هل ستنجح مبادرة تبون في تشكيل تكتل مغاربي جديد بالمغرب العربي؟

1
هل ستنجح مبادرة تبون في تشكيل تكتل مغاربي جديد بالمغرب العربي؟
هل ستنجح مبادرة تبون في تشكيل تكتل مغاربي جديد بالمغرب العربي؟

أفريقيا برس – ليبيا. جدل حول المبادرة التي تتحدث عن تشكيل تكتل مغاربي جديد، وهي مبادرة أطلقها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وسط خلافات مغاربية داخلية، واستثناء المملكة المغربية من الانضمام لهذا التكتل، وهو ما رفضته بعض الجهات وتجاهلته موريتانيا.

وفي المقابل رحبت كل من ليبيا وتونس بهذه المبادرة، فهل ستبصر النور أم أنها ستظل مجرد مبادرة؟

في هذا الإطار يقول المحلل السياسي الجزائري حمزة حسام، إن أي تحرك في تأسيس تكتل مغاربي هو تحرك محمود ومطلوب، بل هو أفضل استجابة لما تواجهه المنطقة من تحديات.

واعتبر حسام أن المنطقة المغاربية وشمال أفريقيا متأخرة مقارنة بالجهات والأقاليم الأخرى في القارة الأفريقية، التي تنشط على مستوى متعدد الأطراف وفي إطار تكتلات إقليمية، فإذا نظرنا إلى غرب ووسط وشرق أفريقيا، نجد أن هناك تكتلات تعمل فيها الدول على تنسيق سياساتها وعلى مواجهة بعض التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية بطريقة مشتركة، وهذا الأمر غير موجود مغاربيا بسبب تعطل المنظمة الإقليمية التي تجمع دول المنطقة وهي اتحاد المغرب العربي.

وتابع: “أعتقد أن الذهاب لهذه المبادرة الجديدة هو دليل على أن الدول المغاربية وصلت لقناعة بأنها لا يمكنها أن تستمر في حالة الجمود والانسداد وعدم القدرة على تحريك التكتل الإقليمي، في ظل مواجهتها لمجموعة من التحديات المشتركة إقليميا والتي تتطلب ردا مشتركا.

وقال إن الواقع يفرض التحرك بطريقة مشتركة متعددة الأطراف في إطار تنسيق الأعمال والسياسات المغاربية، مضيفا: “لكن التنظيم هنا معطل ويعاني من حالة انسداد بسبب بعض الظروف، ولا يمكن الاستمرار في هذا الوضع، الذي تحاول المبادرة الجزائرية تلافيه”.

واعتبر أن الموقف الموريتاني مختلف تماما عن بعض الدول الأخرى لأن وترددها مرتبط بموقعها وسياستها إزاء الخلاف الجزائري المغربي، وتريد أن تبقى على الحياد، وكانت دائما تقف على حياد في مواجهة هذا الخلاف، وبالتالي لا تريد أن تُحسب مشاركتها في هذه المبادرة على أنها موجهة ضد المغرب لذلك هي مترددة.

جهود مشتتة

ومن جهته يعتقد المحلل السياسي الليبي إدريس احميد، أن المبادرة التي تقدمت بها الجزائر والتي تضم تكتل مغاربي يستثني المغرب، هو أمر مستغرب خاصة أن هناك اتحاد المغرب الكبير الذي تأسس في 1989، والذي يشهد تعطيل بسبب الخلاف الجزائري المغربي.

واعتبر أحميد أن هذه المبادرة لن تلقى النجاح وعلى الدول الثلاثة أن تسعى وتفكر في هذه المبادرة وانعكاساتها السلبية على التكتل المغاربي، وعلى تشتيت جهود العمل المغاربي وزيادة الخلافات، في الوقت الذي كان من المفترض أن تسعى فيه هذه الدول لإيجاد حل للخلاف الجزائري المغربي وخاصة بعد صمت الجامعة العربية التي من المفترض أن تسعى للحل بين الدولتين المختلفتين.

وقال إدريس احميد إن الوضع في المنطقة لا يسمح بذلك بسبب الكثير من التغيرات الدولية وأن أي تأزم وخلاف بين المغرب الجزائر سوف ينعكس على العمل العربي والمنطقة.

وأشار بأن الحل الإيجابي يجب أن يكون بالنقاش، والسعي لحل الأزمة بواسطة الدول، آملا أن يعاد النظر في هذه المبادرة وفيما يتعلق بطموحات الشعوب المغاربية التي تسعى للحل وإعطاء دفعة للكيان المغاربي الذي له الكثير من مصادر القوى، وأن يكون منافس قوي يخدم طموحات وتطلعات شعوب هذه المنطقة.

وشدد على ضرورة توظيف قوة هاتين الدولتين “المغرب والجزائر” وامكانياتهما في السعي لتقوية هذا الاتحاد وحل الخلافات بالطرق السلمية، واعتبر أن حالة الاحتقان والخلاف لن تساهم في خدمة المنطقة العربية، لاسيما في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة أن يكون هناك عمل ورؤى مشتركة”.

وفيما يتعلق بالدور الليبي في المحيط المغاربي أوضح المحلل السياسي الليبي إدريس احميد، أن ليبيا كانت سباقة في تأسيس الاتحاد المغاربي في 1989 في مراكش المغربية، ولعبت دور مهم في نجاح هذا الاتحاد.

وقال احميد يجب على الدولة الليبية أن تتعامل مع هذه المبادرة بدقة وحكمة بحيث لا تؤثر على العلاقات مع المغرب والجزائر.

وتابع: “يجب أن يتم التعامل معها بكل حيادية، وأن تعمل ليبيا على حل الخلاف الجزائري المغربي، وضرورة تفعيل الاتحاد المغاربي، بدلا من هذا التكتل الذي ربما سيكون ضعيف”.

وأختتم أحميد قوله “بأنه لا يمكن أن يتم تحدي التاريخ والجغرافيا، فالمغرب دولة كبيرة ولها إمكانيات مهمة في تقوية الروابط المغاربية وتعزيز الاتحاد، وكان من الأجدر التفكير في إعادة تفعيل اتحاد المغرب العربي”.

الحفاظ على الحياد

يرى الأكاديمي الموريتاني ديدي ولد السالك، أن موريتانيا تتحفظ على عدم انضمامها لهذا التكتل وذلك من أجل البقاء على الحياد في الصراع بين الجزائر والمغرب.

وتابع ولد السالك بأن موريتانيا سبق وأن أعلنت موقفها وحيادها في مسألة الصحراء الغربية، وهذا الحياد مبني على ضرورة التوازن في علاقاتها بين الجزائر والمغرب، بالتالي فالانضمام لأي تكتل لا يضم كل الدول المغاربية كإحياء المشروع المغاربي، هو إعادة إحياء سياسة الكتل والتحالفات والصراعات الإقليمية.

وتابع: “نؤكد أن موريتانيا سوف تنأى بنفسها عن أي تكتل قد يضر علاقاتها مع أحد الطرفين وسوف تحاول أن تحافظ على علاقاتها وأن تكون متوازنة بين الجزائر والمغرب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here