أفريقيا برس – ليبيا. وصل 152 سورياً إلى دمشق قادمين من ليبيا، في أول رحلة عودة إنسانية طوعية تُنظمها «المنظمة الدولية للهجرة»، منذ أكثر من عقد، في خطوةٍ وصفتها المنظمة بأنها «تمثل بداية لتوسيع عملياتها داخل سوريا لدعم جهود التعافي بعد سنوات الحرب»، وهو إجراء قُوبل بترحيب لم يخلُ من تحفظات حقوقية في ليبيا.
ووصف الناشط الحقوقي الليبي، طارق لملوم، الخطوة بأنها «جيدة»، و«انفراجة طال انتظارها»، مشيراً، إلى أنها «ستُخفف معاناة العائلات السورية دون مُعيل، ولا سيما الموجودين في سجون طرابلس، أو المحكوم عليهم بالإبعاد من الأراضي الليبية».
وشملت الرحلة، التي أعلنتها المنظمة الدولية للهجرة، الخميس، عائلات سورية، «كانت تُقيم في ليبيا لأكثر من عشر سنوات»، وتواجه أوضاعاً إنسانية صعبة، وفق بيان المنظمة الدولية للهجرة، التي ذكرت أيضاً أن العائدين تلقوا عند الوصول إلى دمشق مساعدات للاستقبال والنقل إلى مُدنهم السورية الأصلية.
ومن المقرر أن تقدم المنظمة دعماً لإعادة إدماج هؤلاء المهاجرين في حلب وحماة وحمص، خلال الأشهر المقبلة، دون توضيح طبيعة هذا الدعم، علماً بأن الرحلة جاءت «بناءً على طلب وزارة الخارجية والمغتربين السورية».
غير أن لملوم أشار إلى أن عملية الإجلاء «ينقصها التنسيق»، موضحاً أن «تسجيل الراغبين في العودة إلى سوريا بقي محصوراً حالياً في طرابلس، بينما يقطن كثير من السوريين في الجبل الغربي والجنوب والوسط، مثل مصراتة، وهو ما يمنعهم من الاستفادة من المبادرة».
وأضاف لملوم أن «المنظمة الدولية للهجرة لم تسجل بعدُ سوريين مقيمين في شرق ليبيا، رغم وجود أعداد كبيرة قد ترغب في العودة»، متمنياً «الإسراع في الإعلان عن رحلة ثانية، واستمرار التسجيل للقوائم الجديدة».
وجرى تنفيذ الرحلة بدعم من برنامج حماية المهاجرين والعودة وإعادة الإدماج في شمال أفريقيا، المموَّل من الاتحاد الأوروبي، وفق بيان «الدولية للهجرة». وذكرت «المنظمة» أن نحو 581 ألف سوري عادوا إلى وطنهم من الخارج منذ ديسمبر (كانون الأول) 2024، معظمهم من تركيا ولبنان. ومنذ عام 2015، ساعدت المنظمة أكثر من 105 آلاف مهاجر في ليبيا على العودة إلى بلدانهم الأصلية بشكل آمن.
وتُعدّ ليبيا من أبرز نقاط العبور للمهاجرين الأفارقة والعرب، الساعين للوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، في ظل استمرار الأوضاع غير المستقرة بالبلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.
وفي أغسطس (آب) الماضي، أُعيد فتح السفارة السورية بطرابلس، بعد إغلاقها عام 2012، رغم أن تقارير أفادت بعدم استئناف الخدمات القنصلية، أو التمثيل الدبلوماسي بشكل كامل. في حين تستعد هيئة الطيران السورية لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين دمشق وطرابلس، الأسبوع المقبل، بعد تعليقٍ استمر أكثر من عقد.
وأدت الحرب، التي شهدتها سوريا منذ عام 2011، إلى نزوح الملايين داخل البلاد وخارجها. وعاد أكثر من مليون لاجئ سوري من الخارج، منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وفق الأمم المتحدة.
وفي يوليو (تموز) الماضي، حصلت «المنظمة» على موافقة رسمية من الحكومة السورية لإعادة تأسيس وجودها بدمشق، وتوسيع عملياتها الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، بعد نحو عقد من العمل المحدود شمال غربي البلاد، حيث قدمت مساعدات مُنقذة للحياة منذ عام 2014.
لكن لا تزال هناك شكاوى من أوضاع ملايين السوريين، الذين يعيشون منذ أكثر من 13 عاماً في بلدان اللجوء، بينها ليبيا، وفق ما يقوله الحقوقي السوري أمين كزكز، رئيس «المركز السويدي للاجئين والمهاجرين»، الذي أكد أن «ملايين السوريين يعيشون، منذ أكثر من 13 عاماً، في بلدان اللجوء، بينهم الآلاف في ليبيا، في ظروف قاسية تشمل الفقر والبطالة والتعليم المحدود، وسط غياب الدعم الدولي والإعلامي الكافي لوضعهم الإنساني».
وأضاف كزكز أن «السوريين في المنافي، ولا سيما في المدن المنهَكة اقتصادياً، يواجهون حياة منسية، بلا رعاية صحية أو فُرص مستقبلية، مع غياب حلول عملية تضمن كرامتهم واندماجهم في المجتمعات المضيفة».
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس