“تويتر” يوقف حساب المجلس الأعلى للإعلام

5
"تويتر" يوقف حساب المجلس الأعلى للإعلام

أفريقيا برس – مصر. حساب رسمي حديث لا يتابعه أحد، ويتابع هو حساباً رسمياً واحداً فقط، هو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. هذا هو حال الحساب الجديد للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الذي انطلق قبل ساعات، ناشراً بشكل متوالٍ وسريع منشورات قديمة كانت على الحساب الأصلي الذي جمّدته إدارة “تويتر”.

وجاء إيقاف الحساب الأصلي للمجلس نتاج “مخالفات” لمعايير منصة التدوينات الأشهر عالمياً، بحسب العبارة التي تواجه زائري الحساب.

وفور انتشار خبر الإيقاف سادت مواقع التواصل حالة من السخرية الممزوجة بالشماتة بين مغردين رأوا أن المجلس بات بلا دور تجاه “مخالفات” فجّة تمارسها وسائل إعلام محلية، يفترض أن يتصدّى لها ويضبط أداءها وفق معايير مهنية، افتقدها على “تويتر”، فاستدعى وقفه.

بالمقابل، تفرّغ المجلس لملاحقة حسابات لأفراد وكيانات معارضة، بدعوى ملكية الصور والفيديوهات، سعياً لحجب حسابات المعارضين وقنواتهم.

وكذّب ردّ مقتضب على موقع المجلس، ما جاء في “تويتر”، وزعم أنّ “اختراقاً جرى للحساب استدعى وقفه”، وذلك قبل أن ينشئ المجلس حسابه الجديد.

وقال بيان المجلس: “لا صحة إطلاقاً لما تردّد حول إغلاق حساب المجلس على تويتر، وكانت هناك محاولة لاختراق الحساب وتم إغلاقه بالتنسيق مع المجلس للكشف عن تلك المحاولة والتعامل معها”.

وفي محاولة من “العربي الجديد” لتصفح الموقع الخاص بالمجلس الأعلى الذي نُشر عليه التكذيب، تبيّن أنّه لا شهادات موثوقية لديه، من تلك التي يمكن شراؤها بعدة آلاف من الجنيهات لتأكيد الثقة بالموقع بأنّه آمن، فيما تحذر المتصفحين من دخوله، لأنّ “هذا الموقع يحاول سرقة بيانات زائره”.

والطريف أنّ الموقع يتضمن اسم رئيس المجلس الأعلى للإعلام كرم جبر، فيما يظل مكان رئيس التحرير شاغراً، رغم أنّ الموقع كان له رئيس تحرير قبل شهور.

ورأى معلقون أنّ إيقاف “تويتر” لحساب المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بسبب “انتهاكه” قواعد المنصة، يفضح “رداءة وقبح” الجهة المسؤولة عن تنظيم الإعلام المصري.

وقال الصحافي فتحي أبو حطب إنّ قرار “تويتر” وقف حساب المجلس الأعلى للإعلام في مصر يعد خبراً “مهماً وخطيراً”، لأنّ أسباب “تويتر” لوقف الحسابات “مشينة” ولا تليق بمؤسسة مهمتها ضبط النشر.

وتابع في تغريدة له على “تويتر”: “لسنا بحاجة لمعرفة السبب لكي ننشر عن الخبر، وعلى المجلس الأعلى للإعلام أن يصارحنا بالحقيقة”.

وعدّد أبو حطب أسباباً محتملة للحجب، منها أنّه ربما خالف صفة وجوده على “تويتر”، فهو في الأصل مؤسسة رسمية، لكنّ حساب المجلس ينشر أخباراً سياسية، وله موقع صحافي ينشر الأخبار ويشارك في حملات موجهة، وتساءل: “هل خلط المجلس بين دور الناشر والمؤسسة الرسمية وعاقبه تويتر على ذلك؟”.

وينتقد متابعون عدم قيام المجلس بالحسم في شكاوى عدة قدّمها له متضررون من برامج فضائية ومواقع تبثّ أخباراً يتعدى مضمونها انتهاك معايير المهنية إلى ضرب ثوابت المجتمع.

وتعدّدت الشكاوى ضد تصريحات رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، التي دأب على إطلاقها على شاشة قناة نادي الزمالك، وتصل إلى حدّ الشتم والسب والإساءة لفظاً وإشارة إلى شخصيات ومؤسسات.

وقرّرت لجنة الشكاوى واللجنة القانونية بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فتح تحقيق عاجل بشأن تجاوزات قناة الزمالك، لم تظهر نتيجته بعد، فيما منصور مستمر بسلوكه على شاشة القناة المملوكة للنادي.

وتلقت اللجنة شكاوى كثيرة من أطراف متعدّدة ومن لجنة الرصد بالمجلس، حول مخالفات للأكواد الإعلامية، التي صدرت بموافقة جميع العاملين في الوسط الرياضي.

وصدر قبل سنوات قرار من المجلس إبان تولي الصحافي الراحل مكرم محمد أحمد رئاسة المجلس بحظر ظهور منصور، لذات الأسباب التي يسوقها منتقدو مرتضى حالياً.

وعام 2019 تعرّضت عدّة مواقع لصحف حكومية للاختراق، وظلت متوقفة لشهور، ما دفع الرئيس الحالي للمجلس ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة وقتها كرم جبر، إلى التصريح بأنّ علاج تأخر الاختراق متعمد، وقال إنّه وضع خطة لعمل بوابة واحدة شاملة تنطوي تحتها كل مواقع الصحف والمؤسسات القومية، بدعوى تسهيل تأمينها.

وجيء بكرم جبر رئيساً للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قبل عامين لسبب أفصح عنه من قبل رئيس مجلس النواب السابق علي عبد العال خلال الجلسة العامة للبرلمان، حيث وصفه بأنه “رجل يُعرف بالصلابة والقوة والوطنية، وهو أول من أعلن الحرب على الجماعة الإرهابية ولم يُغير رأيه على الإطلاق”، بحسب ما جاء في منشور لابنة كرم جبر، البرلمانية مي جبر.

غير أن الأوساط الصحافية تتحدث عن أسباب أخرى لتصعيد جبر، منها رواية رائجة تزعم أنّه تواطؤـ حينما كان رئيساً للوطنية للصحافةـ مع رئيس تحرير صحيفة الأخبار الحكومية خالد ميري للإيقاع بالصحافي الراحل ياسر رزق من أجل إطاحته من قائمة أقوى المرشحين لخلافة مكرم محمد أحمد في رئاسة الأعلى للإعلام.

جاء في الرواية أنّ ميري هاتف رزق، الذي كان رئيساً لمجلس إدارة أخبار اليوم التي تصدر “الأخبار”، ليبلغه بتذمر العمال والموظفين في المؤسسة من تأخر مستحقاتهم المالية، فتندر رزق على عنوان رئيس للصحيفة كتبه ميري، يمتدح الإنجازات الرئاسية، يناقض ما يعانيه الموظفون والعمال.

ونقل ميري مضمون الحديث إلى كرم جبر الذي أبلغه بدوره للرئاسة، وعوتب رزق وقتها من قبل السيسي، وأطيحَت فرصه في تولي رئاسة المجلس الأعلى للإعلام التي كان أقوى المرشحين لها لتتدهور صحة رزق أكثر، ويمضي بقية حياته على سرير المرض حتّى وفاته.

وشغل جبر رئاسة مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف أواخر عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك، قبل أن يطرده صحافيو المؤسسة وموظفوها خلال ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، متهمين إياه بتحويل إصدارات المؤسسة العريقة إلى “بوق” للحزب الوطني الذي كان جبر منتمياً إليه، كذلك كان مقرباً من جمال مبارك نجل الرئيس الراحل.

وردّد الصحافيون والموظفون هتافات تندّد بالفشل الإداري والمالي لجبر خلال نزوله على درج السلم من مكتبه، الذي لم يعد إليه مجدداً، لينزوي بعدها لعدة سنوات، قبل أن يظهر من جديد عقب الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز 2013 رئيساً لتحرير صحيفة إعلانية عقارية تسمى أونست، ثمّ يتولى بعدها رئاسة الهيئة الوطنية للصحافة، وقفز منها إلى المجلس الأعلى للإعلام.

ويشكو أصحاب مواقع مستقلة ومعارضة من رفض “الأعلى للإعلام” منحهم تراخيص العمل اللازمة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here