من المستفيد من إشتباكات طرابلس؟

27

بقلم : منير سالم محمد الأشهب

أفريقيا برسليبيا. عاش أهالي منطقة الخلة وصلاح الدين جنوب العاصمة الليبية طرابلس ليلة صعبة بعد وقوع اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة بين اللواء 444 وجهاز دعم الاستقرار التابعين لحكومة الوحدة الوطنية.

ليلة مرعبة

قال وليد عاشور 34 عام وهو أحد سكان منطقة صلاح الدين بالقرب معسكر التكبالي الذي دارت في رحاه الاشتباكات طوال ليلة الخميس وحتى صباح الجمعة انه عاش مع طفليه وزوجته ليلة مرعبة وسط أصوات القذائف والصواريخ والانفجارات وأصوات طلقات البنادق.

وأضاف وليد في تصريحه لموقع “أفريقيا برس” أن مجرد سماع أصوات الرصاص يعيد لنا شبح التهجير والنزوح الذي عانيت منه لأكثر من عام ونصف بسبب الحرب الأخيرة في سنة 2019 ويذكرني بلحظة وفاة جاري بلغم أرضي زرع في منزله انفجر بمجرد دخوله البيت من أجل تفقده، ناهيك عن النزوح في مرات عديدة لأيام معدودة بسبب الاشتباكات التي تدور في المنطقة بين فترة وأخرى.

قتلى وجرحى وغياب الاحصائيات الرسمية

وأفاد مصدر من وزارة الصحة الليبية لموقع “أفريقيا برس” فضل عدم الكشف عن اسمه، تسجيل 5 قتلى من بينهم مدنى واحد و 7 جرحى وصلوا إلى مستشفيات الخضراء و أبو سليم للحوادث ومعيتيقة. ولم تعلن الحكومة ولا وزارة الصحة بشكل رسمي عن وقوع ضحايا ولا جرحي جراء الاشتباكات.

من جهته نعى اللواء 444 عبر صفحته الرسمية على فسيوك مقتل الضابط ’’عمران محمد بلقاسم’’ ووصفه بشهيد الواجب، فيما نعت حسابات رسمية مقربة من جهاز دعم الاستقرار القيادي بكتيبة ثوار طرابلس ’’أمير الزرقاني’’ المتحالف رفقة مجموعته مع جهاز دعم الاستقرارالذي يقوده عبد الغني الككلى، فيما نشر أحد افراد لواء 444 قتال فيديو مصور لمجموعة من المسلحين تابعين لجهاز دعم الاستقرار وقعو اسرى لدى اللواء خلال الاشتباكات.

أضرار مادية
أعلنت الشركة العامة للكهرباء ان الكهرباء انقطعت على بعض التجمعات السكنية جنوب العاصمة بسبب الاشتباكات التي دارت هناك . وقال المكتب الإعلامي لشركة الكهرباء في تصريح خاص لموقع “أفريقيا برس” أن فرق الصيانة بالشركة العامة للكهرباء تعمل على إرجاع التغذية لبعض المناطق عقب إصابة دوائر نقل الطاقة الهضبة، التبكالي، سيدي حسين..الخ. وأضاف المكتب في تصريحه إلى أن الاشتباكات خلفت عطبا بالكوابل المغذية لمحطتي الأكاديمية واليرموك مما اضطر الشركة للقيام بأعمال الاختبارات والحفر لإجراء الصيانات اللازمة.
وأفادت مصادر محلية ان عدد من المنازل والمحلات التجارية والورش تضررت بسبب الاشتباكات وحرق بعض منها فيما تمت سرقت محتويات العديد من المحلات وأحد مساجد المنطقة.

ما سبب الاشتباكات؟
ظهر أمر المنطقة العسكرية طرابلس اللواء عبد الباسط مروان في تسجيل مرئي يوضح فيه أسباب الاشتباكات والهجوم على لواء 444 قتال بأوامر مباشرة منه لجهاز دعم الاستقرار ووحدات عسكرية أخرى بما وصفه بعملية تصحيح مسار انحراف اللواء 444 قتال.

وأوضح مروان في كلمته ان المنطقة العسكرية طرابلس سجلت في الفترة الأخيرة انحراف مسار اللواء وعدم امتثاله الى الأوامر العسكرية وحضور أمر اللواء المقدم محمود حمزة لاجتماعات ليس له علاقة بها.

وأضاف مروان تفاجئنا بفتح حساب بنكي جديد لصالح اللواء وهو مخالف لنظام العمل حيث ان افراد اللواء يتبعون شبعة المالية بالمنطقة العسكرية طرابلس، مشيرا الى ان الحساب نزل به 10 مليون دينار دون علم امر المنطقة.
وأشار مروان في حديثه الى ان آمر اللواء غادر البلاد دون طلب إجازة ولا اذن من المنطقة العسكرية مما دفعهم الى تصحيح المسار، وكلفنا سرية الإنذار للسيطرة على مخازن السلاح داخل معسكر التكبالي.

تدخل الحكومة والرئاسي


أمر المجلس الرئاسي الليبي “بصفته القائد الأعلى للجيش” جميع الوحدات العسكرية التي شاركت في اشتباكات العاصمة طرابلس بالعودة الفورية إلى الثكنات. ودعا المجلس في بيان المدعي العام العسكري إلى “مباشرة التحقيق الفوري مع آمري تلك القوات بما في ذلك المتسببون في الاشتباكات بمنطقة صلاح الدين، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وفقا للقوانين المعمول بها والموافات بالإجراءات التي يتم اتخاذها فورا”.

وأشار إلى أن “القائد الأعلى للجيش تابع الأحداث المؤسفة التي حصلت في مدينة طرابلس خلال الساعات الماضية، وما خلفته من أضرار بالممتلكات العامة والخاصة وترويع المواطنين”.

وطلب من رئيس الأركان العامة اتخاذ الإجراءات الفورية حيال آمري تلك القوات التي حصل بينها الاشتباك وممارسة ما يخوله له القانون من صلاحيات تحقق السيطرة على الموقف. وأكد أنه “على جميع الوحدات العسكرية والأمنية، ضرورة الانضباط والتقيد بما يصدر من تعليمات وبلاغات تحظر التحرك إلا بإذن مسبق”، وأن أي تصرف بالمخالفة لهذا البلاغ “يعتبر جريمة يعاقب عليها قانونا نظرا لما تمثله من خطورة أمنية لها تداعياتها على سلامة وأمن المواطن والدولة”.

من جهته أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبه أمرا بتحقيق في حادثة تبادل النار ليلة الجمعة في منطقة صلاح الدين جنوب طرابلس، وتشكيل لجنة تقصي حقائق على أن تقدم نتائجها خلال أسبوع.

وبحسب المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة فان دبيبة استمع خلال جلسة المساءلة التي دعي لها كل من رئيس الأركان وامراء المناطق العسكرية، طرابلس، الغربية، الوسطي، الساحل الغربي وزير الداخلية، والمدعي العسكري، الى تقرير تفصيلي بشأن الواقعة مقدم من ادارة الاستخبارات ورئيس الأركان العامة.

حبر على ورق
ويرى الصحفي نورالدين الفيتوري ان قرارات الرئاسي والحكومة ماهي الا حبر على ورق ولا يملكون أي نفود فعلي على هذه التشكيلات أو حتى قرار إيقاف الحرب، ومن المؤسف أن تكرر هذه الاحداث في المناطق السكنية وهذا يؤكد فشل الاجسام الرسمية في التعامل مع مثل هذه الاحداث. وأضاف لـ “أفريقيا برس” أن “كل تحركات الحكومة ستكون نتائجها مؤقتة فقط ولن تستطيع ضمان عدم حصول مثل هذه الأحداث مستقبلا، وعبر عن أمله أن تتمكن الحكومة من حماية المدنيين من مثل هذه الأحداث.”

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here