المقابر الجماعية تعيد قضية “الاتجار بالبشر” في ليبيا للواجهة… هل تتجاهل السلطات مواجهتها؟

10
المقابر الجماعية تعيد قضية
المقابر الجماعية تعيد قضية "الاتجار بالبشر" في ليبيا للواجهة... هل تتجاهل السلطات مواجهتها؟

أفريقيا برس – ليبيا. مقابر جماعية وقوارب موت تبحر إلى مقبرة أكبر في عرض المتوسط، انطلاقا من ليبيا التي تعاني منذ سنوات اضطرابات أمنية أسهمت في تفشي ظاهرة الاتجار بالبشر خلال عمليات تهريبهم إلى الضفة الأخرى.

اكتشفت السلطات الأمنية الليبية، أخيرا، مقبرة جماعية تضم 65 جثة لمهاجرين غير شرعيين تم دفنهم في وادٍ في منطقة “الشويرف” الواقعة غربي ليبيا، ضمن نطاق حكومة الوحدة الوطنية.

وفتحت السلطات الأمنية تحقيقا واسعا للوقوف على ملابسات الواقعة، والتعرف على هويات أصحاب الجثث وسبب وفاتهم والجهة المسؤولة عن دفنهم في هذا المكان، دون الكشف عن جنسياتهم حتى الآن.

وتستغل شبكات الاتجار بالبشر ليبيا كنقطة عبور نحو أوروبا، خاصة في ظل الانفلات الأمني والانقسام المستمر منذ العام 2011، إضافة لنشاط بعض الميليشيات والعصابات في ليبيا في عملية الاتجار بالبشر.

وجمع المختصون في الجهاز عينات من الحمض النووي لكل جثة، وبعد استكمال جميع الإجراءات القانونية وبأمر من المدعي العام تمت إعادة دفن الجثث.

الواقعة الأخيرة ليست الأولى، ففي مارس/آذار 2022، أكدت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، أن هناك “مقابر جماعية” في مدينة بني وليد الصحراوية وشهد أحدهم بأنه دفن ثلاثة في إحداها بنفسه.

ونقلت بعثة تقصي الحقائق أن التقارير تضمنت شهادات نساء من شرقي أفريقيا بتعرضهن للاغتصاب واعتداءات جنسية.

وقالت مهاجرة للمحققين في تعليقات هذا الشهر، تضمنها التقرير المؤلف من 18 صفحة والذي رفع لمجلس حقوق الإنسان: “إذا سمع المهاجرون الذين كانوا محتجزين هناك كلمة بني وليد فسيبدأون في البكاء. إنهم يضرمون النار في أجساد النساء هناك”.

يشار إلى أن التقرير هو الثاني من ثلاثة تقارير تستند إلى نحو 120 مقابلة تمت بين أكتوبر/ تشرين الأول ومارس/ آذار 2022، وسلّط الضوء أيضا على انتهاكات تؤثر على الانتقال الديمقراطي في البلاد مثل تخويف النشطاء، وأثار مخاوف بشأن وجود سجون سرية يقال إن جماعات مسلحة متناحرة تديرها.

تواطؤ أم تورط

يقول الباحث الليبي محمد الأسمر، إن ظاهرة المقابر الجماعية الموجودة في الجنوب الليبي، وعمليات التهريب من هناك وصولا للشمال والعبور نحو أوروبا، تقوم بها ميليشيات مصلحة مشرعنة بـ”اسم وصفة” تابعة لجهات حكومية.

ويضيف أن ملف تهريب البشر هو أحد محاور ثلاثة، تتضمن تهريب الوقود والسلاح والبشر، مما يحول دون التصدي لمثل هذه الظاهرة، خاصة في ظل تشابك المصالح في عمليات التهريب.

يوضح الأسمر أن سلطة الأفراد أو المجموعات المسلحة نافذة على سلطة الأجهزة الرسمية، بما يعني قدرة الأجهزة على التصدي لهذه الظاهرة التي تفرضها المجموعات بقوة السلاح.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة مصرع 441 مهاجرا في وسط البحر الأبيض المتوسط خلال الربع الأول من عام 2023.

اختفاء مغاربة في ليبيا

في الإطار، قالت فاطمة بوغنبور، حقوقية مغربية، إن العديد من الشباب الذين توصلت بملفاتهم منذ عدة أشهر عبر أسرهم اختفوا في ليبيا منذ فترة طويلة دون أي معلومات عنهم.

وأضافت أنها حاولت التواصل مع الجهات الأمنية في تونس أو ليبيا للتعرف على مصيرهم دون أي معلومات تفيد بوفاتهم أو وجودهم أحياء.

ولفتت إلى أنها تنتظر الإعلان عن هوية الجثث التي عثر عليها في ليبيا منذ يومين، للتأكد إن كان من بينهم أي من الأشخاص الذين اختفوا قبل أشهر.

انتهاكات مروعة

في يوليو/ تموز 2021، قالت منظمة العفو الدولية في تقرير: “إن أدلة جديدة على الانتهاكات المروّعة – ومن بينها العنف الجنسي – ضد الرجال والنساء والأطفال الذين تم اعتراض سبيلهم أثناء عبور البحر الأبيض المتوسط وأعيدوا قسرا إلى مراكز الاحتجاز في ليبيا – تسلط الضوء على العواقب الرهيبة لتعاون أوروبا المستمر مع ليبيا بشأن مراقبة الهجرة والحدود”.

تعاون ثنائي

وفي ديسمبر/ كانون الثاني 2023، أعلن وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عماد الطرابلسي، ووزير الداخلية التونسي، كمال الفقي، استمرار التعاون الأمني وضرورة معالجة ملفات الهجرة والتهريب والاتجار بالبشر على الحدود بين البلدين.

وقال وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره التونسي، في معبر رأس أجدير البري الحدودي مع تونس، إن “وزارة الداخلية سيطرت على منفذ رأس أجدير الحدودي مع تونس، وقامت بتغيير عدد من القيادات الأمنية العاملين في المنفذ”، مؤكدًا أن “الوزارة تعمل بمهنية بعيدا عن الجهوية والقبلية”.

وأضاف: “مثلما نجحنا في ميناء مصراتة وميناء طرابلس ومطار معيتيقة، اليوم نجحنا في منفذ رأس أجدير، إذ أصبح يتبع وزارة الداخلية بالكامل، بعد أن جرى تغيير كل المناصب داخل المعبر”، مضيفًا أنه “جرى تغيير رئيس المنفذ، ومدير الجوازات، ورئيس المركز، والاستخبارات العسكرية، بالإضافة إلى أنه سيجري تغيير رئيس الجمارك في المنفذ”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here