حوار : سحر جمال
أفريقيا برس – مصر. لم تترك أزمة كرونا قطاعا اقتصاديا الا وأثرت عليه بشكل كبير فالجائحة قلبت الموازيين الاقتصادية والاجتماعية في كافة انحاء العالم فشهدنا الكثير من الانتكاسات بالقطاعات الزراعية والتجارية والصناعية والسياحية ايضا ووجدت الحكومات العالمية نفسها اما مأزق كبير في موازنة بين محاولة توفير الحفاظ علي صحة المواطنين وتحقيق التباعد الاجتماعي ووقف الانشطة المختلفة مع استمرار الحفاظ على معدلات الاقتصاد الطبيعية لها ولكن في النهاية واجه العالم أزمة كبرى غيرت ملامح ومقايسس الحياة واذا نظرنا الى مصر فقد واجهت الكثير من التحديات في وقت كانت تسعى فيه لتحقيق العديد من البرامج الاقتصادية لتحقيق النمو الذي وعدت به الحكومة منذ فترة لكن الجائحة وضعت الكثير من العراقيل امام تحقيق تلك الاهداف الامر الذي اثر علي الحياة الاقتصادية بشكل كامل لتتجه الحكومة نحو حزمة من الاجراءات لمواجهة تلك الازمة كان اخرها قرار برفع اسعار البنزين والمحروقات.
وجاء قرار لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية، والمكلفة بمتابعة وتنفيذ آليات تطبيق التسعير التلقائي للمنتجات البترولية بشكل ربع سنوي، والتي قررت في اجتماعها المنعقد عقب انتهاء شهر يونيو الماضى التوصية بتعديل الأسعار الحالية السائدة في السوق المحلي، وذلك للفترة من يوليو حتى سبتمبر 2021، وتم تعديل سعر بيع منتجات البنزين بأنواعه الثلاثة بقيمة 25 قرشا للتر. وكذلك تثبيت سعر بيع المازوت للقطاع الصناعي عند 3900 جنيه للطن.
وأسفرت المعادلة عن زيادة فى سعر خام برنت 12%، وثبات فى سعر الصرف وبتطبيق المعادلة السعرية بحد أقصى 10% رأت اللجنة فى ضوء الأوضاع الحالية، أن يتم زيادة البنزين بأنواعه 25 قرشا للتر، وثبات أسعار السولار لما له من تأثير مباشر وغير مباشر على وسائل النقل وأسعار السلع الغذائية، وكذلك ثبات أسعار المازوت المورد للأنشطة الصناعية.
وأكدت وزارة التنمية المحلية عدم زيادة تعريفة الركوب لسيارات النقل الجماعى والسرفيس والتاكسى بجميع محافظات الجمهورية، بعد تعديل أسعار البنزين من لجنة التسعير التلقائى للمنتجات البترولية وزيادتها 25 قرشاً فقط، دون المساس بأسعار السولار. مع التنسيق مع مديريات الأمن وإدارات المرور والمواقف والسرفيس لتكثيف الحملات المشتركة على المواقف والساحات والتعامل بحسم مع أى مخالفة أو محاولة سائقي السرفيس والنقل الجماعى مخالفة تعريفة الركوب المقررة سابقا، وعدم الاضرار بالمواطنين واتخاذ الاجراءات القانونية تجاه المخالفين.
كما أكدت الوزارة على وضع الملصق الخاص بسيارات السرفيس والنقل الجماعى والمتضمن خط السير والأجرة المقررة لعدم قيام قائدى السيارات بزيادة تعريفة الركوب أو تقسيم خطوط السير، مع المتابعة المستمرة مع غرف العمليات بالمحافظات لثبات أسعار تعريفة الركوب للمواطنين بالمحافظات. مع تفعيل مبادرة صوتك مسموع لتقديم أى شكوى فى حالة أى زيادة فى تعريفة الركوب.
وحول هذا الموضوع تحدث الى أفريقيا برس المحلل الاقتصادي الدكتور عبد العزيز السيد من خلال اللقاء التالي:
ما هي أسباب ارتفاع أسعار البنزين وكيف أثر فيروس كرونا على هذه الزيادة؟
هذه الزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات هي زيادة طفيفة اضطرت إليها الحكومة لمواكبة ارتفاع الأسعار العالمية وكان لزاما على الدولة أن تضع رقابة على السائقين حتى لا يتم ارتفاع تعريفة الأجرة على الركاب وكانت الزيادة طفيفة بسبب تاثير فيروس كرونا الذي أثر على الاقتصاد العالمي و من الاقتصاديات التي تاثرت بالجائحة الاقتصاد المصرى على الرغم من أن تلك الزيادة ليست مخيفة للغاية.
هل تعتقد أن تلك الزيادة سيصاحبها ارتفاع في أسعار السلع الأخرى وخاصة الغذائية وأيضا تعريفة وسائل النقل؟
لم يصاحب ارتفاع سعر البنزين ارتفاع في الأسعار الأخرى خاصة السلع الغذائية والسلع الكهربائية وما شابه ذلك لان الدولة كان وضعها ثابت وحثيث منذ اللحظة الأولى لهذه الزيادة وكانت هناك رقابة صارمة على الأسواق لان هذه الارتفاعات غير ملحوظة فأذا تمكنا من حسابة الارتفاع الذي لا يتجاوز ٥ جنيهات في كل صفيحة فإن ذلك ليس بالأمر المقلق حول زيادة الأسعار بشكل عام.
هل تتوقع زيادة أخرى قريبا خاصة مع مخاوف بسبب استمرار تأثير كرونا؟
ارتفاع الأسعار جاء بسبب فيروس كرونا ولا يمكن توقع الامر ولكن نامل ان تنتهي أزمة كرونا قريبا وانا لا اظن ان ترتفع الأسعار خلال الفترة المقبلة مع دخول مصر إلى عصر النمو الاقتصادي من خلال النمو الزراعي والصناعي فمصر مستمرة في طريقها واعتقد اننا لن نشهد زيادة اخرى في الأسعار خلال الفترة المقبلة.
مع مطالبات شعبية بضرورة فرض الرقابة علي الاسواق بعد ارتفاع أسعار البنزين ما هي الإجراءات التي ستتخذها الحكومة لمراقبة السوق ؟
مع المطالبات الشعبية بفرض الرقابة على الاسواق خوفا من ارتفاع أسعار السلع الغذائية بعد ارتفاع أسعار البنزين اعتقد ان الحكومة جادة في هذا الامر حيث اتخذت خطوات جادة وسريعة فهذه الزيادة الأخيرة مر عليها ما يقرب من اسبوع ولم نلمس اي تغير في اسعار السوق وهذا ما يؤكد وعود الحكومة بالسيطرة على الأسواق التي تشهد حالة من الاستقرار خلال تلك الفترة.
هل تعتقد أن إرتفاع أسعار البنزين مرتبط بزيارة صندوق النقد الدولي والذي يوصي بتلك الخطوة لتخفيف الضغط على ميزانية الدولة؟
لا أعتقد أن الزيادة في أسعار البنزين مرتبطة بتوصيات صندوق النقد الدولي لان الصندوق يوصي برفع الأسعار بشكل كبير وليس بتلك الزيادة الطفيفة التي شاهدناها والتي اضطرت إليها الدولة لتنفيذ بعض المشروعات ومواكبة الأسعار العالمية الحالية حيث تأثر سعر البنزين بعوامل النقل وعوامل فيروس كرونا وكان حتما على الحكومة أن تتجه لرفع السعر بشكل طفيف وعلي العكس فعندما انحفض السعر العالمي سابقا ذهبت الدولة أيضا الي خفض السعر وثم عادت الزيادة مرة أخرى ارتباطا بالسعر العالمي.