أفريقيا برس – ليبيا. اعتبر وليد الشريف الناشط السياسي والحقوقي الليبي في حواره مع “أفريقيا برس” إلى أن الجهود الدولية لإغاثة المنكوبين في كارثة درنة قد تأخرت كما أنها غير كافية وتحتاج البلد إلى المزيد منها، حسب وصفه.
وأشار الشريف إلى أن التلاحم الشعبي الذي ظهر أعقاب هذه الكارثة قد تساهم في الضغط على حكومتي الشرق والغرب لأجل التوحد وتجاوز الانقسام، كما بوسع الكارثة أن تساهم في توحيد المؤسسة العسكرية خاصة بعد الترحاب الشعبي بقوات الجيش من الغرب حين حلت بمناطق الشرق غير أن جهود التوحد تبقى ضئيلة في ظل رغبة بعض الأطراف في إطالة أمد الأزمة السياسية للحفاظ على تموقعها في المشهد، حسب تقديره.
ووليد سعد الشريف هو ناشط حقوقي وسياسي ليبي مهتم بالشأن العام.
آمنة جبران
كيف تقيم جهود القوى الحكومية وجهود المجتمع المدني في مواجهة إعصار درنة؟
كانت قوات الجيش أول من استجاب لكارثة درنة وقامت بالتدخل العاجل بما تملك من إمكانيات بشرية ولوجستية ثم تلاها تدخل حكومتي الشرق والغرب وقاموا بتشكيل غرفة طوارئ لإدارة الأزمة وقاموا بتسيير قوافل من المساعدات المختلفة إلى مدينة درنة ولازالت هذه الجهود المستمرة والتي شملت تقديم المساعدات الصحية والخدمية والإغاثة لسكان المدينة والمدن المنكوبة وكذلك المساعدات التي أرسلت من كافة المدن الليبية في الشرق والغرب والجنوب وتطوع المئات من المواطنين للمساعدة كان لها أثر كبير، ولكن على الرغم من الجهود الكبيرة إلا أنه كان هناك تخبط في إدارة الأزمة في بدايتها وأصبح يتحسن بمرور الوقت وكذلك الأمر بالنسبة للمجتمع الدولي حيث قامت عديد الدول العربية والأجنبية بتقديم المساعدات اللازمة ومنها فرق ومعدات الإنقاذ والطائرات العمودية والزوارق البحرية التي ساهمت بشكل كبير في عمليات إنقاذ بعض الناجيين وكذلك في انتشال الكثير من الجثث إلا أننا نرى أن الجهود الدولية تأخرت نوعا ما في الاستجابة وهي غير كافية ونحتاج المزيد منها لاحتواء الكارثة .
كارثة درنة تتجاوز قدرات الحكومة الليبية، برأيك من المسؤول عن هذا التقصير وهل سيدعم المجتمع الدولي ليبيا في عملية الإعصار؟
كارثة درنة كبيرة جدا وهي تتجاوز قدرات الحكومة وخاصة أن ليبيا ليست لديها تجارب سابقة في التعامل مع مثل هذه الكوارث الكبيرة وتقع مسئولية التقصير على جميع الحكومات السابقة التي لم تقم بتقديم المساعدة في صيانة السدود التي تسبب انهيارها في هذه الكارثة والنيابة العامة باشرت التحقيق فعليا في معرفة أسباب التقصير الذي تسبب بهذه الكارثة ومن هم المسؤولين عنها..الدعم الدولي كما أشرت شارك في تقديم المساعدات الاغاثية واللوجستية فقط، والحكومة أعلنت عن تنظيم مؤتمر دولة لإعادة إعمار درنة وننتظر مساهمة فاعلة من المجتمع الدولي في ذلك المؤتمر.
هل برأيك المنافسة الحادة بين حكومتي طرابلس وبنغازي على إعادة اعمار درنة يصعب فرص التوحيد وتجاوز الانقسام؟
كما يعلم الجميع الانقسام بين الحكومتين موجود ولكن نظرا للتلاحم الكبير الذي حصل بين الشعب الواحد ووقوفهم جنبا إلى جنب للمساعدة في الكارثة يمكن أن يسهم بشكل كبير لو توحدت الجهود في الضغط على الحكومتين لتوحيد جهودهم، ولكن الاختلاف بينهما وارد بسبب رغبة بعض الأطراف السياسية في بقاء الوضع كما هو عليه حتى يستمروا في البقاء في المشهد.
هل تعتقد أنه بعد لقاء قائد قوات أفريكوم مع حفتر أن حكومة الدبيبة باقية إلى ما بعد الانتخابات؟
الجميع الآن يتحدث عن كارثة درنة وتوحيد جهود إعادة اعمارها والشارع يطالب بالانتخابات ورحيل جميع المكونات السياسية الموجودة في المشهد الآن.. ولا نعتقد أنه في حال حدوث الانتخابات أن حكومة الدبيبة باقية وربما سيكون هناك توافقات غير معلنة لبقاء بعض الشخصيات في المشهد.
هل برأيك المشهد الليبي يسمح بتوحيد الجيش الليبي وإخراج المرتزقة الأجانب؟
كارثة درنة ربما تكون هي الحل لتوحيد الجيش خاصة بعد مشاركة قوات عسكرية من غرب البلاد واستقبالها بكل ترحاب من أخوانهم في القوات المسلحة في الشرق ووقوفهم جنبا إلى جنب في مواجهة إعصار درنة الأمر الذي لقي ترحيبا وارتياحا كبيرين في الشارع الليبي بكل أطيافه.
كيف تقيم الجهود الأممية لتنظيم الانتخابات، وهل بالوسع استكمال القوانين الليبية لتنفيذ الاستحقاق الانتخابي في أقرب وقت؟
نحن نعتقد أن الجهود الدولية لتنظيم الانتخابات في ليبيا غير جدية وأنهم يرغبون في إطالة أمد الأزمة في ليبيا لمصالحهم الخاصة ولو كانت لديهم الرغبة الصادقة في إجراء الانتخابات في ليبيا لتوحدت جهودهم في الضغط على متصدر المشهد السياسي الحالي لتسريع إقامتها أما بالنسبة للقوانين الانتخابية فنرى أن البرلمان لم يقم بواجبه الكامل باتجاه هذا الأمر وكان بإمكانهم إنجاز القوانين المطلوبة منهم منذ وقت طويل.
هذا ما يمكن قوله في تقديري حاليا بالنسبة للانتخابات لأن المشهد ضبابي، صحيح الشارع يطالب بالانتخابات لكن نتوقع أن الانتخابات لو حدثت ستكون في نهاية سنة 2024.
هل يمكن لجهود المبعوث الأممي عبد الله باتيلي أن تحقق اختراق في هذا الصدد؟
نعتقد أن باتيلي انحاز لطرف على حساب طرف آخر في الأزمة الليبية وهذا ما جعل جهوده غير ذات جدوى إلى الآن وربما هذا الانحياز سبب مزيد من التعقيد وكان عليه الاستماع لصوت الشارع الذي يطالب بانتخابات نيابية ورئاسية شفافة بدون إقصاء لأحد وترك حرية الاختيار للشعب دون سواه دون تدخل أو إملاءات خارجية بفرض شخصيات بعينها أو استمرار حكومة بعينها لذلك فإن استمرار باتيلي بهذا الطريقة لن يحقق أي تقدم أو اختراق في جدار الأزمة الليبية بل يساعد على إطالة أمد الأزمة.
هل بالإمكان تحقيق مصالحة ليبية وسط تواصل الانقسام، وماهو تقييمكم للجهود المحلية والدولية في هذا الصدد؟
الجهود المحلية مستمرة في جهود المصالحة الوطنية شرقا وغربا وجنوبا ولكن لكي تنجح هذه الجهود يجب تفعيل القوانين الخاصة بها مثل قانون جبر الضرر والتعويضات وتنفيذ القصاص والعقوبات على من أخطأ وهذا يكون تحت إشراف ومتابعة المجلس الأعلى للقضاء والجهات التابعة له لأنه بدون تفعيل القوانين يصبح من الصعب الوصول إلى توافق في موضوع المصالحة والجهود الدولية تكاد لا تذكر في هذا المجال والجميع يعرف أن المجتمع الدولي لديه مصالحه الخاصة في بقاء الوضع كما هو عليه ولكن لدينا أمل كبير في أبناء شعبنا في تغيير الوضع إلى الأفضل إن شاءالله.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس