أفريقيا برس – مصر. أرجأت شركة الطيران الحكومية “مصر للطيران” حركة السفر بين القاهرة وطرابلس، انتظارا لعودة الهدوء إلى العاصمة الليبية، بينما تجري الخارجية المصرية اتصالات مكثفة مع الأطراف المعنية في ليبيا وممثليها بمصر، لمنع تصعيد الصراعات المسلحة، والعمل على السيطرة على الخلافات بين القوى الليبية، خشية انهيار حالة التهدئة التي تشهدها المدن الليبية. وقالت مصادر مصرية إن لجنة المتابعة المصرية المعنية بالشأن الليبي، التي تضم ممثلين عن أجهزة سيادية، تقوم برفع تقارير آنية إلى دوائر صنع القرار، تتضمن تفاصيل ميدانية وسياسية عن الأوضاع في غرب وشرق ليبيا، مشيرة إلى أن القاهرة تمتلك “صورة دقيقة ومحدثة” لما يجري على الأرض من خلال قنوات تنسيق مفتوحة مع مختلف الأطراف الليبية.
وأضافت المصادر أن التنسيق لا يقتصر على الأطراف الداخلية الليبية، بل يمتد إلى دول إقليمية مؤثرة في الملف الليبي، على رأسها تركيا، حيث جرى أخيراً اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره التركي هاكان فيدان، تناول مستجدات الأزمة الليبية وسبل احتواء التصعيد، إلى جانب ملفات إقليمية أخرى، من بينها التطورات في قطاع غزة. وفي هذا السياق، شددت المصادر على أن مصر “تدعم بشكل ثابت مسار التسوية السياسية في ليبيا، وترفض أي حلول عسكرية”، وتسعى إلى الحفاظ على وحدة المؤسسات الليبية، وتفعيل المسار الانتخابي الذي يضمن استعادة الشرعية وبناء مؤسسات قادرة على تأمين البلاد وإنهاء فوضى السلاح.
وفي بيان لوزارة خارجيتها، أعربت مصر عن بالغ قلقها إزاء التطورات المتسارعة في العاصمة الليبية طرابلس، على خلفية الاشتباكات المسلحة الدائرة بين مجموعات متنازعة، والتي تهدد، بحسب البيان، مقدرات الدولة الليبية وأرواح المدنيين. ودعا البيان جميع الأطراف الليبية إلى “إعلاء المصلحة الوطنية وإنهاء حالة التصعيد القائمة”، مشددة على ضرورة الاحتكام إلى صوت العقل للحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة الليبية، ومنع انزلاق البلاد نحو مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.
وفي السياق، قال شريف عبد الله، مدير المركز الليبي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مصر لا تلعب أي دور في الأحداث الجارية في العاصمة الليبية طرابلس، موضحاً أن التطورات الأخيرة تجري بمعزل عن التأثير أو التدخل المصري، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وأضاف أن القاهرة ليست لها أي مصلحة في انفجار الأوضاع الأمنية في طرابلس، بل على العكس، فإن استقرار العاصمة الليبية يخدم مصالحها، خاصة في ما يتعلق بأمن الحدود الغربية ومشاريع إعادة الإعمار. وأشار عبد الله إلى أن السيناريو الوحيد الذي قد يؤدي إلى تعقيد المشهد هو تدخل قوات خليفة حفتر في الأزمة، لكنه لفت إلى أن هذا الاحتمال ضعيف في ظل ما وصفه بـ”توتر غير مسبوق” في العلاقة بين القاهرة وحفتر، يجعل من غير المرجح أن يكون هناك تنسيق أو دعم مصري لتحركاته في الوقت الراهن.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس