سفير بريطانيا السابق يدعو إلى النصح بعدم السفر إلى مصر

1
سفير بريطانيا السابق يدعو إلى النصح بعدم السفر إلى مصر
سفير بريطانيا السابق يدعو إلى النصح بعدم السفر إلى مصر

أفريقيا برس – مصر. في تطور لافت في قضية الناشط المصري علاء عبد الفتاح، حثّ السفير البريطاني السابق لدى مصر، جون كاسون، المملكة المتحدة على نصح مواطنيها بعدم السفر إلى مصر رداً على رفض القاهرة إطلاق سراح عبد الفتاح، المواطن البريطاني المصري.

وقال كاسون لقناة بي بي سي البريطانية: “تتظاهر مصر بأنها صديقة للمملكة المتحدة وتعتمد على الزوار البريطانيين للحفاظ على اقتصادها. علينا أن نثبت أن ذلك لا يتوافق مع إساءة معاملة مواطنينا وإغلاق سفارتنا”. وأضاف السفير البريطاني السابق لدى مصر، من عام 2014 إلى عام 2018، أن وزارة الخارجية اتبعت “الأساليب الدبلوماسية المعتادة” لتأمين إطلاق سراح عبد الفتاح، لكن هذا “كشف فقط أن مصر تتهرب منا وتحاول الضغط علينا”، معتبراً أن الدولة في مصر “دولة بوليسية، إنها دولة عنيفة وانتقامية، وهي تسيء معاملة مواطن بريطاني يُدعى علاء عبد الفتاح”.

وخلصت لجنة تابعة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، إلى أن عبد الفتاح محتجز تعسفياً في السجن منذ عام 2019، لكن مصر ترفض منح القنصلية البريطانية حق الوصول إليه، فضلاً عن إطلاق سراحه. فيما دعا رئيس الحكومة البريطاني كير ستارمر، الخميس الماضي، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى إطلاق سراح عبد الفتاح.

وفي حديث سابق، علّقت ليلى سويف على الاتصال الهاتفي بين ستارمر والسيسي، بالقول إن “البيان الذي أصدره رئيس الوزراء البريطاني أوضح أنّه طالب بالإفراج عن علاء بأسلوب أقوى من السابق، أما ردّ الفعل الرسمي المصري فكان غير واضح، وتحدث البيان الذي أصدره مكتب الرئيس، كما العادة، عن فحوى المكالمة، باستثناء موضوع علاء”. وتابعت أستاذة الرياضيات في جامعة القاهرة سابقاً: “ننتظر معرفة أخبار أكثر عن المكالمة الهاتفية من الجانب البريطاني التي تأتينا منها الأخبار، في حين تتجاهلنا الحكومة المصرية ولا تُبلغنا شيئاً”.

وقال كاسون إن عبد الفتاح للتعذيب، وإن الدولة المصرية “أبقته في السجن بتهم ملفقة، وسبّبت معاناة كبيرة لعائلته، لكنها أيضاً تنتهك حقوق الحكومة البريطانية في ممارسة أعمالها الاعتيادية، وتمنع سفارتنا من أداء وظيفتها الأساسية المتمثلة في زيارة ودعم المواطنين البريطانيين عندما يواجهون مشكلات” وفق قوله.

وتحدث كاسون عن هذه القضية بعد توقيعه رسالة مشتركة مع اللورد هاين والليدي كينيدي من حزب العمال، تدعو الحكومة البريطانية إلى نصح الرعايا البريطانيين بعدم السفر إلى مصر، ليس فقط بسبب قضية عبد الفتاح تحديداً، إنما بسبب “عدم ضمان حماية الحقوق وغياب الإجراءات القانونيّة الواجبة”. وقال إنه خلال فترة عمله سفيراً “تعرض طالب من جامعة كامبريدج للتعذيب حتى الموت على مدار عدة أيام في زنزانة سجن. وكانت هناك امرأة بريطانية قضت عطلة على الشاطئ، ووجدت نفسها في زنزانة سجن لمدة عام بسبب حملها الكثير من مسكنات الألم في أمتعتها. كانت هناك أيضاً سلسلة من حالات الاختطاف” على حدّ قوله.

ويرى كاسون أن قضية علاء عبد الفتاح “تتطلب إرادة سياسية، ويجب أن تكون قضية حاسمة في علاقة المملكة المتحدة بمصر”. وتشير نصائح السفر الحالية الصادرة عن وزارة الخارجية البريطانية إلى أن بعض أجزاء مصر، مثل سيناء، “تعاني خطر الإرهاب”، ويقول أيضاً إن الإدلاء بتعليقات انتقادية للحكومة قد يُسبب صعوبات. مع ذلك، لا توجد تحذيرات بشأن المواقع السياحية الرئيسية.

وأشارت صحيفة ذا غارديان إلى أن مصر تعتمد على السياحة، التي ساهمت بنحو 31 مليار دولار في ناتجها المحلي الإجمالي في عام 2023، وتوفر ما يقرب من 9% من إجمالي الوظائف في البلاد، في الوقت الذي تعاني ضائقة مالية وثقل الديون. وفي عام 2024، استقبلت مصر عدداً قياسياً بلغ 15.7 مليون سائح، متجاوزةً الرقم القياسي المسجل في العام السابق والبالغ 14.9 مليون سائح. ويزور مصر أكثر من 500 ألف بريطاني سنوياً.

وتأخذ قضية عبد الفتاح زخماً جديداً داخل المملكة المتحدة، بعد مطالبة عدد من النواب في مجلس العموم البريطاني بأن تضغط الحكومة البريطانية على مصر للإفراج عنه، فيما أعادت والدته ليلى سويف إضرابها الكامل عن الطعام الأسبوع الماضي، ولتعتصم بشكل يومي أمام داونينغ ستريت في لندن للضغط على رئيس الحكومة. ويُنظم بشكل دوري أنشطة عديدة من قبل كتّاب وناشطين بريطانيين لدعم حراك إطلاق سراح صاحب كتاب “أنت لم تُهزم بعد”، والذي يخوض هو بدوره إضراباً عن الطعام منذ الأول من مارس/ آذار الماضي.

وقضى عبد الفتاح، الكاتب والناشط السياسي البالغ 43 عاماً، والحاصل على الجنسية البريطانية عام 2022 عن طريق والدته، معظم العقد الماضي خلف القضبان في قضايا عدة، آخرها بتهمة “نشر أخبار كاذبة” قبل 5 سنوات، وقد صار من أبرز السجناء السياسيين في مصر، علماً أنه كان أحد الشخصيات البارزة في ثورة 2011 التي أطاحت الرئيس المخلوع حسني مبارك، ولا يزال محتجزاً في ظل إدارات متعاقبة منذ ذلك الحين. وترفض الحكومة المصرية الاعتراف بالجنسية البريطانية لعبد الفتاح، ولا تتيح للسفارة البريطانية في القاهرة أي تواصل قنصلي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here