سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. مازالت سيناء تشهد المزيد من الهجمات الإرهابية التي تسعى للنيل من الاستقرار والأمن فيها، فبعد فترة من الهدوء والسكينة بأرض سيناء ، قُتل وأصيب خمسة عشر عسكرياً مصرياً، بهجوم لتنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم داعش الإرهابي، في مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، حيث هاجمت مجموعات عسكرية تابعة للتنظيم الإرهابي كمين الطاسة التابع للأمن المصري، في نطاق مدينة بئر العبد، ليكون هذا الهجوم هو الأعنف منذ أكثر من عام، في ظل الهدوء الأمني الذي يسود غالبية مناطق شمال سيناء.
ويأتي الهجوم في ظل تحقيق إتحاد قبائل سيناء وقوات الجيش إنجازات ميدانية في نطاق مدينتي رفح والشيخ زويد، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وللمزيد من التفاصيل تتحدث إلى “أفريقيا برس” النائبة في البرلمان المصري إبتسام أبو رحاب في الحوار الصحفي التالي:

هل نشهد انتكاسة جديدة للهدوء في سيناء وعودة الأوضاع إلى سابق عهدها، بعد زيادة وتيرة إستهداف مسلحي داعش للجيش خلال الشهرين الماضيين؟
إطلاقا فأنا لا أعتقد ذلك، وكل حساباتي تقول إن ما حدث هو أمر يشبه التعافي من المرض من خلال أخذ جرعات علاجية ثم العودة للحياة العادية مرة أخرى، فالجسد لا يظل مريض دائما، أنا أرى أن تلك العمليات محدودة جدا و كما نقول في لغتنا الدارجة “هي حلاوة روح” لتلك الجماعات، وستبقى سيناء قوية و مصرنا الحبيبة لن ينال منها من يريد ذلك، لأننا وضعنا قدمنا على الطريق السليم وعرفنا التهديدات التي تواجهنا، و أدركنا نقاط القوة والضعف لدينا، فإذا كنا نداهم أحيانا في بعض الأوقات بهجمات ضعيفة وقليلة، فهذا أمر وارد في أي دولة من دول العالم.
شهدنا الكثير من العمليات التي تستهدف منطقة بئر العبد، فلماذا تستهدف داعش هذه المنطقة بالتحديد؟
منطقة بئر العبد تشهد تلك الهجمات الإرهابية لأن عناصر الجماعات الإرهابية تعلم تلك المنطقة جيدا، ومن يهاجم فهو دائما يستهدف المناطق التي يعرفها بشكل كامل، ومنهم عناصر عاشوا بتلك المنطقة ويعرفون عنها كل شيء، وبالتالي تنفذ تلك العمليات على أرض تلك المنطقة، الأمر الآخر أن بئر العبد منطقة قريبة من مركز تجمعات تلك الجماعات، وهذا تحليلي لسبب إستهداف منطقة بئر العبد، وبعض العناصر ضعيفة النفس تؤجر لعمل أي شيء في أي مكان، ونحن لا نخلي الإخوان المسلمين من مسؤولية ما يحدث من هجمات إرهابية في سيناء.
إلى جانب استهدافهم لقوات الجيش بشكل مباشر، قامت عناصر داعش بهجمات ضد المجموعات القبلية، لماذا؟
تقوم الجماعات الإرهابية بإستهداف أهالي القبائل لأنهم تأكدوا أن الجيش والقبائل يد واحدة، ولديهم هدف واحد، فلذلك يتم إستهداف القبائل لأنهم المرشد عن تلك الجماعات، وتقوم الجماعات الإرهابية بذلك أولا لإثارة الرعب والبلبلة بينهم، وحتى لا يتعاونوا مع الجيش، وثانيا عندما يستهدفون حليفي فهذا يعني إستهدافي أنا شخصيا، وهذا هو الهدف من إستهداف أفراد الجيش المصري، بجانب ترويع السكان، فالإرهاب يستهدف ترويع المواطنين، وتهديد سلامة المصريين.
على ما يبدو دخول القبائل كداعم لعمليات الجيش ضد عناصر داعش أحدث فارقا ملموسا في تراجع عمليات داعش مقارنة بـ 2013 و 2014. فهل تتفقين مع ذلك؟
هذا أمر أكيد وأنا أحيي مشايخ ورؤساء قبائل سيناء وأبناء سيناء نظرا لمواقفهم المشرفة والمدروسة والحميدة، والتي تعمل لصالح مصرنا الغالية على أرض سيناء، بالتوازي وبالتعاون مع أعضاء القوات المسلحة المصرية، الأمر الآخر أن أبناء سيناء لديهم دراسة ومعرفة جيدة بأرضهم، وهذه منفعة وفائدة كبيرة للجيش المصري، لأن تضاريس أرض سيناء مختلفة تماما عن أي محافظة أخرى، فهي ليست أرض منبسطة لكنها تحوي سلاسل جبال ووديان وأنفاق، كل هذه الأمور تجعل التعامل على أرض سيناء أمرا صعب، فبالتالي أبناء سيناء هم الأكثر معرفة بها، وهذا ما يسهل مهمة الجيش عند التعاون مع أهالي سيناء، وهذا بالطبع يساعد في تحقيق نصر كبير في وقت قصير، والحصول على المعلومات الداعمة للعمل الوطني.
هل سيستمر هذا الدعم من القبائل لعمليات الجيش في سيناء في ظل حديث عن خلافات بين القبائل والجيش وانسحاب العشرات من المجموعات القبلية، ورفضهم الاستمرار في العمل؟
والدي كان أسيرا في حرب 1956 واستطاع الهرب من براثن العدوان بمساعدة أبناء سيناء، وأعطوه ملابس وعمامة للرأس حتى يتمكن من الهرب، أنا شخصياً فخورة بأهالي سيناء، ونحن نشهد على ملحمة الحب من أبناء سيناء للوطن، ولا يستطيع أحد التشكيك فيها، فهم أبناء مصر الأوفياء دائما، ونحن نشدد على ضرورة التنمية والمزيد من التنمية، لأن هناك الكثير من الجهود التي تمت على أرض سيناء، ولكن نطمح في المزيد منها، حتى لا تكون سيناء سهلة المنال في أي توقيت، والصحراء الشرقية صحراء كبير جدا والسيطرة عليها بشكل كامل ليست أمرا سهلا، لكني أعلم تماما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لديه قدرة غير عادية لتحقيق ما يصبو إليه دائما، وعن وجود خلافات بين أبناء سيناء والجيش هذا أمر غير صحيح، وأنا أراهن على ذلك وبكل شدة، فالتاريخ و الواقع وكل شيء يثبتون أن هناك توافق كبير بين الجيش وأهالي سيناء، فالجيش المصري حقق إنتصارات عظيمة خلال الفترة الماضية، من خلال التعاون مع أبناء سيناء، وأنا على مقربة كبيرة من عناصر كثيرة داخل سيناء، و أعلم جيدا أن كل أهالي سيناء يرحبون بالتعاون مع الجيش المصري، فأبناء سيناء يعملون من أجل مصر ويضحون بأرواحهم وأرواح أبنائهم من أجل ذلك، خاصة وأنهم معرضون للاستهداف من قبل الجماعات الإرهابية بسبب تعاونهم مع الجيش، فأهالي سيناء معرضون للإغتيالات، وهناك الكثير من العناصر المشرفة من أبناء سيناء يعملون من أجل الوطن، و يتعاونون مع الجيش المصري لتحقيق ذلك.
بعد ثمانية سنوات من بدء معركة النظام ضد الارهاب في سيناء كيف يمكن تقييم هذه الفترة في ظل إثبات داعش أنه مازال يعتمد على استغلال الظروف وإعادة التموضع والتحرك وتنفيذ الهجمات؟
نحن نفخر بالجيش المصري، ونفخر بأهالي سيناء أيضا، لأنهم لعبوا دورا قويا، ولدينا فخر بالاداء والجهود الأمنية التي حدثت في سيناء، فسابقا كنا نشهد الكثير من العمليات الإرهابية والاغتيالات، وشاهدنا الكثير من الاستهدافات والفقدان لشبابنا على أرض سيناء، فكانت سيناء في تلك الفترة مقبرة تبتلع أبنائنا، ولكن اليوم بحمد الله أصبح الوضع مختلفا تماما، هناك تغيير كبير حدث في سيناء، وأصبحت الأوضاع أكثر استقرارا وأمنا، وهذا ليس في سيناء فقط، بل في كافة ضواحي ومحافظات مصر التي شهدت سابقا الكثير من العمليات الإرهابية، سواء في الصحراء الغربية والصحراء الشرقية، كانت تلك المناطق الأكثر إستهدافا من قبل الجماعات الإرهابية، ولكن الآن أصبح هناك سيطرة أمنية كاملة على مصر، ونحن نحيي كل القادة والجيش المصري، وعلى رأسهم سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحب بلده، ونحن دائما سنكون خلفه، و كلنا نحبه ونؤيده، ونحن لا نحزن على شهدائنا، فكل شهيد إلى الجنة، وكلنا فداء لمصر.
من يقف وراء داعش في سيناء ومن الذي يمول تلك الجماعة وما الهدف من ذلك خاصة وأن داعش لا تملك بيئة حاضنة في مصر؟
هناك الكثير من الأطراف خلف تلك الجماعات الإرهابية، ونحن نعلم أنها عناصر من الخارج، فمصر طوال الوقت كانت مستهدفة، وإذا كان البعض لا يعرف ذلك، فالقيادات السياسية تعلم ذلك جيدا، مصر مستهدفة ويحاك لها المكائد من الخارج، وهناك تمويل لتلك الجماعات من أكثر من جهة خارجية، ولا يمكن أن ننكر أن نجاح مصر خلال الفترة الماضية، أثار حقد المتآمرين ضدها، وهناك من يحاول اختراق مصر وتدميرها لذا يجب أن نتحد جميعا ضد كل هؤلاء، وستظل مصر محفوظة ونحن سعداء بكل الجهود والأمن الذي وصلنا إليه.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس