مشادة نقيب البيطريين تضع عمومية اتحاد المهن الطبية على صفيح ساخن

4
مشادة نقيب البيطريين تضع عمومية اتحاد المهن الطبية على صفيح ساخن
مشادة نقيب البيطريين تضع عمومية اتحاد المهن الطبية على صفيح ساخن

أفريقيا برس – مصر. شهدت الجمعية العمومية العادية لاتحاد نقابات المهن الطبية، المنعقدة الجمعة بدار الحكمة، واحدة من أكثر جلساتها سخونة في السنوات الأخيرة، حيث تصاعد التوتر تدريجيًا ليصل إلى حد الاشتباك الكلامي والفعلي، في مشهد عبّر عن انقسام واضح داخل مكونات الاتحاد الأربع: الأطباء البشريين، وأطباء الأسنان، والصيادلة، والبيطريين.

بدأت ملامح التوتر مبكرًا، مع حضور نقيب الأطباء البيطريين، الدكتور مجدي حسن، إلى قاعة انعقاد الجمعية قبل أعضاء مجلس الاتحاد، وسط حالة من التحفز بعد انسحابه في وقت سابق من الاجتماع التمهيدي، احتجاجًا على رفض المجلس إدراج عدد من مطالبه على جدول الأعمال.

ومع انطلاق الفاعليات، وخلافًا للأعراف البروتوكولية للجمعية، بادر نقيب البيطريين بإلقاء كلمته مباشرة بعد رئيس الاتحاد، متجاوزًا الأمين العام، الدكتور علاء محمد، وهو ما أثار استياء عدد من الحضور ودفع ببعضهم إلى مغادرة القاعة.

وجاءت كلمة النقيب في محاولة منه لعرض عدد من المطالب التي كان مجلس الاتحاد قد رفض إدراجها ضمن جدول الأعمال، وهو ما انعكس لاحقًا في مداخلات ممثلي نقابة البيطريين، الذين سعوا خلال الجلسة للدفع بهذه المطالب مجددًا، ما ساهم في تصعيد التوتر داخل القاعة.

ومع الانتقال إلى مناقشة بند الميزانية العامة للعام المالي 2020 / 2021، تصاعدت حدة الاعتراضات من ممثلي نقابة البيطريين مع أعضاء النقابات الأخرى، الذين أبدوا تحفظات حادة على بعض البنود المالية والاستثمارية.

وتركزت الانتقادات بشكل مباشر على رئيس الاتحاد، الدكتور أسامة عبد الحي، الذي رد على أحد اعتراضات نقيب البيطريين قائلًا: هوريك، وهو ما اعتبره مجدي حسن تعليقًا غير لائق، وردّ عليه غاضبًا: إزاي رئيس الاتحاد يقولي هوريك وأنا بسجل اعتراض؟!

وفي محاولة لاحتواء الموقف، أوضح عبد الحي أن حديثه كان في سياق عرض تفاصيل الميزانية، وليس على سبيل التهديد أو التجاوز، مؤكدًا أنه قال: هوريك الميزانية كاملة.

التوتر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ اندلعت مشادات كلامية بين ممثلي البيطريين وعدد من أعضاء المجلس، وتحديدًا مع الأمين العام الدكتور علاء محمد، وصلت ذروتها عندما ألقى نقيب البيطريين الميكروفون باتجاه الأمين العام، بحسب شهود عيان، في أثناء مناقشة تمثيل نقابة البيطريين في شركة الثروة الحيوانية التابعة للاتحاد.

واعتبر الأمين العام هذا التصرف إهانة مباشرة، فانفعل غاضبًا على المنصة، متهمًا نقيب البيطريين بمحاولة “تهييج الأعضاء داخل القاعة حول موضوع محدد”، قبل أن يعلن انسحابه من الجلسة.

ولم يمر هذا التصعيد مرور الكرام، إذ دخلت نقابة أطباء الأسنان على الخط، بعدما عبّر نقيبها، الدكتور إيهاب هيكل، عن غضبه الشديد لما اعتبره “إهانة” لأحد ممثلي نقابته، الدكتور محمد علاء، الأمين العام للاتحاد.

وفي منشور له على صفحته الشخصية، قال الدكتور إيهاب هيكل: ما حدث اليوم في الجمعية العمومية لاتحاد المهن الطبية من تجاوز غير مقبول وتصرف غير لائق من نقيب البيطريين تجاه الأمين العام، يعتبر إهانة في حق الأمين العام ونقابة أطباء الأسنان التي يمثلها.

وأضاف: الأمين العام عينه مش مكسورة ليقبل الإهانة، فهو لم يأكل في الفورسيزونز على حساب أحد، ولم يقم بعمل عمرة أو حج على حساب أحد، ولم تتم دعوته للإقامة ثلاث ليالٍ في فندق سفير على حساب أحد، وبما أن معالي نقيب البيطريين لم يعتذر أمام الجميع في وقتها كما طلبت، فبصفتي وشخصي لا أقبل بأقل من اعتذار رسمي على صفحتهم الرسمية.

تزايدت المشادات أعلى المنصة وأمامها، ودخل ممثلو نقابات الأطباء والبيطريين والأسنان في حالة من الشد والجذب، وسط محاولات فاشلة للتهدئة، ما دفع رئيس الاتحاد، الدكتور أسامة عبد الحي، إلى إنهاء أعمال الجمعية قبل استكمال بنود جدول الأعمال، بعد انسحاب ممثلي نقابة أطباء الأسنان.

في المقابل، حاول رئيس الاتحاد، الدكتور أسامة عبدالحي، احتواء التوتر وامتصاص غضب الأعضاء قدر الإمكان، حيث اتسم أداؤه خلال الجمعية بضبط النفس وتفويت الفرص على محاولات التصعيد من جانب ممثلي نقابة البيطريين، وحرص في أكثر من موقف على إعادة الجلسة لمسارها الطبيعي، حتى في لحظة الاشتباك مع ممثلي نقابة الأسنان، بادر عبد الحي بالتقدم باعتذار رسمي نيابة عن نقيب البيطريين، في محاولة لتهدئة الأجواء والحفاظ على الحد الأدنى من التوافق بين مكونات الاتحاد.

وفي خضم هذه الأجواء المتوترة، رفضت الجمعية العمومية الميزانية المعروضة للعام المالي 2020 / 2021، ما يعني إعادتها للمناقشة في الجمعية القادمة بعد دراسة ملاحظات الجهاز المركزي للمحاسبات.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here