انقسام حول إلغاء المهرجانات السينمائية

8
انقسام حول إلغاء المهرجانات السينمائية
انقسام حول إلغاء المهرجانات السينمائية

أفريقيا برس – مصر. عارض بعض صُنّاع السينما في مصر فكرة تأجيل المهرجانات تضامناً مع ما تشهده الأراضي الفلسطينية، يأتي ذلك رغم تأييد الكثيرين باعتبار أنه لا تجدي إقامة مهرجان وأي احتفالات فنية في ظل ما يحدث في فلسطين من مجازر وسقوط ضحايا من الأبرياء.

المخرج المصري، يسري نصر الله، عارض فكرة تأجيل مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، الذي كان من المفترض انطلاقه في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وكتب نصر الله عبر حسابه في “فيسبوك”: “كان نفسي دورة مهرجان القاهرة دي تعقد في موعدها، وتلغي المسابقة والاحتفالات والتكريمات وتقتصر على عرض أفلام عن فلسطين، مجرد قاعة عرض وموضوع محدد، لا محتاج ميزانية ولا رعاة، محتاجة بس لناس عارفة إن الفن والسينما والثقافة مش رفاهية وجهة رسمية تقدر تطلب نسخ صالحة للعرض في قاعات كبيرة”.

مدير مهرجان القاهرة السينمائي، المخرج أمير رمسيس، كان قد رفض من قبل فكرة التأجيل أو الإلغاء، قبل أن تصدر وزيرة الثقافة، نيفين الكيلاني، قرارها بتأجيله إلى أجل غير مسمى، حيث كان قد قال في تصريح له إنه يرى أن السينما وسيلة من وسائل المقاومة، والمهرجانات السينمائية ليست سجادة حمراء وحفلات فقط.

وسبق أن أبدت كذلك المخرجة المصرية، هالة خليل، اعتراضها على إلغاء أي من المهرجانات، وكتبت على “فيسبوك”: “المهرجانات السينمائية مش حفلات وكرنڤالات وريد كاربت.. المهرجان ورش عمل وندوات وتطوير ودعم مشروعات الشباب.. ولقاءات بين سينمائيي العالم، وعروض أفلام فنية هامة، وحوارات وتعرُّف على الآخر وتبادل وجهات النظر”.

من ناحيته أشار المخرج المصري، خيري بشارة، إلى أنه يرفض فكرة الإلغاء أيضاً وكتب على “إنستغرام”: “رغم اعتذاري عن حضور أحد المهرجانات المهمة، لعدم شعوري أن لي دوراً يمكن أن ألعبه، ومع ذلك فأنا ضد إلغاء أي مهرجان، يمكن بالفعل إلغاء مظاهر الاحتفالات والاقتصار فقط على الفعاليات الثقافية”.

وأضاف: “السينما نافذة عبقرية على العالم كما إنها لسان حال الثورات وقضايا الشعوب وهي قادرة أكثر من صرخات وشتايم منابر التواصل الاجتماعي على التأثير والبقاء ولا تتبخر مثلها… يمكن لأي مهرجان لو أراد أن يصبح مظاهرة احتجاجية قوية يهتز لها العالم.. لو أراد”.

ورفض كذلك الناقد السينمائي المصري، طارق الشناوي، إلغاء المهرجانات الفنية، وتحدث بشكل خاص عن إلغاء الدورة الـ32 من مهرجان الموسيقى العربية. وقال في مداخلة متلفزة عبر إحدى القنوات الفضائية المصرية، إن “التصرف الصحيح هو إقامة المهرجان، وإرسال رسالة للعالم نعلن فيها رفضنا لعدوان الاحتلال والتضامن مع الشعب الفلسطيني، موضحاً أن الغرب يستغلون كل المناسبات، بل يبدعون فعاليات لإيصال رسائلهم للعالم لماذا نفعل العكس؟”.

كما انتقد السيناريست المصري، محمد هشام عبية، فكرة إلغاء المهرجانات الفنية، وقال في تصريح له إن إلغاءها “يعكس نظرة غير جيدة للفن، والفن هو وسيلة للمقاومة ضد ما يحدث من قبح من الاحتلال الإسرائيلي وقتل الأطفال والنساء والمدنيين في غزة”.

وكانت جمعية المخرجين السينمائيين التونسيين قد أصدرت بياناً أعربت فيه عن رفضها القاطع لقرار إلغاء الدورة الـ34 من مهرجان قرطاج السينمائي، ووصفته بالمتسرع، داعيةً وزارة الشؤون الثقافية إلى إعادة النظر فيه.

وقالت الجمعية في بيان إن السينما “ليست مجرد فن ترفيهي، بل وسيلة مهمة للتعبير عن الثقافة والهوية والمقاومة وخاصة في هذا الوقت بالذات”. واعتبرت أن “إلغاء هذه الفعالية الثقافية المهمة يمثل ضربة قوية للسينمائيين وللمبادئ الثقافية التي يتمسك بها”، ودعت الجمعية وزارة الشؤون الثقافية التونسية إلى “إعادة النظر في هذا القرار ودعم السينما والثقافة كوسيلة للتعبير والمقاومة وتعزيز التواصل الثقافي”.

على الجانب الآخر، أيّد آخرون فكرة إلغاء المهرجانات أو تأجيلها إلى وقت أفضل، فيقول الفنان المصري، رشوان توفيق، إنه مع فكرة تأجيل المهرجانات إلى موعد آخر بعيد عما يحدث الآن، مشدداً على أن “قرارات التأجيل أو بالأحرى الإلغاء قرارات بالطبع صائبة في ظل بحور الدم التي نشاهدها ليلاً نهاراً، فلا بد من التكاتف في أحزاننا كبلدان عربية”.

وأيّد أيضاً رئيس المهرجان الكاثوليكي للسينما، الأب بطرس دانيال، فكرة الإلغاء، موضحاً في تصريحات له أن القرار بالطبع يعود إلى إدارات المهرجانات نفسها ووزارة الثقافة فكل يرى المناسب ويقوم بفعله.

وأضاف أن الأحداث المأساوية التي تشهدها فلسطين تصعب معها إقامة مهرجانات، وإن كانت هناك آراء تؤيد فكرة إقامة المهرجانات في مثل هذا التوقيت مع وضع بعض الشروط مثل عدم وجود احتفاليات مثلاً.

وقال الناقد الفني، أمجد مصطفى، عضو اللجنة العليا لمهرجان الموسيقى العربية، في حديث له، إنه لا يمكن إقامة أي من المهرجانات في مثل هذا التوقيت الذي تعيش فيه فلسطين أحزاناً، موضحاً أنه “لو تم إلغاء الاحتفالات من المهرجانات فسوف تتحول إلى سرادق عزاء، خاصة أن هناك تكريمات تشهدها المهرجانات فكيف إذن سيتم إلغاء الاحتفالات”.

من جانبه قال الموسيقار، حلمي بكر، إنه مع فكرة إلغاء أي مهرجانات فنية، وإنه يتوجه بالشكر إلى وزارة الثقافة بقراراتها “فمن له نفس أن يحتفل ويرقص ويغني على أشلاء جثث أطفال لا حول لهم ولا قوة راحوا بالغدر”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here