حملة للتبرع بالأكفان تكريماً لشهداء غزة

4
حملة للتبرع بالأكفان تكريماً لشهداء غزة
حملة للتبرع بالأكفان تكريماً لشهداء غزة

أفريقيا برس – مصر. بصوت ضعيف واهن، ووجه شاحب بسبب الشيخوخة والفقر، تطلب السبعينية المصرية سنية عبد العزيز من أحفادها فتح خزانة ملابسها، وإخراج مبلغ من المال كانت تدخره منذ سنوات، ثم تبلغهم بالتبرع به لشراء الأكفان لشهداء غزة من ضحايا العدوان الإسرائيلي.

تعيش السيدة المصرية في إحدى الحارات الشعبية بمحافظات الإسكندرية، ورغم أن المبلغ الذي تبرعت به لا يسمح إلا بشراء أعداد قليلة من “الأكفان”، إلا أنه كان كل ما تملكه، ورغم ذلك قررت التبرع به لدعم مقاومة الفلسطينيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي. وتقول إنها قررت فعل ذلك بعد ليالٍ طويلة قضتها في الدعاء والصلاة من أجل نصرة غزة، وإنها قررت مواصلة ادخار قدر من قيمة معاش تقاعدها البسيط للتبرع به لصالح أهالي فلسطين.

لم تقتصر فكرة التبرع بالأكفان على تلك السيدة السبعينية، بل انتشرت بين المصريين بشكل واسع خلال الأسابيع الأخيرة، وهي تتوسع مع تزايد توحش العدوان الإسرائيلي على القطاع، الأمر الذي شجع باعة الأكفان وبعض الجمعيات الخيرية على الترويج للتبرع بها عبر ملصقات في الشوارع، ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي اعتماداً على صور المجازر الإسرائيلية في غزة، وبعضها مذيل بعبارة “نرسل مندوبنا إلى الهلال الأحمر المصري للتصدق بالأكفان لأهلنا في فلسطين، ونمنحك فاتورة موثقة”.

وبشكل عام، يشهد بيع الأكفان في مصر ارتفاعاً ملحوظاً منذ بدء حملة التبرعات الإنسانية لصالح أهالي غزة المتضررين من العدوان على القطاع، وتضمين كميات من الأكفان مع المواد الإنسانية التي تنقلها حملات الإغاثة المنظمة إلى غزة. يروي إمام أبو عوف، وهو صاحب محل لبيع الأكفان بالإسكندرية: “لطالما كانت مبيعاتنا تعتمد على الطلب المحلي، لكن مع الحملة الكبيرة لدعم غزة، لاحظنا تغيراً كبيراً في السوق، وبدأ الناس يشترون الأكفان بكميات كبيرة للتبرع بها لأهالي غزة المتوفين من جراء العدوان”.

وتعمل ورش الخياطة على قدم وساق لتلبية الطلبات المتزايدة من الأكفان. يقول راشد مسعود، وهو أحد العمال في ورشة لتفصيل الأكفان في الإسكندرية: “نشعر بالمسؤولية لأننا نساهم في هذه الحملة الإنسانية، ونعمل لإنتاج أكفان عالية الجودة، ونتنازل عن أجورنا في الأيام المخصصة لإنتاج الأكفان التي تذهب كتبرعات إلى غزة”.

يشارك الشاب كريم عبد الرحيم في الحديث، قائلاً: “عندما شاهدت الأوضاع الصعبة في غزة، وسقوط آلاف الضحايا بسبب العدوان الإسرائيلي، شعرت بالمسؤولية، وقررت مع عدد من أهالي منطقتي، شراء ما نستطيع من احتياجات للأشقاء في غزة، وعندما لاحظنا النقص في الأكفان، قمنا بالتركيز عليها، وتعاقدنا مع مجموعة من المحال المتخصصة في بيعها لشراء كميات منها”.

يضيف عبد الرحيم: “نجمع التبرعات من أهالي المنطقة، ونتفق مع أصحاب محال الأكفان على الشراء بمقدار ما جمعناه من تبرعات، ولا نتسلمها بأنفسنا، بل نحصل على الفاتورة فقط، بينما يتسلمها مندوب الهلال الأحمر المصري، وهم من يتولون مهمة توصيلها إلى الهلال الأحمر في غزة”.

وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات التبرع لشراء الأكفان، ويقول منشور لجمعية “كفن الصالحين” الخيرية: “إلى أهل الخير ومحبي الصدقات، هبة أي كفن 200 جنيه فقط، والشحن مجاناً لأي مكان في مصر، ومتاح جميع أنواع الأكفان رجالي وحريمي وأطفال. نرسل مندوبنا إلى الهلال الأحمر المصري للتصدق بالأكفان لأهلنا في فلسطين، ونعطي لك الفاتورة، فبادر بالحجز، ولا تحرم نفسك الأجر والثواب. من كفَّن ميتاً كساه الله من سندس وإستبرق الجنة”.

ويقول عضو جمعية “كفن الصالحين”، محمد نبيل العبد، إن “الجمعية تعمل على توفير الأكفان للفقراء في مصر، وخلال الأسابيع الأخيرة يُرسَل الكثير منها إلى فلسطين لتغطية الطلب المتزايد عليها في غزة، باعتبار أن الاحتياج أكبر، والمصيبة أشد، يتم ذلك بعد الحصول على موافقة المتبرعين”.

يضيف: “التبرعات زادت خلال الأيام الأخيرة بعد إعلان توجيه الأكفان إلى شهداء غزة، ففتحنا خط اتصال مستمر مع مندوبي الهلال الأحمر لإدخال تبرعات الأكفان مع شاحنات المساعدات التي تصل إلى غزة عبر معبر رفح بمعرفة السلطات المصرية”.

وحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، تجاوز عدد الشهداء في القطاع 19 ألفاً منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، وكان نحو 70 في المائة منهم من الأطفال والنساء، فضلًا عما يزيد على 48 ألف مصاب، وأعداد كبيرة من المفقودين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here