سياسة مصر بعد إنتخاب الحكومة الليبية الجديدة

21

بقلم : سحر جمال

افريقيا برسمصر. لقي تشكيل الحكومة الجديدة الليبية ترحيبا كبيرا من الشارع السياسي المصري خاصة بعد التوترات التي شهدتها الفترة الماضية وتركت آثارها على مصر. لذا ترى القاهرة في تثبيت الأمن والاستقرار بليبيا أهمية أساسية لتأمين حدودها الغربية من تسلل مسلحين على غرار ما تشهده المنطقة الشرقية وخاصة في سيناء. لذا ترى مصر في تشكيل الحكومة الليبية أملا جديدا في استعادة الامن والاستقرار الذي غاب طويلا عن ليبيا والمنطقة كلها وحالة النزاع السياسي التي أطاحت بكل فرص الاستقرار والامن والتوحد داخل ليبيا خاصة وبالمنطقة عموما.
العلاقة مع الحكومة الجديدة

يقول المحلل السياسي حسن مظهر لموقع أفريقيا برس أن هناك توافق كبير بين موقف مصر ورئيس الحكومة الوطنية الجديدة عبد الحميد الدبيبة في العديد من القضايا السياسية والأمنية أهمها إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من كافة الاراضي الليبية و اجراء انتخابات برلمانية نزيهة في ديسمبر المقبل. واضاف أن القاهرة أبلغت الدبيبة أنها مستعدة لتقديم كافة أشكال الدعم والعون والمشورة لوصول الفرقاء السياسيين الى توافق وطني.

الأجندة المصرية

أكد مظهر ان مصر تعول على الحكومة الجديدة لحل الكثير من الازمات الليبية والعربية من خلال وضع خطة بين القاهرة وطرابلس تضمن تأمين الحدود الغربية ومحاربة العناصر والجماعات الارهابية وتحقيق التعاون العسكري لمكافحة الارهاب ووقف التدخلات الخارجية والاطماع الغربية بثروات المنطقة العربية خاصة بعد فترة شهدت تدخلات ترمي لتحقيق اطماع بالمنطقة العربية بشكل عام وليبيا بشكل خاص.
وأضاف أن القاهرة سعت للوقوف على خط التواصل بين كافة الاطراف خلال الفترة الماضية من خلال سلسلة من الاجتماعات جمعت خلالها كافة الاطراف لتقريب وجهات النظر للتواصل فيما بينهم لبحث النقاط الخلافية وتوحيد الجبهة الداخلية الليبية ومع وجود حكومة جديدة فمصر تستهدف أمرين أساسيين الاول هو توحيد الصف الداخلي في مواجهة التدخلات الخارجية وخاصة التركية والثاني هو القضاء على الارهاب الذي يؤثر وبشكل خطير على أمن المنطقة وخاصة الحدود الغربية المصرية.

تنظيم الانتخابات الليبية

من جهة ثانية أكد حسن مظهر لموقع أفريقيا برس أن انتخابات ديسمبر تلقى دعما كبيرا من القاهرة حيث جاءت كافة التصريحات الرسمية مؤكدة على حرص مصري لاجراء الانتخابات في موعدها المقرر وبمشاركة جميع أطياف الشعب الليبي وسط دعوات مصرية لجميع الدول العربية والمجاورة بضرورة حشد كافة الجهود للمساعدة باجراءها والمساهمة بكل الطرق الممكنة لتحقيق أهداف خطة الحكومة الجديدة وخاصة في محاربة الارهاب ومنع التدخلات الخارجية.

إرث حكومة الوفاق

تحدث مظهر عن خلافات سابقة مع حكومة الوفاق لكن مصر وسياستها الداعمة للاستقرار فى ليبيا ستعمل جاهدة على تخطي جميع هذه الصعاب وتحاول فى المرتبة الأولى دعم الوفاق بين أبناء الشعب الليبي حتى لا تكون هناك ثغرة لعودة النزاع والصراعات علي الأراضي الليبية، محاولة فى ذلك إحداث توازن فعلي مع علاقاتها بجميع الأطراف في ليبيا على حد سواء كما ان القاهرة تحاول وبشتى الطرق تخطي الازمات الامنية بتلك المنطقة لانها اكثر المتتضررين منها وخاصة خلال الفترة السابقة وما حدث من تجاوزات وصلت الى الجانب المصري من خلال استهداف الحدود والتسلل الى الاراضي المصرية وتنفيذ مخططات ارهابية الامر الذي جعل مصر أكثر قلقا تجاه الحدود الغربية وسعيا لتنفيذ خطتها الامنية لمواجهة اي خطر قد يصل صداه الى الاراضي المصرية او استغلال خصوم الدولة حالة التوتر في ليبيا لتحقيق توترات داخل مصر.

حلفاء مصر

يرى حسن مظهر إن مصر تعمل على جمع الشتات بين أبناء ليبيا لذلك فإن المحاولات المعلنة والغير معلنة سوف ينبثق عنها كثير من الأحداث فى الأيام المقبلة فهدف مصر هنا ليس التحالف او دعم شخص بعينه انما هي ترمي للبقاء على الحياد لتحقيق الامن بليبا وجمع الشتات بها وتوحيد الاطراف المتنازعة وتحقيق مصالح الشعب الليبي كهدف رئيسي والقضاء على التوتر والارهاب والانقسام والاتجاه نحو توحيد الصف الليبي ومحاربة كل من يسعى لتحقيق اغراض خارجية تقضي على خطة الاستقرار بليبيا وهو امر ظهر جليا خلال الفترة الماضي خاصة في ظل وجود ايادي خارجية حاولت وبشتي الطرق القضاء على اي فرصة لتحقيق المصالحة الداخلية ورمت الى تنفيذ مخططاتها داخل طرابلس.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here