لديها قنوات تأثير في الصراع العربي الإسرائيلي ومعبر رفح هو المعبر المهم جدا بالنسبة للفلسطينيين خاصة في قطاع غزة واذا كان هناك بعض الدول حاولت أن يكون لها تأثير خلال السنوات الماضية لكنها فشلت لان مصرهي التي بيدها التأثير الكلي والعلاقات الجيدة ولديها كل الملفات والأجهزة المعنية وتعرف جيدا طرق التعامل مع الفلسطينيين ليس فقط السلطة الفلسطينية أو حماس فقط ولكن مع كافة الفصائل الفلسطينية.

كان هناك رضى فلسطيني واسرائيلي للدور الذي لعبته مصر في وقف اطلاق النار، ولأول مرة رفعت صور عبد الفتاح السيسي في غزة فيما زار وزير خارجية الاحتلال القاهرة بعد أكثر من عقد كيف ترى هذا الامر؟
الفلسطينيون والإسرائيليون اقتنعوا تماما بانه لا يوجد دور أكبر من الدور المصري لوقف إطلاق النار أو لتوفيق الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكان نتيجة تدخل الأجهزة المعنية لحل المشكلة فرحا عم الشارع الفلسطيني وخاصة قطاع غزة الذي تضرر من الاعتداءات الاسرائيلية وهدمت الكثير من المنازل واستشهد أكثر من 250 فلسطيني بخلاف ال 1000 مصاب ولكن كانت نتيجة المساعي المصرية لوقف إطلاق النار انتشار الفرح في الشارع الفلسطيني ورفعت صور الرئيس عبد الفتاح السيسي في قطاع غزة وكانت الجولات المهمة لمدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل وسبقه أيضا قيادات من المخابرات العامة وأيضا زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي لمصر لسماع وجهة نظر مصر و لقائه بالرئيس السيسي وغيره من القيادات المصرية التي دعمت وقف إطلاق النار دورا هاما في الوصول لتلك النتيجة.

الوساطة المصرية في وقف اطلاق النار أظهر عودة الدفئ في العلاقات المصرية الأمريكية وتجددت الاتصالات بين البلدين على مستوى المحادثات المباشرة بين الرئيسين أو زيارة وزير الخارجية الأمريكي الى القاهرة فما تحليلك لهذا الامر؟
الولايات المتحدة الأمريكية تعرف جيدا الدور المصري في المنطقة ومع نجاح بايدن في الانتخابات الأخيرة تأكد تماما أن الحزب الذي يتبعه ليس هو حزب أوباما الذي كان له دور سيء جدا خلال فترة رئاسته ولكن بايدن يفهم جيدا الدور المصري وأهميته بالمنطقة العربية الامر الذي كان له تأثيرا ايجابيا على عودة الدفء في العلاقات المصرية الأمريكية وهذا ما لحظناه من خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيس بايدن والرئيس عبد الفتاح السيسي والاثناء على الدور المصري في عملية التهدئة وزيارة وزير الخارجية الامريكي الى مصر للاطلاع على رؤية مصر في القضايا الإقليمية والملف الأثيوبي وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لمصر وحقوقها في مياه نهر النيل.

كيف استفادت مصر من حرب غزة لترتيب أوراقها مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؟
مصر دورها موجود بالفعل ولكن تدخل بعض الدول التي حاولت أن يكون لها دور مثل تركيا وقطر على سبيل المثال أفسد هذا الدور لفترة ولكن الدور المصري موجود وظهر جليا مع الأزمة الأخيرة والاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وبعض المناطق الفلسطينية وبالتالي تأكدت الولايات المتحدة الأمريكية من أن اي شيء يحدث في المنطقة لابد أن يكون لمصر دور أساسي فيه سواء كان حرب أو سلام أو تهدئة في أي مكان داخل منطقة الشرق الاوسط.

كيف ستوظف مصر هذا الدور الذي قامت به في موضوع سد النهضة الإثيوبي بعد تأكيد الرئيس الأمريكي على حل دبلوماسي يلبي الاحتياجات المشروعة لمصر والسودان وأثيوبيا؟
مصر قوية جدا وتعرف حدودها وحقوقها وتصريحات الرئيس السيسي بأن مصر لن تسمح بانتقاص نقطة مياه واحدة من حصتها في مياه نهر النيل وهنا جاء دور الجولات المكوكية لوزير الخارجية المصري لمختلف دول العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية والعربية والأفريقية لشرح وجهة نظر مصر وأن مصر تريد التنمية لاثيوبيا ولكنها لا تسمح بالمساس بحصص مصر والسودان من مياه النيل وبالتالي الدعم الأمريكي لمصر في هذا الملف يمكن استغلاله بالبناء عليه وخطط مصر للحفاظ على حقوقها المائية لم تفصح عنها حتى الان ولكنها فقط تشهد العالم كله على تجاوزات أثيوبيا في هذا الملف.

في المكالمة التي دارت بين السيسى وبايدن تأكيد على دور مصري في العراق ونجد أن التنسيق المصري الأردنى يتعزز في الشأن العراقي ، كيف يمكن لمصر أن تلعب دورا أساسيا في العراق خاصة وأن هناك تنسيق عراقي أردني مصري في المسائل الاقتصادية؟
هناك اتفاقيات بين الدول الثلاث مصر والعراق والأردن في القطاع الاقتصادي ومصر بالفعل وقعت تعاقدات لإعادة أعمار العراق ودخلت بالفعل احدى الشركات المصرية لبناء عدد من الجسور التي هدمت جراء الصراعات التي حدثت خلال السنوات الماضية والعلاقات المصرية الأردنية جيدة للغاية ومصر من خلال الاتفاقيات بين الدول الثلاث مصر والعراق والأردن ستخدم المصالح المشتركة مع الدول الثلاث وتبني عليها وستستمر في ذلك من خلال التعاون بالقطاعات المختلفة والتصدير وإعادة الأعمار أو استيراد بعض السلع التي يحتاجها السوق المصري من العراق والاردن.

ما زال موضوع حقوق الإنسان الورقة التي ترفعها الإدارة الأمريكية أمام الرئيس السيسي ، هل هذا الأمر سوف يؤدي الى تهدئة الصراع بين النظام والاخوان؟
الحديث عن انتهاك حقوق الإنسان في مصر وهم كبير خاصة وأن الحكومات السابقة في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية تثير هذا الحديث من وقت لآخر ولكن مصر توضح انه لا يوجد أي انتهاكات ضد السجناء أو في قضايا حقوق الإنسان وما يتم اثارته من وقت لآخر في بعض قضايا السجناء أمر غير حقيقي وهناك تأكيد مستمر على أن السجناء في مصر تم القبض عليهم نتيجة تجاوزات وتمويل وحمل السلاح ضد الشعب المصري أو تمويل الإرهاب . كل هذه الاتهامات بقضايا مثبتة من خلال المحاكم واعتراف السجناء داخل مصر لكن عند اثارة هذا الملف فمصر لديها ردود قوية وحاسمة في هذا الأمر واستغلال تلك القضية أو القاء الاتهامات على مصر أمر يبوء بالفشل دائمآ لان مصر توفر وتحترم حقوق الإنسان بشكل جيد ويمكننا الحديث عن حقوق المرأة وحقوق المهجرين والمشردين والغارمات وانجازات الحكومة بتلك الملفات وتوفير الحياة الكريمة لهم وتوفير فرص العمل والعلاج المجاني للأمراض المختلفة كلها أمور تدل على احترام مصر لحقوق الإنسان ولكن عندما تثير بعض الدول والمنظمات الحديث هنا نرى أن كل السجناء محكوم عليهم بأدلة فعلية واعترافات ونتيجة لارتكاب جرائم تهدد الأمن والاستقرار لذلك مصر لا تنتهك حقوق الانسان وحتى السجناء يتم محاكمتهم بشكل عادل وفرض القانون عليهم بشكل علني وتفرض العقوبات عليهم وفقا للجرائم التي ارتكبوها.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here