مصر وقطر تسعيان لضمان عدم تكرار الخروقات الإسرائيلية

مصر وقطر تسعيان لضمان عدم تكرار الخروقات الإسرائيلية
مصر وقطر تسعيان لضمان عدم تكرار الخروقات الإسرائيلية

أفريقيا برس – مصر. تبذل كل من مصر وقطر جهوداً دبلوماسية لاحتواء التصعيد الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة وعدم تكرار الخروقات التي تهدّد صمود اتفاق شرم الشيخ الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي. وقال مصدر دبلوماسي مصري مطلع، إن وزارة الخارجية المصرية أجرت خلال الساعات الماضية اتصالات مكثفة مع نظرائها في قطر والولايات المتحدة وتركيا لتثبيت الهدنة وإعادة الأمور إلى مسارها عقب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مدينة رفح مساء الثلاثاء الماضي.

وأوضح المصدر أن القاهرة تتحرك في إطار غرفة العمليات المشتركة بالعريش، التي تضمّ ممثلين عن الدول الضامنة، وهي تعمل حالياً على تثبيت الوضع الميداني وتخفيف التوتر بين الأطراف. وأضاف أن مصر ترى في الخرق الإسرائيلي الأخير “تطوراً خطيراً”، لكنه شدّد على أن البيانات الرسمية المصرية تجنبت اتهام إسرائيل علناً، التزاماً بسياسة الحذر الدبلوماسي التي تتبعها القاهرة منذ توقيع الاتفاق، حيث تفضل معالجة الانتهاكات عبر قنوات الاتصال المغلقة لتفادي التصعيد الإعلامي وإبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع جميع الأطراف.

مصر وقطر تخشيان إسقاط الاتفاق

وكشفت الغارات الأخيرة عن هشاشة الاتفاق، بعدما بدت ترتيبات وقف إطلاق النار في طريقها إلى الاستقرار التدريجي. وتخشى مصر وقطر من أن تكون إسرائيل قد تعمدت التصعيد لإعادة التفاوض على تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق، خصوصاً ما يتعلق بملف الجثامين وآليات فتح معبر رفح. ويرى دبلوماسيون عرب أن تل أبيب تحاول عبر هذه الضربات اختبار حدود ردّة فعل الوسطاء، من دون أن تُظهر نية فعلية في إسقاط الاتفاق أو إعلان انسحابها منه.

وتحاول مصر وقطر صياغة مقترح جديد لآلية مراقبة ميدانية مشتركة بين الضامنين الأربعة (مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا)، توثّق الخروقات وتحيلها إلى لجنة سياسية عليا للنظر فيها خلال ساعات من وقوعها، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تقليص مساحة التصعيد المتكرر.

وفي السياق، قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، إن اتفاق وقف إطلاق النار القائم على ما يُعرف بـ”خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب” يفتقر إلى أي التزام قانوني أو سياسي محكم، موضحاً أن ما تضمنته الخطة لا يتجاوز ترتيبات محدودة لتبادل الأسرى خلال فترة زمنية قصيرة، دون أن تضع آليات واضحة للضمان أو المساءلة في حال الخرق.

وأضاف مرزوق أن تصريحات الرئيس الأميركي المتكررة بشأن “إنهاء الحرب” و”تنفيذ الخطة” لا تحمل أي إلزام فعلي لإسرائيل، مشيراً إلى أن تل أبيب تجاهلت في الماضي عشرات التصريحات المماثلة، ولم تجد في إدارات ترامب المتعاقبة ما يُجبرها على احترام التفاهمات. وتساءل الدبلوماسي المصري عن كيفية قدرة مصر وقطر وتركيا على ضمان اتفاق لم يلتزم به أحد عملياً، مؤكداً أن غياب المرجعية القانونية الواضحة يجعل من دور الوسطاء “جهداً سياسياً وأخلاقياً أكثر منه التزاماً تعاقدياً”، وهو ما يفسّر هشاشة التهدئة واستمرار الخروقات من دون عواقب حقيقية.

بدوره، قال أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الأزهر، الدكتور مخيمر أبو سعدة، إن غموض البنود العشرين التي تضمنها مقترح الرئيس الأميركي بشأن الترتيبات اللاحقة لاتفاق شرم الشيخ، يُعد أحد الأسباب الرئيسية وراء هشاشة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. وأوضح أبو سعدة أن هذا الغموض أتاح مساحة واسعة للتأويل، واستغلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمحاولة فرض قواعد اشتباك جديدة في غزة تشبه ما يجري في لبنان، بحيث تستمر الخروقات الإسرائيلية من دون ردّ مقابل من حماس أو الفصائل الفلسطينية، تحت ذرائع أمنية متكررة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here