على مدار السنوات الأربعة الأخيرة ظل الإعلام الرسمي التابع لحكومة الوفاق مشيدا بكل وزاراتها ناقلا الصورة الوردية رغم كل تقارير ديوان المحاسبة التي فضحت حجم الفساد في الإدارة الليبية بما في ذلك قطاع الصحة الذي سبق الجميع قبل إعلان حكومة الوفاق بسنوات مع فضائح ملف الجرحى الذي نثرت ليبيا من خلاله ملايين الدولارات على مشافي عواصم الإقليم وما حدث به من اختلاسات وليس انتهاء بصرف المليارات على قطاع الصحة داخل البلاد .
مليارات صرفت هنا وهناك دون أن يرى المواطن أي منجز ما يتماهى مع المثل القائل “نسمع جعجعة ولا نرى الطحين”، واليوم تغير خطاب الإعلام الرسمي لحكومة الوفاق إزاء قطاع الصحة المتدني بعد أن كان يكيل المديح أو يغض البصر عن فساد القطاع فبعد شبح تفشي كورونا صار إعلاما ناقدا كونها أصبحت مسألة حياة أو موت وقد صرفت الحكومات المتعاقبة ما قدره 20 مليار دولار على القطاع على مدى الـ7 سنوات الماضية.
الحكومة الليبية ليست أفضل حالا وإن كانت أقل صرفا لا فسادا، وإعلامها بدوره أسوة بإعلام الوفاق مارس الخداع في تغطية ما يعرف بإنجازات حجر الأساس لمشاريع لم تنجز وقص شريط لمؤسسات لا تعمل.
الحكومتان اليوم في هدر المال العام سواء، وفي الصحوة سواء، ما يستوجب اليوم تأجيل المحاسبة وتوحيد الجهود لعل الدولة بشطريها المنقسمين تنجح في مكافحة جائحة تتفشى في كل قارات العالم فيتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه والخروج بليبيا بأقل الضرر في حالة تفشي وباء كورونا.