هل بات حلم الفوز بكأس العالم للمنتخبات العربية ممكناً؟

8
هل بات حلم الفوز بكأس العالم للمنتخبات العربية ممكناً؟
هل بات حلم الفوز بكأس العالم للمنتخبات العربية ممكناً؟

عبدالله عمر

أفريقيا برس – مصر. كلنا شاهد الأداء الكبير والفوز المستحق للمنتخب المغربي أمام نظيره البرازيلي العريق وصاحب الارث الكبير وحامل الرقم القياسي في الفوز بكأس العالم بخمسة ألقاب. فوز المنتخب المغربي لم يأت من فراغ أو من قبيل الصدفة، بل هو إمتداد للأداء البطولي الذي قدمه في نهائيات كأس العالم في قطر 2022 وحقق من خلاله المركز الرابع في أفضل آداء لمنتخب عربي وأفريقي في تاريخ نهائيات كأس العالم، هذا الانجاز الذي جعل كل عربي وكل افريقي يشعر بالفخر، وبأن تحقيق الأحلام ممكن وليس مستحيلا.

الجميع يدرك أن المنتخب المغربي يملك لاعبين من أعلى طراز وينشطون في الدوريات الاوروبية الكبرى، ولكن لم يتوقع أشد المتفائلين بالإنجاز الذي حققه المنتخب في نهائيات كأس العالم واطاحته بمنتخبات عريقة لها تاريخ كبير في المنافسات العالمية، كالمنتخبين الاسباني والبرتغالي، واللذين يملكان في صفوفهما صفوة نجوم العالم، وكانا من الفرق المفضلة للفوز بكأس العالم. كذلك لم يتوقع أحد أن يستمر المنتخب المغربي بتقديم هذا الاداء الرائع كعادة المنتخبات العربية التي كانت طوال تاريخها تظهر بسرعة ومن ثم تختفي بشكل أسرع، لذلك من حق الجماهير العربية والافريقية بأن تفتخر بانجازات المنتخب المغربي وتقدم له الدعم المعنوي والذي بلا شك كان الدافع الاساسي لكل هذه الانجازات.

فوز عربي أول على البرازيل

لا شك في أن مواجهات المنتخبات العربية ضد المنتخب البرازيلي لم تكن نتائجها إيجابية، وفي معظمها تكبدت منتخباتنا خسائر كبيرة، ففوز المنتخب المغربي هو الاول لمنتخب عربي لعب أمام المنتخب البرازيلي، فبعد 24 محاولة باءت كلها بالفشل، جاء المنتخب المغربي ليغير هذه المعادلة ويثبت للعالم أن الفوز على اقوى منتخبات العالم وأعرقها هو شيء ممكن، كذلك أثبت أن مسيرة التطور التي يمر بها المنتخب لم تتوقف وما زالت مستمرة، وأنه جاهز لينافس اقوى الفرق العالمية في المسابقات الدولية القادمة.

البرازيل تعاني

يمر المنتخب البرازيلي بأسوأ أيامه على كافة الاصعدة، فالمنتخب الذي كان مجرد ذكر اسمه يرعب الخصوم ويدب الرعب في قلوبهم لم يعد كذلك، فمنذ فوزه بنسخة كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 بقيادة الظاهرة البرازيلية رونالدو والمدرب لويس فيليب سكولاري لم يعرف أبداً خارطة الفوز باللقب مجدداً، وفشل فشلاً ذريعاً رغم امتلاكه الكثير من نجوم كرة القدم ومدربين من أعلى طراز، فكرة القدم البرازيلية تعيش حالة من التخبط على الصعيد الرياضي وأيضاً على الصعيد الفني، فمنذ خروجه من الدور ربع النهائي في مونديال قطر ورحيل مدربه تيتي لم يستقر الإتحاد على تعيين مدرب دائم للمنتخب، واكتفى بتعيين مدرب مؤقت. وتشير التوقعات الى أن الاتحاد البرازيلي ينوي تعيين مدرب أجنبي لأول مرة ليتولى قيادة المنتخب في الاستحقاقات المقبلة لعله يستطيع تحقيق ما لم يستطع تحقيقه المدرب المحلي، وهذا ما أكدته تصريحات العديد من اللاعبين البرازيليين السابقين على وسائل الإعلام الذين يدعمون هذه الخطوة لتطوير كرة القدم البرازيلية، فهذه البلاد التي تتنفس كرة القدم، لم تعدد تتحمل المزيد من الاخفاقات وخيبات الامل.

كرة القدم العربية في تطور

المتابع لكرة القدم العربية يدرك أنها تعيش تطوراً كبيراً حدث في السنوات القليلة الماضية، وبالرجوع الى نهائيات كأس العالم قطر 2022 يمكننا فهم هذا التطور، فلم يقتصر دور المنتخبات العربية في هذه النسخة من كأس العالم بالمشاركة فقط كما حصل في معظم بطولات كأس العالم عبر التاريخ. في هذه النسخة كانت مشاركة المنتخبات العربية مختلفة باستثناء المنتخب القطري مستضيف البطولة والذي قدم آداء مخيباً لم يرتق الى مستوى المونديال ولا لآمال وتطلعات جماهيره واقصي من الدور الأول بثلاث هزائم، ويمكن تفسير هذا بعدم قدرته على التعامل مع الضغوط في مشاركته المونديالية الاولى.

المنتخب السعودي قدم آداء جيداً وهزم الأرجنتين بطل النسخة في مباراته الافتتاحية وكان الطريق سالكاً للتأهل للدور التالي إلا أنه خسر في المباراتين التاليتين وخرج من الدور الأول. أما منتخب تونس فقد قدّم أيضاً آداء قوياً ولكنه لم يستطع التعامل بشكل جيد مع المباريات السهلة في مجموعته، الا انه أنهى مبارياته بفوز تاريخي على منتخب فرنسا حامل نسخة بطولة 2018 التي أقيمت في روسيا ووصيف نسخة قطر، هذا الفوز الذي جعل كل العرب فخورين بهذا الاداء وهذا الفوز لما يحمله من دلالات تاريخية وسياسية، ولكن ما قدمه المنتخب المغربي كان إستثنائياً وسيظل خالداً في تاريخ كرة القدم العربية وفي ذاكرة الشعوب العربية من محيطها الى خليجها.

الحلم العربي بكأس العالم

مر في تاريخ كرة القدم الكثير من المنتخبات العربية القوية والتي تركت بصمات في المنافسات القارية والعالمية، ولكن أياً من هذه المنتخبات لم يستطع المواصلة على نفس الوتيرة وكان بريقها يخفت بسرعة كبيرة. ولكن، وبعد هذ الفوز المستحق الذي حققه المنتخب المغربي أمام نظيره البرازيلي في مدينة طنجة برز السؤال التالي: هل فوز منتخب عربي بكأس العالم بات أمراً ممكناً؟ وهذا الحلم الذي حلمت به أجيال وأجيال، هل أصبح قريباً؟ لا شك أن الجواب نعم، فما رأيناه من المنتخب المغربي سواء في نهائيات كأس العالم قطر 2022 وما تلاه من فوز على المنتخب الأعظم في تاريخ كرة القدم يجعلنا متأكدين بأن منتخباتنا العربية قادرة على المنافسة على أعلى المستويات وخصوصاً المنتخب المغربي الذي أثبت أن نهضته الكروية ليست مؤقتة وبأنها مستمرة وفي عملية تصاعدية، وبالمزيد من العمل والانضباط يمكننا أن نشهد على لحظة تاريخية بتتويجه بطلاً لكأس العالم في النسخة القادمة عام 2026.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here