أفريقيا برس – مصر. صرّحت مصر بأنها مستمرة بالتنسيق مع “الشركاء” لتوفير حرية الملاحة، وذلك في أول تعليق لها على إعلان أمريكي بتشكيل تحالف دولي لمواجهة تهديدات جماعة الحوثي اليمنية باستهداف سفن “مرتبطة بإسرائيل” في البحر الأحمر.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية المصري سامح شكري، الخميس، مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية.
ومع استمرار هجمات الحوثيين في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت واشنطن في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري تشكيل تحالف متعدد الجنسيات لمواجهتها، يضم 8 دول أحدها عربية هي البحرين، فيما لم تعلن القاهرة أو المنامة موقفا رسميا من التحالف.
وقال شكري: “مصر تشترك في مبادئ خاصة بِحُرية الملاحة وضرورة الحفاظ عليها وحماية البحر الأحمر، والدول المشاطئة للبحر الأحمر تضطلع بمسؤولية دائمة في إطار تأمينه”.
وبينما ذكر أن مصر “تستمر في التعاون مع الكثير من شركائها لتوفير حرية الملاحة في البحر الأحمر”، إلا أنه لم يوضح الخطوات التي ستتخذها لضمان ذلك في إطار مواجهة التهديد الحوثي الطارئ.
وقال: “تم التباحث في إطار هذه المبادئ، والمملكة المتحدة عضو في تشكيل وحدة بحرية جديدة في هذا الإطار”.
وأكد شكري أن “مصر لها علاقات وتتعاون مع شركائها في أطر أخرى وتستمر في التنسيق والحديث في أفضل الوسائل لتوفير حرية الملاحة وضمان سير البضائع ومنع أي تأثيرات سلبية على سلاسل الإمداد”.
من جهته، بيّن كاميرون أن “هناك عدة دول تشارك في قوة بحرية، وأن بلاده قامت بالمشاركة في هذه القوة وإرسال سفن”، وفق ما نقلت الوكالة المصرية.
وأضاف كاميرون أنه “من المهم جدًا لمصر وبريطانيا والعالم أجمع تأمين البحر الأحمر، وإلا ستتأثر سلاسل الإمدادات وتتوقف البضائع ويحدث تضخم”، مضيفا: “لن نسمح بحدوث ذلك، فعملية الحفاظ على الممرات المائية أمر مهم”.
ويعدّ هذا أول تعليق مصري غير مباشر على إعلان واشنطن تشكيل تحالف لمواجهة التوترات بالبحر الأحمر، فيما أعلنت “هيئة قناة السويس” أكبر ممرّ ملاحي وأحد أبرز مصادر العملة الصعبة للدولة المصرية، في 17 ديسمبر، أنها “تتابع عن كثب توترات البحر الأحمر ومدى تأثيرها على الحركة الملاحية”.
وكشفت الهيئة في بيان وقتها، أن “55 سفينة فقط حوّلت العبور (غيرت مسارها) عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر الماضي”، مشيرة إلى أنها “نسبة ضئيلة مقارنةً بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة”.
والسبت، كشف متحدث الحوثيين باليمن، محمد عبد السلام، في منشور على منصة “إكس”، عن نقاشات وتواصل مع أطراف دوليين، برعاية سلطنة عمان، لخفض التصعيد في البحر الأحمر.
وخلال الأسابيع الماضية، نفذت الجماعة اليمنية عدة هجمات ضد سفن تبحر في البحر الأحمر، “متوجهة لإسرائيل”، وذلك “تضامنا مع قطاع غزة” الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة وحصار خانق.
وكان أبرز تلك الهجمات في 19 نوفمبر الماضي، عندما أعلنت “الحوثي” الاستيلاء على سفينة الشحن “غالاكسي ليدر”، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس