
أفريقيا برس – مصر. أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مصطفى مشهور أن مصر تعمل بجد على توحيد الفصائل الفلسطينية في ظل التحديات الراهنة، مشددًا على ضرورة الوقوف ضد العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال في حوار مع “أفريقيا برس” إن الاتهامات بانحياز مصر لطرف على حساب آخر غير دقيقة، مضيفًا أن وحدة الفصائل هي الأهم. وأشار إلى أن نجاح لقاء الفصائل في القاهرة ضروري في الوقت الحالي، حيث إن أي خلاف يعكس عدم المسئولية. وخلص مصطفى مشهور إلى أن الدعم المصري للقضية الفلسطينية سيعزز موقف الفلسطينيين أمام المجتمع الدولي بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان القيادي في حركة حماس، محمود المرداوي، قد كشف عن الملامح العامة لرؤية الحركة لليوم التالي لوقف العدوان على قطاع غزة، وذلك قبل أيام من لقاء الفصائل الفلسطينية المزمع عقده في العاصمة المصرية القاهرة، مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لمناقشة الملف الداخلي بحضور الفصائل الفلسطينية الفاعلة. وأكد المرداوي أن “مواجهة العدو الإسرائيلي، وتسهيل المهمة على الدول غير المنحازة له من أجل وقف الإبادة ضد شعبنا، تتطلب أن تكون لدى الحركة رؤية واضحة حول إدارة قطاع غزة في المستقبل”.
حوار سحر جمال
كيف ترى القيادة المصرية دورها في تعزيز الوحدة الفلسطينية قبل اللقاء المزمع للفصائل في القاهرة؟
تعمل مصر دائمًا على توحيد الفصائل الفلسطينية، ساعيةً لجعلها على قلب رجل واحد في ظل التحديات التي تواجه الأشقاء في فلسطين. ومع اشتداد العدوان الصهيوني على أهلنا في قطاع غزة، يُعتبر من الضروري أن يتحدث الجميع ضد هذا العدوان. تدرك مصر أهمية دورها في هذه المرحلة الحرجة، وتقوم بمسؤولياتها على أكمل وجه لتعزيز الوحدة الفلسطينية وتحقيق التوافق بين الفصائل المختلفة.
توجه لمصر انتقادات بأنها تميل إلى دعم وجهة نظر حركة فتح ومحمود عباس على حساب بقية الفصائل؟
الاتهامات بانحياز مصر نحو طرف على آخر ليست دقيقة. مصر تحرص على وحدة الفلسطينيين، ولديها وجهة نظر معينة حول مواقف الفصائل الفلسطينية. من الطبيعي أن تتوافق رؤيتها مع بعض الفصائل في بعض الأحيان، بينما قد تختلف في أحيان أخرى. ومع ذلك، تظل وحدة الفصائل الفلسطينية والمقاومة والشعب الفلسطيني هي الأهم، وتحظى بأولوية كبيرة في الاهتمام المصري، بغض النظر عن الخلافات الجانبية.
ما هي توقعاتك بشأن نجاح اللقاء الذي سيجمع الفصائل الفلسطينية في القاهرة في ظل الظروف الحالية؟
نجاح اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة أصبح ضرورة ملحة. يجب أن يدرك الجميع أنه لا مجال لاستمرار الخلافات في ظل الأوضاع الراهنة. نحن في حالة حرب وأزمة، والعدوان الإسرائيلي يتطلب توحدهم على قلب رجل واحد. أعتقد أن الفصائل الفلسطينية، في هذا التوقيت الخاص، تدرك أهمية ذلك وستبذل جهودًا لتحقيقه. أي خلافات قد تظهر في الفترة الحالية تعكس عدم المسؤولية من جميع الفصائل، إذ يتوجب عليهم أن يكونوا مسؤولين عن الشعب الفلسطيني ومدنييه، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الغزاوي. إن لم تتحد الفصائل، فلن يتمكنوا من مواجهة العدوان الإسرائيلي بفعالية.
ما هي رؤية مصر لليوم التالي لوقف الحرب في إدارة قطاع غزة مستقبلاً؟
تتحدد رؤية مصر لإدارة قطاع غزة بناءً على المعطيات التي ستظهر بعد انتهاء الحرب. من الواضح أن الظروف الحالية والعدوان الإسرائيلي تجعل من الصعب التنبؤ بكيفية إدارة الوضع في الوقت الراهن. ومع ذلك، فإن مصر ستسعى دائمًا لتحقيق ما هو في صالح الشعب الغزاوي والفلسطيني بشكل عام، بغض النظر عن الفصائل أو الجهات التي ستتولى الإدارة. الأولوية ستكون دائمًا لمصلحة الشعب الفلسطيني، وسيركز الجهد المصري على تحقيق استقرار وأمن المنطقة بما يتماشى مع رؤى وتطلعات الفلسطينيين.
هل مصر مستعدة لإرسال قوات عسكرية لقطاع غزة لمنع فصائل المقاومة مستقبلاً من تهديد أمن الكيان الإسرائيلي؟
لا أعتقد أن مصر ستسمح بإرسال قوات عسكرية إلى غزة بهدف منع المقاومة الفلسطينية، لأن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني ولا يمكن لأحد أن يتراجع عنه أو ينتقده. فغزة هي أرض فلسطينية، ومن غير المقبول مهاجمة المقاومة التي تمثل أصحاب الحق أو دعم من اغتصب أرضًا ليست من حقه. إن مصر تدرك تمامًا أهمية دعم الحقوق الفلسطينية وتسعى دائمًا للحفاظ على مبدأ الشرعية في الصراع، مما يجعل فكرة إرسال قوات مصرية لمواجهة المقاومة أمرًا غير وارد.
هل تعتقد أن تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن يساهم في إنهاء الانقسام الفلسطيني؟
نعم، أعتقد أن تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن يساهم بشكل كبير في إنهاء الانقسام الفلسطيني. من خلال توحيد الرؤى وتقارب الأفكار، حتى إذا وُجدت اختلافات، يمكن أن تكون هذه الاختلافات موضوعًا للمناقشة والتفحيص بغرض الوصول إلى الرأي السديد. في الوقت الراهن، لا يوجد بديل أمام الفلسطينيين سوى الوحدة، فبدون تحقيق هذه الوحدة، لن يتمكنوا من مواجهة الكيان الصهيوني المغتصب بشكل فعّال.
ما هي التحديات التي قد تواجه مصر في تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية؟
مصر، بصفتها المسؤولة الأولى عن القضية الفلسطينية، تواجه عدة تحديات في تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية. على الرغم من جهودها الدؤوبة لتقارب وجهات النظر بين هذه الفصائل، إلا أن الواقع يعكس صعوبات قد تعترض طريقها. ومع ذلك، هناك فهم ووضوح متزايد بين الفصائل، حيث أدركت جميعها ضرورة الوصول إلى حل ينهي الانقسام والخلافات بينها. هذه الوحدة ضرورية لمواجهة التحديات التي يفرضها الكيان الصهيوني المغتصب، مما يجعل الأمر أكثر إلحاحًا في الوقت الحالي.
كيف ترى تأثير الدعم المصري على موقف الفلسطينيين أمام المجتمع الدولي بعد وقف العدوان؟
يُعتبر الدعم المصري عنصرًا حاسمًا في تعزيز موقف الفلسطينيين أمام المجتمع الدولي بعد وقف العدوان الإسرائيلي. فمصر، كأكبر دولة في الشرق الأوسط، تتمتع بثقل سياسي وعسكري كبير، مما يمنحها القدرة على التأثير في القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. لا يمكن للكيان الصهيوني تجاهل دور مصر، حيث تُعتبر رائدة في مواجهة التحديات التي تواجه العالم العربي. كما أن دعمها للقضية الفلسطينية يكتسب أهمية خاصة ويُلقى تقديرًا من المجتمع الدولي، مما يعزز من موقف الفلسطينيين في الساحة الدولية ويعزز جهودهم في الحصول على حقوقهم المشروعة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس