مليون و375 ألف ولادة قيصرية بمصر.. ما الأسباب؟

13

تحتل مصر المرتبة الثالثة عالميا في الولادة القيصرية، وفقا لبيان لجنة الصحة بمجلس النواب العام الحالي، ومع أن الولادة القيصرية تجرى لحالات معينة، تشكل فيها الولادة طبيعية تهديدا لحياة أو صحة الأم والطفل، فإن هناك من يرى أن هناك زيادة غير منطقية في نسب هذه العمليات.

ووصلت المعدلات -حسب مسح صحي أجرته وزارة الصحة والسكان- العام الماضي إلى 52% من معدلات الولادة كلها، بمعدل نحو مليون و375 ألف ولادة قيصرية بمستشفيات القطاعين الخاص والحكومي، وأكد المسح الصحي أن عدد الولادات الطبيعية بلغ مليون و225 ألف ولادة.

وينفق المصريون نحو 15 مليارا و525 جنيها سنويا على الولادة القيصرية، مقابل ثلاثة مليارات و675 مليون جنيه للولادة الطبيعية (الدولار يعادل 16 جنيها مصريا)، وفق المسح الصحي السكاني الصادر من وزارة الصحة والسكان العام الماضي. فما سبب اللجوء لكل نوع من الولادة، وما النوع الأكثر أفضلية على الناحية العلمية والطبية؟

صورة ذهنية
يجيب الدكتور عمرو حسين، استشاري النساء والتوليد، خلال تصريحاته للجزيرة نت قائلا إن الصورة الذهنية السائدة في مصر تلعب دورا في زيادة الولادة القيصرية، على اعتبار أنها أخف ألما من الولادة الطبيعية، وأكثر يسرا، مما يجعل الكثير من الحوامل يتجهن إليها للتخلص من الآلام وإنهاء الولادة بسرعة.

كما أن هناك حالات تحتاج إلى إجراء الولادة القيصرية لأسباب طبية يحددها الطبيب كنزيف ما قبل الولادة الذي تتعرض له الحامل، أو لضيق الحوض، أو لوجود مشاكل في الرحم كضعف انقباضه أو كبر حجم رأس الجنين.

ويتابع حسين أن الأم تخرج من العملية بجرح كبير بالبطن يصل طوله لنحو عشرة سنتيمترات، ولهذا تحتاج إلى الراحة التامة وعدم الحركة لأيام، وقد تتعرض لمخاطر التصاقات البطن أو المشيمة بالجرح في حالة تكرار الولادة القيصرية، الأمر الذي يتطلب متابعة طبية لتحديد النوع الأنسب للولادة بالنسبة للحامل.

وقال إنه بدل الولادة القيصرية، فالأفضلية -إذا لم تكن هناك حاجة طبية- تعود إلى الولادة الطبيعية، والحرص على التمارين الرياضية الخاصة بمناطق البطن والحوض والظهر لتقوية القدرة على الاحتمال، بدل الاستسهال واللجوء للعمليات القيصرية التي باتت منتشرة في مصر، في الوقت الذي تنصح فيه منظمة الصحة العالمية بعدم خروج نسب الولادة القيصرية بأي دولة عن 15% من نسب الولادة.

الدكتور أحمد طاهر، استشاري طب النساء والتوليد، قال للجزيرة نت إن الولادة القيصرية عبارة عن عملية كبرى يتم فتح البطن خلالها بمعدل كبير بعد تخدير الحامل، حيث تفقد المرأة الكثير من الدم، أما الولادة الطبيعية فتحدث من خلال دفع الجنين للخارج عبر الرحم، لافتا إلى الشفاء والتعافي من العمليات القيصرية أبطأ من الولادة الطبيعية التي تشفى منها الحامل سريعا.

آثار الجرح
وأضاف أنه في المعتاد لا ينصح بالولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية مراعاة لآثار الجرح القديم في البطن للحامل، وهو أمر يحدده الطبيب وفق طبيعة الحالة التي أمامه.

وحذر طاهر من تداعيات الولادة القيصرية على الطفل المولود قائلا “في الولادة الطبيعية يتهيأ الطفل للخروج إلى العالم الخارجي بعد أن كان يعيش داخل الرحم، حيث تتطور الوظائف الحيوية للجنين بصورة طبيعية ليكون قادرا على التعايش مع البيئة الخارجية بعد الولادة، وهو ما يتم بصورة تدريجية وصحية، أما في الولادة القيصرية فيخرج الطفل إلى الحياة بصورة مفاجئة للحياة، ويكون عليه التكيف معها بسرعة كبيرة، مما يجعل الولادة الطبيعية أفضل بالنسبة للطفل المولود”، على حد قوله للجزيرة نت.

المصدر : الجزيرة

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here