تسربت خلال الآونة الأخيرة أخباراً مفادها عزم وفد رسمي ليبي التوجه لزيارة فرنسا تلبية لدعوة الأخيرة، “أخبار ليبيا24” تواصلت مع عدد من الأطراف الفاعلة والمشاركة في جولات الحوار الذي رعته المغرب والجزائر ومصر وفرنسا، بحثاً عن إجابة للسؤال: ماذا تريد فرنسا من ليبيا؟
4 ملفات
في 24 من أبريل من العام الجاري، قامت السفيرة الفرنسية السابقة لدى ليبيا برجريت كرومي بزيارة رسمية لمدينة مصراتة.
إذ قال المتحدث باسم المجلس البلدي مصراتة أسامة بادي، وقتذاك إن زيارة “كورمي” تمحورت حول 4 ملفات “سياسي، أمني – عسكري- إنساني، و اقتصادي، مضيفاً أنهم طالبوا السفيرة الفرنسية خلال زيارتها بأن تقوم فرنسا بإحداث التوازن في ليبيا.
عدم رضا
لا ينكر بادي أنهم أبدوا وجهة نظرهم للوفود الفرنسية خلال زيارتهم مصراتة والممثلة في عدم رضا المجلس على الدور الذي تلعبه فرنسا في ليبيا بدعمها لطرف على حساب الأطراف الأخرى، ومحاولتها الاستفراد بالملف الليبي، وفق قوله.
وينقل المتحدث باسم المجلس البلدي مصراتة عن الفرنسيين نفيهم أن يكون لهم أي أطماع في جنوب ليبيا، وأن الهدف من مساعيهم فقط هو استقرار الجنوب لكي لا يكون بؤرة للإرهاب يهدد استقرار وأمن ليبيا والدول المجاورة.
مصالح لا أطماع
ويؤكد عضو المجلس الأعلى للدولة أبو القاسم أقزيط ، أن لدى فرنسا مصالح لأسباب جيواستراتيجية واضحة.
ووصف “اقزيط” لـ”أخبار ليبيا24″ مقاربة فرنسا للحالة الليبية بالمتسرعة والفاقدة للرؤية، مشيراً إلى فشل الطرح الفرنسي بالمتعلق بمواعيد الانتخابات لعدم واقعيته، وفق قوله
ويتابع عضو المجلس الأعلى للدولة واصفاً حديث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن الانتخابات في ليبيا بشكل حازم وحاسم، وكأنه يتكلم عن انتخابات في مرسيليا أو تولوز، بـ “المستفز”، والفاقد للذوق السياسي.
امتداد جغرافي
يقول المحلل السياسي علي فيدان إن فرنسا تعتبر أفريقيا عمقها الاستراتيجي، ويربط حديثه بأطماعها في بعض ثروات المنطقة الجنوبية، والتي من بينها النفط الصخري، بحسب قوله.
يتابع “فيدان” قوله أن التحركات التي تقوم بها فرنسا في ليبيا، ليس المقصود بها إنقاذ ليبيا من أزماتها، وعزا جزمه لعدم استدعائها الأطراف الفاعلة في ليبيا، وليس أطراف معينة فحسب.
ويؤكد المحلل السياسي أن نفوذ فرنسا في ليبيا تقلص خلال المدة الأخيرة بسبب التدخل الأمريكي المباشر في اللعبة الليبية، واتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالأطراف الليبية لإيقاف مهزلة الموانئ النفطية ونقل إدارتها إلى المؤسسة الليبية للنفط طرابلس.
حرس ثرواتها
ويذهب الكاتب الصحفي أبوبكر البغدادي إلى أنه لا يخفى على أحد وجود مصالح لفرنسا في المنطقة وخصوصيتها من ناحية تاريخية بعد استعمارها فزان وزعمها “حرس ثرواتها,”!
وأشار البغدادي إلى أن فرنسا تعتبر ليبيا امتدادا جغرافيا لها، لا سيما أن دول جوار ليبيا العربية منها والأفريقية كانت مستعمرات فرنسية، وفق قوله.
يواصل الكاتب الصحفي :”أطالب الليبيين بأن يحددوا مع من تكون مصالحهم، ففرنسا تزعم أن لها مصالح مشتركة مع ليبيا خاصة فيما يخص حقل مرزق”.