ليلى سويف من داونينغ ستريت: إضراب عن الطعام حتى تحرير علاء

1
ليلى سويف من داونينغ ستريت: إضراب عن الطعام حتى تحرير علاء
ليلى سويف من داونينغ ستريت: إضراب عن الطعام حتى تحرير علاء

أفريقيا برس – مصر. عادت الأكاديمية المصرية ليلى سويف إلى لندن بعد زيارة للقاهرة، لتستأنف إضرابها عن الطعام في العاصمة البريطانية إلى حين تحرير ابنها الناشط السياسي علاء عبد الفتاح من السجون المصرية، علماً أنّه أنهى محكوميته من دون أن يُفرَج عنه حتى الآن. ومنذ يوم الثلاثاء الماضي، تعمد ليلى سويف إلى المرابطة أمام مقرّ رئيس الحكومة البريطاني الرسمي في “10 داونينغ ستريت” بالعاصمة لندن، لمدّة ساعة يومياً، مع أفراد من العائلة وأصدقاء، فيما يلتحق بهم متضامنون وسياسيون وإعلاميون، وذلك في اعتصام مفتوح لمطالبة حكومة المملكة المتحدة بالعمل على الإفراج عن علاء عبد الفتاح الذي يحمل أيضاً الجنسية البريطانية.

ويبدو أن إضراب ليلى سويف الجديد عن الطعام يلقى صدى في داخل “داونينغ ستريت”، إذ أجرى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الخميس، حثّ في خلاله ستارمر السيسي على الإفراج العاجل عن المواطن البريطاني علاء عبد الفتاح “ليتمكّن من العودة إلى عائلته”، مشدّداً على أهمية “إنهاء معاناة علاء وعائلته”. يُذكر أنّ الزعيمَين ناقشا، في خلال اتصالهما، المستجدّات في قطاع غزة، بحسب ما جاء في بيان بريطاني رسمي.

وعلّقت ليلى سويف على الاتصال الهاتفي بين ستارمر والسيسي، قائلةً إنّ “من الواضح من البيان الذي أصدره رئيس الوزراء البريطاني أنّه طالب بالإفراج عن علاء بأسلوب أقوى أكثر من السابق”. أضافت أنّ “ردّ الفعل المصري غير واضح، إذ إنّ البيان الصادر عن مكتب الرئيس المصري، كما العادة، يتحدّث عن فحوى المكالمة إلا موضوع علاء”. وتابعت أستاذة الرياضيات في جامعة القاهرة سابقاً أنّها والعائلة “في انتظار معرفة أخبار أكثر عن هذه المكالمة الهاتفية من الجانب البريطاني”، مؤكدةً أنّ “الأخبار، للأسف، تأتينا فقط من الجهة البريطانية، فيما الحكومة المصرية تتجاهلنا ولا تُبلغنا بأيّ شيء”.

وفي زيارتها الأخيرة للقاهرة، التي سُجّل في خلالها تضامن واسع معها من قبل شخصيات وناشطين مصريين، تقدّمت ليلى سويف بطلبَين جديدَين أمام النائب العام المصري للإفراج عن علاء عبد الفتاح، بعد قضائه كامل مدّة محكوميته المحدّدة بخمس سنوات وذلك على خلفية تهم مزعومة حول نشره أخباراً كاذبة، علماً أنّه اعتُقل في 28 سبتمبر/ أيلول من عام 2019. وبحسب المحامي الحقوقي المصري خالد علي، فإنّ النائب العام رفض طلب احتساب مدّة الحبس الاحتياطي، ما يعني أنّ علاء عبد الفتاح سوف يبقى في السجن حتى الثالث من يناير/ كانون الثاني من عام 2027، في حين ترفض الحكومة المصرية الاعتراف بجنسيته البريطانية ولا تتيح للسفارة البريطانية في القاهرة أيّ تواصل قنصلي في هذا السياق.

وعن التضامن الحالي معها في المملكة المتحدة، أشارت ليلى سويف إلى أنّه مهمّ، رابطةً ذلك بكون الحكومة البريطانية “ما زالت تهتمّ بالرأي العام، وتهتمّ بموقف أعضاء البرلمان والصحافة، ما يدفعها إلى إدراج وضعي الصحي وموضوع علاء على أجندتهم، وبالتالي إيلائهما أولوية”. وتحدّثت عن زيارة عدد من البرلمانيين لها وعن اللوردات الذين يكتبون ويستجوبون، وكذلك عن الاهتمام الكبير من قبل وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية، مبيّنةً أنّ “التضامن يأخذ أشكالاً مختلفة”. ولفتت إلى أنّ “مساء أمس الخميس، كانت فعالية هنا أمام مقرّ داونينغ ستريت بمشاركة عدد من الكتاب والفنانين”، قرؤوا مقتطفات من كتاب علاء عبد الفتاح “أنت لم تُهزم بعد” وذلك “بطريقة مؤثّرة”.

تجدر الإشارة إلى أنّ حالة ليلى سويف الصحية ونُقلت إلى مستشفى “سانت توماس” في لندن، في 25 فبراير/ شباط الماضي، بعد أن أمضت 156 يوماً في إضراب كلي عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن نجلها. وفي بداية مارس/ آذار الماضي، انتقلت إلى الإضراب الجزئي عن الطعام، لكنّها عادت هذا الأسبوع إلى الإضراب الكلي، فتوقّفت مرّة جديدة عن تناول المكمّلات الغذائية التي تحتوي على 300 سعرة حرارية والتي التزمت بها في خلال إضرابها الجزئي عن الطعام على مدى الأشهر الثلاثة الماضية. وقد فقدت سويف أكثر من 30 كيلوغراماً من وزنها منذ بداية خوضها الاعتصام والإضراب عن الطعام في سبتمبر/ أيلول 2024، ليصل وزنها إلى 49 كيلوغراماً، وهي تتناول في الوقت الراهن فقط شاي الأعشاب والقهوة السوداء والأملاح الخاصة بالتجفاف.

وعن حالتها الصحية، قالت ليلى سويف: “الحمد لله.. الله ما زال معي وما زلت أقف على قدمَيّ”، مشدّدةً على أنّ “التضامن القوي يعطيني طاقة هائلة هنا في لندن، لكنّ التضامن الذي رأيته في مصر أثّر في نفسي كثيراً مع وجود مخاطرة في التضامن معي هناك”. وتابعت أنّ “أكثر ما يؤثّر فيّ ويشدّ من عزيمتي رسائل التضامن التي تصلني من قطاع غزة، وفلسطين عموماً، ومن سورية، ومن بلدان تمرّ بظروف لم نرَ مثلها من قبل”، لافتة إلى أنّ “جسدياً صرت أضعف، أمّا معنوياً فأنا ممتازة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here