اللجنة المصرية السعودية المشتركة بحثت وساطات حل الأزمة مع قطر

23
اللجنة المصرية السعودية المشتركة بحثت وساطات حل الأزمة مع قطر
اللجنة المصرية السعودية المشتركة بحثت وساطات حل الأزمة مع قطر

افريقيا برسمصر. عقدت اللجنة المصرية السعودية المشتركة، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً بالعاصمة السعودية الرياض، ترأسه عن الجانب السعودي وزير الخارجية، فيصل بن فرحان، وعن الجانب المصري، وزير الخارجية سامح شكري، وسبقته اجتماعات على مستوى كبار المسؤولين شارك فيها مساعدو وزيري الخارجية من الجانبين، وناقشوا خلالها جملة من القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك تحضيرًا للقاء وزيري الخارجية.

وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية، لـ”العربي الجديد”، أنّ الموضوع الرئيس الذي احتل صدارة نقاشات الوزيرين ومساعديهم كان استعراض الوضع الحالي للخلافات بين ما يعرف بـ”الرباعي العربي”، أو “دول الحصار” ودولة قطر، في إطار محاولات ووساطات دولية وخليجية وعربية من أطراف متعددة، على رأسها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودولة الكويت، لتصفية الخلافات وتحسين العلاقات، استهدافاً لعودتها إلى ما قبل اتخاذ قرار “المقاطعة” أو الحصار في الخامس من يونيو/ حزيران 2017.

ورغم ذلك خلا البيان المشترك الصادر عن اللجنة من أي ذكر لهذه القضية، لكنه أشار إلى أنه تم “تبادل وجهات النظر حول أبرز التطورات الإقليمية والدولية، حيث أسفرت المشاورات بين الجانبين عن توافق الرؤى حيال العديد من القضايا والأزمات التي تمر بها المنطقة والعالم”.

وأكد الجانبان الأهمية التي تمثلها خصوصية العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين، باعتبارهما محوري استقرار للمنطقة سياسيًا واقتصاديًا وإسلاميًا وثقافيًا وعسكريًا، كما أنهما يأخذان في الاعتبار أن مستقبل المنطقة يُحتم تعزيز التعاون المشترك بين الدولتين ليدعم مصالح شعبيهما.

كما شدد الجانبان على أهمية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، وأكدا على أن الحل العادل الشامل يتطلب إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً لمبادرة السلام العربية ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وشدد الجانبان خلال الاجتماعات على رفض التدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومحاولات زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وأكدا على أهمية الدور العربي ودور جامعة الدول العربية في حل أزمات المنطقة في إطار القرارات الدولية ذات الصلة ووفق مبادئ القانون الدولي، كما أعربا عن أهمية تعزيز العمل العربي المُشترك.

وأكد الجانبان على أهمية ضمان حرية الملاحة في الخليج العربي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، ورفض أي محاولة للتأثير على حرية الملاحة بها، باعتبار أن ذلك يشكل تهديدًا للأمن والاستقرار الإقليميين.

وأكد الجانب السعودي، أنه “حفاظًا على الأمن المائي المصري باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن المائي العربي، وتعزيزًا لحفظ الأمن والسلم في القارة الأفريقية، دعمه لمساعي مصر نحو الوصول إلى اتفاق ملزم لكافة الأطراف بشأن سد النهضة، وذلك من خلال الدخول في مفاوضات جادة بين الأطراف المعنية، كونها هي الحل الأمثل للوصول إلى اتفاق يرضي كافة الأطراف، وأهمية بذل المساعي الحميدة أثناء عملية التفاوض”.

من جهته، عبّر الجانب المصري عن تضامنه مع المملكة العربية السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها القومي، كما أكد الجانب المصري رفضه أي اعتداءات على أراضي المملكة، مؤكدًا على أن أمن المملكة ومنطقة الخليج العربي يعد جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

كما شدد الجانبان على ضرورة الحفاظ على استقرار ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها، ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها ومحاولات زعزعة الأوضاع الداخلية والإقليمية من خلال دعم الإرهاب والتطرف، وشدد الجانبان على موقفهما المؤيد للتوصل لحل سياسي شامل وفقًا لم تم الاتفاق عليه في مسار برلين وإعلان القاهرة، ودعمهما لإعادة بناء الدولة الليبية ومؤسساتها.

وتعزيزًا للتعاون الاقتصادي بين البلدين، اتفقا على ضرورة إزالة المعوقات التي تعترض عملية زيادة التبادل التجاري والاستثمار بينهما، وقد أبدى الجانبان ارتياحهما التام لتطور التعاون في جميع المجالات، مع أهمية استمرار التنسيق الثنائي بين الخبراء للتوصل لمزيد من أوجه التعاون والتنسيق.

كما تم بحث تداعيات جائحة فيروس كورونا على البلدين الشقيقين والمنطقة والعالم، وتبعاته المؤثرة صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، بهدف صون حياة الإنسان وحماية سبل العيش وتقليل الأضرار الناتجة عن هذه الجائحة، والتأكيد على أهمية تنسيق الجهود وتبادل الخبرات وتجارب البلدين في تطبيق نظام التعليم عن بعد، ومنظومة الأمن الغذائي والإجراءات الصحية والطبية في التعامل مع هذه الجائحة، والتصدي لها والتغلب على تداعياتها السلبية.

وفي ختام البيان، شدد الجانبان على أهمية الاستمرار في آلية التنسيق والتشاور السياسي بينهما، باعتبار أن ذلك يعطي دفعة قوية وكبيرة للعلاقات الثنائية من جانب، والتنسيق حيال القضايا الإقليمية والعمل المتعدد من جانب آخر، وبما يدعم المصالح والأهداف المشتركة ويوحد الجهود لمواجهة التحديات الماثلة أمام الطرفين.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here