تحذير مصري وتلويح إيراني بالرد: النووي على حافة التصعيد

7
تحذير مصري وتلويح إيراني بالرد: النووي على حافة التصعيد
تحذير مصري وتلويح إيراني بالرد: النووي على حافة التصعيد

أفريقيا برس – مصر. قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الاثنين إن بلاده ترفض الأسلحة النووية ولا تسعى لامتلاكها، إلا أنه أكد أن طهران لا يمكن أن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم.

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في القاهرة، أكد عراقجي أنه إذا كان هدف المفاوضات النووية حرمان إيران من نشاطها السلمي فالاتفاق لن يكون ممكنا.

وأكد أن طهران مستمرة في المفاوضات حتى تأمين مصالحها ولا يوجد لديها ما تخفيه، وأشار إلى أن “الدبلوماسية هي الحل”، وفق تعبيره.

وقال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده سترد على المقترح النووي الأميركي الجديد قريبا.

وبشأن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، قال وزير الخارجية الإيراني “نأمل أن يتحقق وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى”.

من جهته، أكد وزير الخارجية المصري أن الجميع سيكون خاسرا في حال اللجوء إلى التصعيد العسكري بشأن البرنامج النووي النووي الإيراني.

وقال عبد العاطي إن القاهرة حريصة على منع التصعيد في المنطقة وعدم انزلاقها إلى الفوضى.

وأشار إلى أن أمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر مسألة شديدة الأهمية لدول المنطقة وللعالم بأسره.

وأعرب عبد العاطي عن دعمه للمحادثات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، قائلاً: “نعتقد أن هذه الفرصة لا يجب أن تُفوَّت”.

وأشار إلى استعداد مصر لتقديم “كل أشكال الدعم لضمان نجاح هذا المسار السلمي”، دون تحديد طبيعة هذا الدعم، كما عبّر عن ثقته الكاملة في جهود الوساطة التي تقودها سلطنة عُمان.

وفي وقت سابق، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عراقجي حيث أكد ضرورة وقف التصعيد للحيلولة دون الإنزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ستكون ذات تداعيات خطيرة على أمن ومقدرات جميع دول المنطقة وشعوبها.

تحذير من تفعيل آلية الزناد

وفي إشارة إلى التهديد باستخدام “آلية الزناد” لعودة العقوبات الدولية، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن أمله في ألا ترتكب الدول الأوروبية هذا الخطأ، مصرحًا: “ستكون سياسة خاطئة تُضاف إلى الأزمات الراهنة، وإنني متيقن من إمكانية التوصل إلى حلول أفضل والحؤول دون تفاقم الأزمات من خلال انتهاج الدبلوماسية”.

وعن المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، قال عراقجي: “إن إيران تمتلك برنامجًا نوويًا سلميًا بامتياز، ونحن واثقون تمامًا بشأن سلمية هذا البرنامج، كما نؤكد استعدادنا لمشاركة هذا الاطمئنان مع أي طرف أو مجموعة، وليس لدينا ما نخفيه في هذا الصدد. برنامجنا النووي شفاف وسلمي تمامًا، كما أن موضوع تخصيب اليورانيوم يُتابَع في الإطار ذاته”.

وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الإيراني أن “هذا الإنجاز العلمي الكبير تحقق بفضل جهود العلماء الإيرانيين، وقد دفع الشعب الإيراني ثمنًا باهظًا من أجل التوصل إليه، ومن بين هذه التضحيات تجدر الإشارة إلى شهداء العلم والعلماء الذين قدموا حياتهم في هذا الطريق، الأمر الذي يشير بوضوح إلى عزيمة الشعب الإيراني وتفانيه في مسار التقدم والازدهار”.

وأضاف: “إن هذه المفخرة العلمية تُشكل حقًا مشروعًا للشعب الإيراني، وقد اعتمدته القواعد الدولية ومعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT) أيضًا”.

عراقجي: قدمنا ضمانات نووية كاملة ونطالب برفع الحظر فورًا

لفت عراقجي إلى أن إيران سبق أن قدّمت ضمانات كاملة ووافية بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي، مستدركًا: “لذلك فإن الحظر الظالم المفروض على الشعب الإيراني لا يمكن القبول به”، مؤكّدًا أن “إيران تطالب برفع هذا الحظر فورًا”.

كما عبّر عن بالغ الشكر لموقف الحكومة المصرية الداعم لمسار المفاوضات النووية، وأيضًا دعمها للمباحثات الثنائية بين إيران والدول الإقليمية، قائلًا: “إن هذه المشاورات قائمة، حيث سيواصل ممثلو الجمهورية الإسلامية زياراتهم إلى دول المنطقة لوضعها في مستجدات المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة”.

وأشار رئيس السلك الدبلوماسي الإيراني إلى أن الجمهورية الإسلامية، جنبًا إلى جنب مع مصر، كانت في طليعة الدول التي طرحت فكرة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، مردفًا أن كلا البلدين قدّما اقتراحات ومبادرات دولية بارزة في هذا المجال، مشدّدًا على أن الموقف المبدئي الإيراني لا يزال داعمًا لهذه الفكرة، وأنها تعمل على تحقيقها.

عراقجي: إسرائيل تهدد نووياً والغرب يتجاهل

أكد وزير الخارجية الإيراني أن الكيان الوحيد الذي يمتلك الأسلحة النووية ويهدد باستخدامها علنًا هو الكيان “الإسرائيلي”، مبيّنًا أنه خلال الحرب على غزة صدرت تهديدات مباشرة على لسان مسؤولين “إسرائيليين” باستخدام الأسلحة النووية ضد سكان القطاع، إلا أن الغرب تجاهل هذه التهديدات، بينما فرض المزيد من الضغوط على إيران، رغم أن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية.

ومضى عراقجي إلى القول: إن الغاية الحقيقية وراء هذه السياسات هي منع إيران ودول المنطقة من اكتساب المعرفة العلمية والإنجازات التقنية، وإبقائها في حالة من التخلف، بينما يدعم الغرب كيانًا يمتلك السلاح النووي ويرتكب انتهاكات جسيمة بحق الإنسانية. وعلى الرغم من هذه السياسات الانتقائية، فإن إيران ستواصل مفاوضاتها لضمان حقوقها والدفاع عنها.

وأكد أن الفتوى الصادرة عن قائد الثورة الإسلامية بتحريم استخدام الأسلحة النووية هي الأساس الذي تستند إليه سياسة إيران وعقيدتها، مشددًا بالقول: ليعلم الجميع أن المبادئ الدينية في الجمهورية الإسلامية تعلو فوق كل شيء، وإن إيران تلتزم بهذه الفتوى تمامًا، كما أثبتت ذلك عمليًا.

وحول لقائه في القاهرة مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أوضح وزير الخارجية أنه ناقش معه أحدث التطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، مؤكدًا أن الوكالة يجب أن تحافظ على استقلالها وألا تخضع لضغوط بعض الدول الغربية التي تسعى إلى استغلالها لتشديد التوتر مع إيران، معربًا عن أمله بأن تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفادي الوقوع في هذا الفخ.

ضمانات

وتأتي زيارة عراقجي إلى القاهرة في أعقاب اقتراح أميركي بشأن اتفاق نووي محتمل. وحثت إيران الولايات المتحدة اليوم على تقديم “ضمانات” بشأن رفع العقوبات التي تخنق اقتصاد البلاد.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي أسبوعي في طهران “نريد ضمانات بشأن رفع العقوبات”، مضيفا “حتى الآن، لم يرغب الطرف الأميركي في توضيح هذه المسألة”.

وقال بقائي إن أي نص يتضمن “مطالب متطرفة ومرتفعة السقف ويتجاهل الحقوق والمصالح المشروعة للشعب الإيراني” لن يحظى بالتأكيد برد إيجابي من جانب إيران.

وأوردت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية السبت أن كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض قالت إن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف أرسل “اقتراحا مفصلا ومقبولا للنظام الإيراني، ومن مصلحته قبوله”.

وأجرت طهران وواشنطن 5 جولات من المباحثات بوساطة عمانية منذ أبريل/نيسان الماضي، مع تأكيد الجانبين إحراز تقدم، رغم تباين معلن بينهما بشأن احتفاظ إيران بالقدرة على تخصيب اليورانيوم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here