أفريقيا برس – مصر. تمثل أكبر 5 مناجم ذهب في الوطن العربي حجر الأساس في قطاع التعدين في المنطقة، نظرًا لما تضمه من احتياطيات هائلة وإنتاجية ضخمة تعزز الاقتصادات المحلية وتستقطب استثمارات دولية.
ورغم تفاوت المواقع الجغرافية والظروف الاقتصادية والسياسية المحيطة، فإن هذه المناجم الخمسة تظل محط أنظار الأسواق العالمية، نظرا إلى ثقلها في سوق الذهب العالمية، كما تسهم في تنويع مصادر الدخل لدولها، وتوفير فرص العمل، ودعم العملة الصعبة من خلال الصادرات.
من مصر إلى موريتانيا والسودان مرورا بالسعودية، تعكس هذه المناجم توازنا بين التكنولوجيا الحديثة والتاريخ العريق في استخراج الذهب، مع تبني حلول صديقة للبيئة.
ورصدت منصة “الطاقة” في تقرير لها استنادا إلى بيانات رسمية وشركات تشغيلية، الحقائق والأرقام المتعلقة بأكبر 5 مناجم ذهب في الوطن العربي، من ناحية الإنتاج والاحتياطيات والتكلفة والتقنيات المستعملة، بالإضافة إلى أهم التوسعات المستقبلية.
منجم السكري
يعد منجم السكري من أبرز أعمدة قطاع التعدين المصري، في موقعه في صحراء النوبة على مساحة 160 كيلومترا مربعا، ويحتل مركزا متقدما ضمن أكبر 10 مناجم ذهب في العالم.
منذ بدء تشغيله تجاريا عام 2010، بلغ إجمالي إنتاج المنجم 5.8 مليون أوقية حتى عام 2024، مع ذروة إنتاج عام 2016 بـ551 ألف أوقية، وانخفض الإنتاج في السنوات التالية، ثم عاود الارتفاع تدريجيا.
وفي عام 2023، أنتج السكري 450 ألف أوقية بمتوسط تركيز 1.27 غرام/طن، مستعملا تقنية استخلاص الذهب بالكربون (CIL). وبلغت طاقة المصنع 12.6 مليون طن سنويا، في حين شهد الموقع توسعات كبيرة، أبرزها محطة شمسية بقدرة 36 ميغاواط.
منجم تازيازت
يقع منجم تازيازت شمال العاصمة الموريتانية نواكشوط، ويعد من أكبر 5 مناجم ذهب في الوطن العربي، وتديره شركة كينروس الكندية، وكان بدأ المنجم إنتاجه عام 2007، وتبلغ احتياطياته المؤكدة 220 طنا من الذهب (نحو 7.86 مليون أوقية)، وفق بيانات اطلعت عليها “الطاقة”.
في عام 2020، بلغ الإنتاج 11.5 طن، إلا أنه تراجع إلى 170 ألف أوقية في 2021، يضم المشروع نحو 3500 عامل، منهم 90% موريتانيون. يتميز المنجم بتقنيات الطاقة المتجددة، إذ يجري العمل على بناء محطة شمسية بقدرة 34 ميغاواط ونظام بطارية بقدرة 18 ميغاواط، ومن المتوقع أن تسهم المحطة في خفض استهلاك الوقود بنحو 180 مليون لتر على مدى عمر المشروع.
منجم منصورة ومسرة
يعد أكبر وأحدث منجم ذهب في السعودية، وقد بدأ الإنتاج التجاري من منجم منصورة ومسرة غرب السعودية مطلع عام 2024. وبلغ حجم الاستثمار أكثر من 3.3 مليار ريال (880 مليون دولار)، مع قدرة إنتاجية تصل إلى 250 ألف أوقية سنويا.
ويستعمل المنجم تقنية “الأوتوكلاف” الفريدة لاستخراج الذهب، ويتوقع أن يعالج 4 ملايين طن سنويا، باحتياطي يتجاوز 7 ملايين أوقية، كما أعلنت شركة “معادن” اكتشافا محتملا يمتد 100 كيلومتر من الموقع الحالي، ضمن برنامج الاستكشاف المكثف، ما يعزز مكانة السعودية عالميا في قطاع التعدين.
منجم الدويحي
يبرز منجم الدويحي، الواقع في محافظة الخرمة في منطقة مكة المكرمة، ضمن أكبر 5 مناجم ذهب في الوطن العربي، وتديره شركة معادن منذ 2016، بطاقة سنوية تبلغ 180 ألف أوقية.
وتقدر احتياطيات المنجم بنحو 1.9 مليون أوقية من الذهب، وفي عام 2023 بلغ إنتاجه 147 ألفا و294 أوقية، ويعد أحد أكبر مشروعات الذهب في السعودية، بتكلفة تطوير 4 مليارات ريال (1.07 مليار دولار)، إذ يضم مصنع معالجة بطاقة مليوني طن سنويا.
منجم هساي
يعد منجم هساي، من أكبر مناجم الذهب في السودان، وكان اكتشف عام 1993، وأنتج حتى عام 2011 قرابة 2.3 مليون أوقية من 18 حفرة مفتوحة.
وتبلغ الاحتياطيات المؤكدة والمحتملة نحو 14.09 مليون طن بتركيز 2.4 غرام/طن، في حين تتجاوز الموارد المقاسة 16 مليون طن بتركيز 2.77 غرام/طن، وتدير شركة “أرياب” السودانية المشروع بالشراكة مع “لامانشا ريسورسز”.
ويقع المنجم ضمن تكوينات معقدة جيولوجيا، ما يجعله من أغنى مناطق السودان بالمعادن، ويشكل ركيزة اقتصادية في البلاد.
من خلال استعراض بيانات أكبر 5 مناجم ذهب في الوطن العربي، يتضح أن المنطقة تحتضن مشروعات تعدين بمواصفات عالمية، تدعم الاقتصاد، وتفتح آفاقا جديدة للاستثمار المستدام والابتكار البيئي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس
